الأربعاء ٢٩ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 16:08

المصدر: صوت لبنان

أنا قلق على لبنان

كلُّنا في مركبٍ واحدٍ

أنا قلق على لبنانِ

حذارِ اللعبِ بالنار أو اللعبِ مع الموجِ الهائج

فالبحر غدّار يبتلعُ السُفن عندما تَعصِفُ الرياح

نحن في هذا البحر، في قلبهِ، في بحرِ التطرّف والإنغلاق الذي تجتاحه عواصِف قويّةٌ فتثورُ أمواجُه وتهيجُ

نحنُ في وسط الصخْبِ والهُياج، تتجاذبنا المخاطِرُ، نحن على شفيرِ الهاوية

في قلبِ القلقِ والخوفِ على  المصير

حذارِ اللعبَ بالنارِ

العالَمُ مجنونٌ لا يرحم

الرياحُ الغربيَّة والرياحُ الشرقيَّة

وريحُ الشمالِ وريحُ الجنوب

كلُّ هذه الرياح ما زالت تصدُّها جبالنا العاصية وإرادتنا الخفيَّة، إرادة الشعب اللبناني الذي يرفضُ أن يخسر وطنه ويحملَ حقائبه ويهاجر الى زوايا الأرض الأربع

كلُّ مغالاةٍ مسيحيّة كانت أَمْ إسلاميّة، شيعيّة أم سنيّة أم درزيّة أم مارونيّة أم غيرها تدخلنا في نفقِ المغامرة الكبرى، بل في نفقِ المصيبة الكبرى، علينا أن ندرك أنَّ خلاصنا بأيدينا، بانفتاحنا، بتفهّمنا لبعضنا البعض، برفع الحواجز ومدِّ الجسور بين المذاهب والطوائف والأحزاب والتيّارات والتحاور بصراحة ونبلٍ وشرفٍ وقناعةٍ راسخةٍ

أنّنا واصلون الى الهدف، والهدف هو خلاصُ لبنان – المزايدات تُغرقُنا – لبنانُ ليس لطائفة أو مذهبٍ أو حزب – إنَّهُ للجميع وعلى الجميع أن يُدركوا أنّه للجميع ولا يمكن أي منهم أن يُنقذ لبنان بمفردِه

هذا وطنٌ فريد من نوعه، إنَّه مجموعة من حضاراتٍ وشعوب متمايزة ومختلفةٍ، عليها أن تتفاعل بالعمق كي تنصهِرَ وتصبحَ شعباً واحداً متعدِّد التطلّعات غنيَّ الثقافات يستطيع أن يخاطب كلَّ شعوب العالم وجهاً لوجه لأنَّه مؤمن بالآخر ويمارسُ إيمانه بالآخر،

كفانا تبجُّحٌ وتشاوفٌ ومزايداتٌ،

العودة الى الحقيقة والتعاطي معها بشفافيّةٍ هي الحلُّ، التجاذبُ والتنازعُ وشدُّ الحبال ليس حلاً للمعضلةِ اللبنانيَّةِ التي نشأت مع نشوء لبنان الحديث بل مع لبنان الكبير منذ حوالي قرن مضى،

فلننتبه إنَّ التاريخ ظالِمٌ لا يرحم والزمنَ يجتاح الأوطان والشعوب المتخاذلة ويغرقها في النسيان، وليس صحيحاً أنّ الإنقاذ في الرهانِ على الوقت وعلى المستجدّات الإقليميَّة والدوليَّة، فقد تؤدي هذه المستجدَّات الى خرابنا إذا لم ننهض وننقذُ أنفسنا من غفوةِ أهل الكهفِ، نعم نحن في غفوةِ أهلِ الكهفِ، إن كنا لا ندري

فتلك مصيبة وإن كنّا ندري فالمصيبةُ أعظَمُ

أنا قلق ولا أرى في الأفقِ أملاً

الاَّ بيقظتنا جميعاً وتمسّكِنا بهذا الوطن

الذي تشّده الريحِ نحو البحر كي ينسحِق بتلاطم الأمواج

نعَم أنا قلق، أقولها بصراحةٍ

أنا خائفٌ على لبنان أطرح الصوت

فهل من يسمع – إرفعوا الحواجز ومدُّوا الجسور وشابكوا الأفكار والزنود والضمائر والعقول تنقذون لبنان.

الامين العام لحزب الكتائب المحامي رفيق غانم

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها