الثلاثاء ٢١ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 22:24

المصدر: MTV

عن بيار… غصّة الاستقلال

“بتحب لبنان حب صناعتو” جملة شهيرة أطلقها وزير الصناعة الشهيد بيار الجميل في اول حكومة شارك فيها بعد انتفاضة العام 2005، فاختصرت النهج الاصلاحي الذي كان يريد ارساءه في الدولة من خلال تطوير قطاعاته المنتجة، كاشفا عن وجه رجل الدولة العملي بعيدا عن المنابر وخطابات ساحة الشهداء.
في 21 تشرين الثاني 2017 تطلّ الذكرى الحادية عشرة لليوم المشؤوم في العام 2006، يوم اطلق ملثمون رصاصات جبانة الا انها تجرأت على السياسي الوطني الشاب، تاركة ذلك الجسد الذي نبض ثورة جرحاً نازفاً في كيان هذا الوطن.
تجرأ على النظام الامني الذي كان قائما يوم قرر ان يفتح بيت آل الجميل في بكفيا بعدما مكث والده في منفاه الاختياري بعد انتهاء الحرب الاهلية، ونجح في اعادة ترميم البيت الكتائبي الداخلي حاصدا التفافا كبيرا حوله، فكان “فتى الكتائب” الذي عرف كيف يخرق نمطية المشهد السياسي عابرا من بيت الكتائب الى البعد الوطني الأرحب، داخلا كل بيت لبناني بنبرته الصادقة وخطابه الوطني الصافي، بعدما كان حزب الكتائب طوال سنوات طرفا قاسيا في الحرب اللبنانية الاهلية.
حجز المكان الأرحب له في ظل ثورة الارز وبين اطيافها الوطنية المتنوعة، فكان الصوت الحر الذي انتظرته ساحة الشهداء ليعيد الامل كلما صدح وسط صيحات المتظاهرين.
شاء القدر ان تقف ساعة الزمن في الجديدة وان يبقى بيار غصّة الاستقلال الابدية، ولكن ماذا لو؟
ماذا لو كان بيار لا يزال على قيد الحياة؟ فهل كان ليليق به زمن المحاصصات والصفقات؟ وهل كان من مكان له في الغرف المغلقة وهندسات الربع الساعة الاخيرة؟
ماذا لو كان بيار ومعه جبران تويني لا يزالان على قيد الحياة؟ هل كانت يومياتنا السياسية لتمر بلا طعم او لون؟
ربما كانت نجحت عملية تهجينهما بالنظام ولكن يحق لمن عرفهما في الزمن الصادق ان لا يصدّق بأن هذا الزمن كان يليق بأمثال بيار.
فهنيئاً لك الشهادة قبل ان تشهد على استشهاد الوطن الذي ناضلت من أجله… فالاستقلال لا يزال غصّتنا وانت غصّة الاستقلال.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها