الجمعة ٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 11:49

المصدر: المستقبل

“عين الحلوة”… الوضع الأمني والمطلوبون تحت المجهر

مع بداية العام الجديد تتوزع الاهتمامات على الساحة الفلسطينية في لبنان على اكثر من مستوى وصعيد. واذا كانت تداعيات القرار الأميركي بشأن القدس ثم التلويح الأميركي بوقف المساهمة بتمويل الأونروا، تشغل الحيز الأكبر من الاهتمام الفلسطيني حالياً وينتظر ان تشكل اولوية في جدول اعمال المجلس المركزي لحركة فتح ومنظمة التحرير الذي سينعقد منتصف الشهر الجاري في رام الله، فإنه يتقدم هذا الموضوع وربما بالأهمية نفسها، الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة وملف المطلوبين اللذان يبدو انهما وضعا تحت مجهر الاهتمام والمتابعة فلسطينيا ولبنانياً نظرا لما يشكلانه من مصدر خطر على استقرار المخيم وعلى الجوار. فكلا الملفين تقدما الى الواجهة مع تسجيل تطورين: الأول ما شهده المخيم من استنفار لمجموعات متشددة في اليوم الأول من العام على خلفية توقيف براء حجير، زوجة بلال بدر المطلوب من قبل مخابرات الجيش، وقبل اطلاقها لاحقاً، اذ اعاد هذا الاستنفار وما اعقبه من رسالة “شكر” من بدر للعناصر المستنفرة “نصرة” لزوجته، تسليط الضوء على وجود بعض المجموعات المتشددة التي توارت داخل احياء المخيم ولم تكن تظهر بهذا الشكل، رغم ان البعض رأى مبالغة في وصف هذا الاستنفار من حيث العدد. ولكن هذا لا ينفي وجود هذه المجموعات وبالتالي انها تشكل خطرا على امن المخيم والجوار، وهو الأمر الذي بدا ايضا من خلال تعاطي القوى الاسلامية الفلسطينية مع هذا التطور لجهة التحرك فلسطينياً ومع مخابرات الجيش من اجل تطويق اية محاولة من هذه العناصر لافتعال اي توتير مع الجيش.

اما التطور الثاني، فتمثل في بيان بلال بدر نفسه والذي اعتبر بمثابة رسالة تأكيد انه موجود خارج المخيم وتحديدا في بلاد الشام وهو الأمر الذي لم تكن الأجهزة الأمنية مقتنعة به في السابق. وذكرت مصادر فلسطينية ان توقيف زوجة بدر لساعات كان من بين اهدافه التحقق من هذه المعلومة، اضافة الى الهدف الآخر وهو معرفة الوجهة التي كانت تنوي حجير التوجه اليها بعد استحصالها على وثيقة سفر جديدة.

من جهة ثانية، اشارت المصادر الى ان عودة المطلوب هيثم الشعبي الى المخيم جاءت بعد مهمة استطلاعية للوجهة التي يفترض ان يمضي اليها من يرغب من المطلوبين مغادرة المخيم، وان من يتلقفهم هناك مطلوب سبق وفر من المخيم هو محمد الدوخي المعروف بإسم “الخردق” وانضم اليه من لحقوا به من المطلوبين ومن بينهم بلال بدر ومحمد عبد الرحمن العارفي.

اليوسف

عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف قال في حديث الى “المستقبل” ان الوضع الأمني في عين الحلوة افضل مما كان في السابق ورغم كل ما نسمعه فان المخيمات اليوم اكثر أمناً واماناً منها في الماضي، علماً انه خلال السنوات القليلة الماضية لم يسمح المخيم لأي فرد او مجموعة باتخاذه منطلقا او ممراً لاستهداف امن واستقرار لبنان لأن هناك اجماعاً فلسطينياً على عدم ايواء اي فرد او مجموعة تهدد السلم الأهلي في لبنان مسجلاً للمخيم ايضا انه و”لأول مرة لا يشهد اطلاق نار او اي خلل امني ليلة رأس السنة “.

وعما حدث اول يوم من العام في اعقاب توقيف زوجة بلال بدر قال اليوسف “هذا الأمر تم تداركه بسرعة وهناك جهود بذلت من جميع الأفرقاء حتى لا نصل الى أي تأزيم للوضع. وهنا نسجل للقوى الاسلامية وتحديدا عصبة الأنصار والحركة الاسلامية المجاهدة الدور الايجابي الكبير الذي تقومان به من اجل الحفاظ على امن واستقرار المخيم ونحن نعتبر انهما صمام امان للمخيم وهما قادران بالتعاون مع كل الفصائل والقوى الفلسطينية على لعب هذا الدور الايجابي لأن أي خلل يحدث يتضرر منه كل المخيم وليس فقط منطقة او حي بعينه”.

واعتبر اليوسف ان هناك تقدما كبيرا على صعيد ملف المطلوبين وان كل الفصائل والقوى الفلسطينية دون استثناء استطاعت ان تشكل قوة ضغط اجبرت نحو ثلاثين مطلوبا على تسليم انفسهم في غضون الأشهر الثلاثة الأخيرة لتسوية اوضاعهم تحت سقف القضاء اللبناني. كما سجلت مغادرة اكثر من عشرة مطلوبين خلال الفترة نفسها، متوقعا ان تشهد الأيام والأسابيع القادمة المزيد من حالات تسليم مطلوبين لأنفسهم.

قضية القدس

وفي موضوع القدس قال اليوسف ان “المجلس المركزي لمنظمة التحرير والذي يشكل اعلى هيئة تنفيذية في المنظمة سينعقد في 14 و15 الجاري في رام الله ويتوقع ان تصدر عنه قرارات حاسمة من بينها اعلان نعي إتفاق أوسلو ووقف التنسيق الأمني وخطوات عملية أخرى”. واعتبر “ان الموقف الفلسطيني حيال القرار الأميركي عبر عنه الرئيس محمود عباس (أبو مازن) أبلغ تعبير عندما قاطع زيارة نائب الرئيس الأميركي للأراضي الفلسطينية. وكان الرئيس ابو مازن واضحا بتأكيده ان القدس ليست للبيع وان الشعب الفلسطيني لا يقبل عنها بديلاً. والمطلوب اليوم تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وكشف ان هناك دعوة وجهت لكل من حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي للمشاركة في اجتماع المجلس المركزي متوقعا ان تتمثل الحركتان، لتكون المرة الأولى التي يشاركان بها. وهذا من شأنه دفع عجلة المصالحة الى الأمام علما ان هناك اتصالات غير معلنة بين فتح وحماس.

وبالنسبة للموقف الشعبي قال اليوسف: راهن العدو الاسرائيلي كما الادارة الأميركية على ان التحركات الاحتجاجية لن تستمر سوى ايام وبضعة اسابيع، لكنها لم ولن تتوقف حتى العودة عن هذا القرار وما يؤكد ذلك انها تدخل اسبوعها السادس ولم تنطفىء بل تكبر ككرة الثلج، وتؤكد ان القدس من الثوابت هي وحق العودة وان لا تنازل عن مقدساتنا ولا تفريط بها ولا مساومة عليها.

التعداد السكاني

ونوه اليوسف بإنجاز لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في رئاسة مجلس الوزراء اللبناني ولجنة الاحصاء المركزي في السلطة الفلسطينية لتقرير التعداد السكاني للفلسطينيين في لبنان، معتبرا ان الرقم (174422) يسقط مقولة وفزاعة التوطين ويفتح الباب امام مقاربة واقعية اكثر لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والذين هم اليوم اكثر تمسكاً بحق العودة ولا يرضون وطناً تحت الشمس بديلاً عن فلسطين. وقال: هذا الرقم قد يؤسس لخطوات عملية نحو اعطاء الحقوق المدنية والاجتماعية للوجود الفلسطيني في لبنان.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها