الخميس ٧ كانون الأول ٢٠١٧ - 11:12

المصدر: Lebanon Files

تخيّلوا لبنان اليوم بلا الكتائب

يقال انك لا تعرف قيمة الشيء الا بعد فقدانه وإن كان لا بد لنا من معرفة قيمة الكتائب، فلا بد لنا من ان نتخايل لبنان اليوم،… بلا كتائب.
لن نعود بالتاريخ الى حقبات بعيدة، بل سنعود الى الامس القريب، عندما بدأ من بجانب الكتائب، الى تغيير نظرته واهدافه وصولا الى تغيير تحالفاته وقلب الطاولة رأسا على عقب؛
تخيّلوا معي، عدم وجود الكتائب لتنبّه الشعب على حقوقه وتخبره عن الضرائب والسبب الحقيقي للضرائب الذي بدأ يتضح اكثر وبدأ الناس يشعرون بانعكاساته المزلزلة اجتماعيا واقتصاديا وماليا عليهم مباشرة؛
تخيّلوا معي، عدم وجود الكتائب وبالتالي عدم مشاركتها بحكومة الرئيس سلام، لكانت ما زالت سوكلين تمتص المليارات وشركات السياسيين الكبار تعفى من دفع الضريبة ومراسيم البترول قد انجزت وتم التلزيم كما يحلو للكتل السياسية، وخزينة الدولة من عجز الى عجز اكبر بكثير؛
تخيّلوا معي، عدم وجود الكتائب وتمّ تمرير صفقة البواخر، الكهرباء، البطاقة الممغنطة، والفايبر اوبتيك… وانعكاساتهم على خزينة الدولة والعجز العام؛
تخيّلوا معي، عدم خوض الكتائب معركة الاستقلال، في ظل التسوية الرئاسية، فلم يكن هناك من يحاكي الضمائر ويذكر الشعب بشهدائنا، بقادتنا، بأخوتنا وأخواتنا، بآبائنا وأمهاتنا، بأبنائنا وبناتنا الذين سقطوا لتبقى المبادئ ويبقى لبنان سيدا حرا مستقلا، ولا من يقف بوجه أوامر السفارات، الذين إن اتفقوا اتفقوا على سيادتنا وإن اختلفوا خطف كل طرف منهم القرار من لبنان، لو لم يكن هناك كتائب ، لكان الخضوع لسطوة السلاح واجب، ولكان ممنوع على أحد من أن يرفع الصوت لان من يرضي ولي السلاح، يرضيه الولي بأحلامه؛
تخيّلوا معي، عدم خوض الكتائب معركة الحريات العامة، لتقف بوجه محاولة التهديد التي يتعرض لها اليوم اللبنانيون من قبل السلطة البوليسية، من تهديد بإقامة الدعاوى على اكثر من ٤٠٠ ناشط وسياسي، محاولة إسكات مرسيل غانم وترويضه، ملاحقة صحافيين، محاولة التحقيق مع نائب بطلب من وزير، محاسبة قضاة، أمنيين،…
تخيّلوا معي، عدم خوض الكتائب معركة السيادة، في ظلّ صمت الجميع أمام الخروقات، أولا بتخطّي حزب الله للمؤسسات الرسمية واتخاذه قرارا احاديا بتحرير الجرود، ثانيا عبر مفاوضته المجرمين المطلوبين من القضاء اللبناني وتأمين خروج مشرّف لهم من الاراضي اللبنانية إضافة الى إخراج موقوفين من السجون من دون اي مراجعة قضائية، حتى ان الشعب لوهلة احسّ وكأن الامر عاديٌ، الى ان انتفضت الكتائب وتمسكت بالسيادة بوجه حزب الله، والقومي والبعثي وصولا الى أشبال وئام وهاب، ليميّز اللبنانيون بين السلطات الرسمية والمتسلطين على السلطات الرسمية؛
تخيّلوا معي، شعب لبنان، من دون الكتائب حاليا، كل الامور تمرّ، كل الصفقات تدرّ، كل الملفات تلبّس، كل الاسلحة ترهّب، كل العالم يتدخل ولا من يتدخل ويصرخ باسم شعب لبنان غير الكتائب، والخزينة العامة تعجّز والإفلاس يلوّح، والجميع يساوم … كتائب 1936 هي نفسها كتائب 2017 فكما لا لبنان في الماضي بدون كتائب اليوم أيضا “بدون كتائب لا لبنان”

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها