داني حداد

السبت ٩ حزيران ٢٠١٨ - 19:40

المصدر: MTV

لا حكومة… قبل أشهر!

لا شيء يوحي بأنّ رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري “داعس بنزين عالآخر”، كما قال منذ أيّام. لا شيء يوحي بغير أنّ سيّارة الحريري الحكوميّة متوقّفة، وقد بات الغبار متراكماً على هيكلها.

على عكس ما يتردّد على ألسنة سياسيّين ومستشارين، وما يكتب ويُذاع، لم تحقّق الاتصالات لتشكيل الحكومة، وهي متواضعة جدّاً حتى الآن، أيّ تقدّم. “العقدة القوّاتيّة” على حالها، ولقاء رئيس الجمهوريّة ووزير الإعلام ملحم الرياشي صباح الجمعة كان سلبيّاً. الرئيس ميشال عون ليس في وارد منح رئيس القوات اللبنانيّة ما يطالب به من تمثيلٍ وزاري. بات الأمر محسوماً بالنسبة الى عون: لا نيابة رئاسة حكومة لـ “القوات” ولا وزارة سياديّة ولا حصّة تفوق الحصّة الحاليّة، أي ثلاثة وزراء ووزير دولة “قوّاتي” أو قريب. وهو أمر تبلّغه الوزير غطاس خوري الذي زار بعبدا أمس، ونقل ما سمع الى الحريري و”القوات”.

أما درزيّاً، فلم تحلّ العقدة أيضاً، بل ستكون الأنظار متوجّهة الى زيارة النائب وليد جنبلاط، يرافقه نجله النائب تيمور جنبلاط و، على الأرجح، النائب وائل أبو فاعور، المتوقّعة اليوم الى السعوديّة بعد انقطاعٍ طويل.

سيعود جنبلاط بالخبر اليقين من المملكة: الحكومة قريبة أو لا؟ ما هو حجم تمثيل حزب الله؟ كم سينال “القوات” من حقائب؟ وغيرها من الأسئلة التي قد تؤدّي الى وضوحٍ أكبر في الصورة الحكوميّة، وربما الى تحوّلٍ ما في مسار جنبلاط السياسي، ما دامت “أنتينات” جنبلاط تلتقط الإشارات الإقليميّة.

إلا أنّ هذه البرودة التي تبلغ حدّ الجمود حكوميّاً تقابل بصوتٍ قلق يتحدّث فيه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن الوضع الاقتصادي والنقدي، ويقرع جرس الإنذار في مكاتب أكثر من مرجعيّة التقاها في الآونة الأخيرة. وهو ما استدعى موقفاً من رئيس مجلس النواب بري، بعد استقباله سلامة، يدعو فيه الى الإسراع في تشكيل الحكومة.

لكنّ قلق سلامة، الذي يستدعي الإسراع، يواجهه توتّرٌ إقليمي استدعى خطاباً مرتفع اللهجة أمس من أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله الذي هاجم السعوديّة، ما يشكّل إشارة إضافيّة الى أنّ تشكيل الحكومة متأخّر، ولن يتمّ قبل أشهر عدّة، كما أكد مصدرٌ مطلع لموقع mtv.

في الخلاصة، نحن أمام فترة طويلة من تصريف الأعمال حكوميّاً، بينما تشكيل الحكومة سيتأخر ربما الى الخريف المقبل.

كان الله في عون اللبنانيّين، ولا اتّكال، في هذه الجمهوريّة، إلا عليه وحده…

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها