السبت ١٠ شباط ٢٠١٨ - 09:45

المصدر: Beirut Observer

“فقيراً تحتاجه، ولا حراً تحاسبه”

هزّ سامي الجميّل عند إطلاقه الحملة الانتخابية في الفورم دو بيروت، “بدن” كل من اعتبر السياسة لعبة، او امرا واقعا يفرضونه على اللبنانيين. لا لعبة سياسية هي أرزاق الناس ولا امرا واقعا مفروضا يتحكم بمستقبل اللبنانيين هي السياسة، بل من يحاول ان يفرضها على هذا الشكل هم هؤلاء المستفيدون وحدهم اليوم من خيرات العمل السياسي.

مسارٌ يتبعه سياسيّو ايامنا هذه، مبدأ ينطلقون منه، “فقيرا تحتاجه، ولا حرا يحاسبك”.

“فقيرا تحتاجه”، واقعا صوره الجميّل كما هو، لا زيادة ولا نقصان فيه، طال به يوميات المواطن اللبناني، والتي عبّر عنها صراحة، علّ الشعب يفهم ما يدور حوله، حاول الجميّل نقل اللبنانيين من تأثرهم بمشاعر معينة تجاه اشخاص يعطفون عليهم، إلى موضوعية قد تريهم واقعهم المرير بغض النظر عن عاطفتهم، دلّهم على مسؤولية الطبقة السياسية ومن يتعاطفون معهم بإقرار الضرائب قصدا وليس لعدم قدرتهم على ايقاف الفساد، دلّهم على سكوت البعض ولو ممن يتعاطفون معهم احيانا وذكّرهم بأن السكوت جريمة بحقهم خصوصًا في محاربة الفساد، ففي الحكومات السكوت عن الفساد كما الفساد بعينه، السكوت عن الفساد جريمة بحق الشعب.

“فقيرا تحتاجه”، ليبقى الزعيم مرجعا لك عند كل حاجة تفرضها الحياة، ليبقى دخولك المستشفى مرهونا بموافقتهم، ليبقى “الخصم بالدفعات” عند تسديد اقساط المدارس خاضعا لاتصال منهم، ليبقى تصليح اي عطل او اي حاجة من مرفق عام رهنا بيدهم، فلمَ الابتزاز؟

“فقيرا تحتاجه”، ليستطيعوا حرمانك من حقوقك، وعند حاجتك لتلك الحقوق، يصنفونها “خدمات” ولكي تحصل عليها “ارتهن لنا نحن السلطة”، في الوقت التي تكون تلك “الخدمة” حقا من حقوقك وتُغذى من ضرائبك وتجنى من تعبك، فلمَ الظلم؟

“فقيرا تحتاجه”، لكي لا يسمح لك الوقت بأن تراقبهم، ولا النخوة لتلاحقهم، ولا القدرة للتفكير ابعد من لقمة عيشك، وهذا ما نعاني منه اليوم، فعند سماعنا اي حديث عن السياسة، تهبّ الاكثرية قائلة، “ينضربوا كلهم سوا، يلي بهمنا نأمن لقمة عيشنا وهنّي يحلوا عنا” فلمَ الاستسلام؟

“هني يحلوا عنا”، عبارة كلما زادت الضرائب، كلما زادت البطالة، كلما زادت نسبة الفساد، كلما خفت الاستثمارات، كلما خفت القيمة الشرائية، كلما انخض البلد أمنيا، كلما شعرنا باللاستقرار واللا أمان، كلما ذكرونا بالافلاس، عبارة تعيد توزيع اولويات المواطن وتعيده للاهتمام بلقمة عيشه مقابل التخلي عن كل شيء آخر .

معركتنا اليوم، معركة ضد الابتزاز، ضد الظلم، ضد الاستسلام، ضد الشعور بالانهزامية، معركتنا اليوم هي ان نثبّت للمواطنين حقهم في عيشة كريمة ولقمة عيش اكيدة، ليتحرروا من كل الضغوط وليهبّوا في سبيل اعمار البلد والتغيير الحقيقي الذي يبدأ بمن يدير هذا البلد.

اليوم نحن امام خطان لا ثالث لهما، خط قد تقلّب وشبع تقلّبا ولاعبا في ملعب ما يسمونه “اللعبة السياسية” حيث لا شيء محرما، وتوكيلهم من الشعب لا خطّ احمر له ولا حدود، فهم ومن دون العودة للشعب قادرون على تغيير خياراتهم واهدافهم، وخط آخر، تقدم بمشروع واضح وثابت، لا رمادية في مواقفه، كما اوكل اليه، توكّل، خاض المعارك خارج الالعاب، حمل هموم الناس ومستقبل اللبنانيين على محمل الجد والمسؤولية، وعمل بكامل ما أوتي من قوة، خط لم ولن يطلب سوى ألّا نستسلم كما لم يستسلم وألّا نخضع كما لم يخضع عندما وقف بوجه الجميع واليوم تتأكدون من صوابية مواقفه ايضا.

سنبقى جبهة السيادة والاستقلال وحماية الحريات. سنبقى الجبهة التي خاضت الكتائب بها صولات وجولات، جبهة مكافحة الفساد، سنبقى كتائب لبنانية، سنبقى في خدمة لبنان.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها