الأربعاء ١٠ كانون الثاني ٢٠١٨ - 14:36

المصدر: صوت لبنان

لماذا تقتلون لبنان؟

لماذا تقتلون لبنان يا سادةَ القهْرِ

هذا وطنٌ مجبولٌ بالتاريخ

تراثُه فكرٌ شعراءُ وأدباءٌ وفلاسفة وكلماتٌ منثورةٌ على شطآن العالم وفي رحاب البشريَّةِ

هذا وطنُ الرجال القامات العالية

فكيف تحوِّلونَه وطناً لرجالِ الزعيقِ والصُراخ

وطنُ التوك شو ليسَ وطنَ جبران وفيروز وفخر الدين وشارل مالك وحسن كامل الصبّاح وعبد الله العلايلي وسعيد عقل.

يتكلّمون لغةً فارغةً من المعاني والأبعاد محشوَّةً بالأحقاد والنميمة والتخويف كأنَّ كلَّ واحد منهم ديغول أو منديللا او هنيبعلُ هذا العصر تسقطُ كلماتهم في الأقبيةِ المهدَّمة بين الركام

فلا نور فيها ولا ثقافة ولا أحلامَ ولا رُؤىً

كأنّ الأوطانُ تُقاد كالقطعانِ في الغابةِ

لبنانُ ليسَ غابةً يا سادة

شعبَهُ ليسَ قطيعاً

أرضُه مرابِعُ الإلهام والوحي والحريَّةِ والسلام

هل قرأتُم في كتاب لبنان، في كتاب أعلامِهِ وعباقرتِهِ الذين انتشروا في زوايا الأرض الأربع وحملوا النهضةِ على رؤوس أقلامهم

هل قرأتم في كتاب أرضِه المقدَّسة التي مرَّ عليها يسوع ويعيش في صوامع جبالِها قدِّيسون يرتفعون الى السماء

إنَّ رجالاً يقودون وطناً يجهلون حقيقتَهُ ليسوا أهلاً لذلك.

على جيل الشبَّاب أن يعودَ الى كشفِ الجذورَ ليعرِفَ من أجل أيِّ وطنٍ يُناضلُ

الحداثةُ التي ليست من رحْمِ الثقافةِ هي حداثةٌ فارغةٌ

والثورةُ من أجلِ الثورة ليست ثورةً – المطلوبُ

وعيٌ وإدراكٌ لحقيقةِ هذا الوطنِ الذي كنزُه الحقيقيُّ فوق التراب وليسَ تحت التراب وفي أعماق البحر، في إنسانه المُبدع في كلِّ أصقاعِ المعمورة والذي يقتلون قدراتِه الخلاَّقة ويخنقونَها في شرنقةِ الجدل العقيم.

لا يا سادة

صدَقَ جبران عندما قال

لبنانُكُم ليس لبناني

لبنانكم ليس لبنانَ الحقيقيّ

ليس وطنَ الرسالة

ليسَ الوطنَ الشاعرَ المفكِّرَ والمبدعَ

إنَّه الوطنُ العاهِرُ الفاجِرُ

كلُّنا مسؤولون عن العودةِ الى حقيقةِ وطنِ الرسالة، مسلمون ومسيحيّون، الأحزابُ والتيَّاراتُ والأفرادُ

والاَّ

على الوطن السلام – على لبنان السلام.

الامين العام لحزب الكتائب المحامي رفيق غانم

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها