الأربعاء ٣١ كانون الثاني ٢٠١٨ - 09:07

المصدر: النهار

الهرولة الى الفوضى !

ليس “دقيقا “ الكلام عن استعادة مفردات الحرب الاهلية والطائفية في مشهد “مبارزة البلطجة “ الذي تمتع به اللبنانيون يوم 29 كانون الثاني الحالي الذي يصح ضمه الى رزمة “أيام مجيدة “ مماثلة وقف معها لبنان على مشارف دمويات غير مشرفة اطلاقا . الأصح والأكثر دقة والأقرب الى الوصف الجراحي الموجع هو انه كان مشهد الهبوط المريع لعينات وشرائح واسعة على مختلف درجات السلم الاجتماعي والسياسي بكل طبقاته وشرائحه ومفاهيمه ومستوياته اي انه مشهد صارخ بتقهقر يمعن في القبلية ولا شيء سواها . رب قائل ان لغة العصر باتت تبيح مثل هذا المهرجان الهابط الذي يعيشه لبنان الآن على مشارف مهرجانات انتخابية لا قضايا كبيرة تطرح فيها وتستلزم شد العصب والشارع . اذن هُو التسويغ الوقح الفاجر للبنان الفاقد نهائيا كل تاريخه وقيمه في ظل مفاهيم طارئة تجعل الانتخابات والعمل السياسي والعمل العام صنو الاهانة والشتيمة والتعبير المقذع أيا ترتب على ذلك من تداعيات وانعكاسات حتى حدود الحرب والفتنة ! والحال ان واقعا بهذه القتامة من شأنه ان يكبر فئات الهاربين اللبنانيين الى موقع الفرجة لا أكثر كأنهم غير معنيين اطلاقا بكل ما سيجري تباعا . لا نحتاج هنا الى بصارات وضاربي مندل لتوقع تعطيل العهد والحكومة والمجلس والمؤسسات في ظل العد العكسي المتوتر للانتخابات على وقع مواجهات تكتسي طابعا طائفيا . بل لعل التعطيل قد يغدو الوسيلة الأسرع الى ما هو أسوأ أي الفوضى التي تحكم بلدا يزعم انه مقبل على تغيير انتخابي فيما تنذر كل المؤشرات بانه قد يكون على مواعيد مستعادة لفوضى اين من تداعياتها حقبات سابقة لعينة . ولا ترانا في حاجة الى تذكير الذين استخفوا بشتيمة اوسكروا بغطرسة او استساغوا “تقاليد “ ميليشيوية بأنهم ينجحون نجاحا منقطع النظير في إغراق لبنان بفوضى تشبههم تماما !

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها