محلية
الأثنين ٩ تموز ٢٠١٨ - 08:11

المصدر: صوت لبنان

أحيت بلدة كفرعبيدا وبدعوة من قسم كفرعبيدا الكتائبي، ذكرى شهدائها خلال قداس لراحة أنفسهم في كنيسة سيدة الخندق

احتفل بالذبيحة الالهية خادم الرعية المونسنيور بطرس خليل، في حضور ممثل رئيس الحزب النائب سامي الجميل نائبه الوزير السابق سليم الصايغ، الياس الياس ممثلا النائب السابق سامر سعادة، رئيس البلدية طنوس فغالي، مختار البلدة أنطوان رومانوس، رئيس مصلحة الشهداء في الحزب وسيم كفوري، عدد من اعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي، رئيس قسم الكتائب في كفرعبيدا فارس الخوري، رئيس مركز القوات في البلدة جان شاهين، مسؤول التيار الوطني الحر ميشال الخوري اضافة الى ممثلين عن اقاليم البترون وبشري والكورة وجبيل، ممثلين عن الجمعيات الاهلية والثقافية والاجتماعية والدينية والرياضية، أهالي البلدة وذوي الشهداء.

وألقى المونسنيور خليل عظة قال فيها: “جرت العادة أن نلتقي يوم السبت الأول من تموز من كل سنة حول مذبح الرب يسوع المسيح لنقدم الذبيحة الإلهية عربون وفاء وتقدير لراحة أنفس شهداء كفرعبيدا الكتائبيين، هؤلاء الشهداء الذين آمنوا بلبنان وبالكنيسة سافكين دماءهم من أجلهما حتى نبقى أسيادا وأحرارا في أرضنا وفي وطننا لبنان، وطن الرسالة والإنفتاح والحرية، وطن الحياة المشتركة والحوار. ديانتنا المسيحية ديانة شهادة، لقد قام إيماننا المسيحي على الشهادة ليسوع المسيح المائت القائم من بين الأموات، ونشأت كنيستنا على الشهادة”.

وتابع: “جاء يسوع الى هذه الأرض ليشهد للآب، وإختار إثني عشر رسولا، عايشهم ونفخ فيهم الروح القدس وأرسلهم شهودا للقيادة حتى أقاصي الأرض. أما الإستشهاد فهو بلوغ أقصى درجات الشهادة حتى بذل الذات. يقول الرب يسوع: حب التلميذ أن يكون مثل معلمه ومحبتنا وقدرتنا ورسالتنا هي أن نبذل ذواتنا مثل الفادي والمخلص يسوع المسيح وهذا ما عاشه مسيحيو الأجيال الأولى في ما كانوا يقاومون الإضطهاد حتى الموت للدفاع عن إيمانهم. وهذا ما عاشته كنيستنا المارونية، منذ ما قبل نشأتها مع إستشهاد رهبان مار مارون الثلاثماية والخمسين الذي مر على إستشهادهم ألف وخمسماية سنة سنة 517 والبطريرك دانيال الحدشيتي، والبطريرك جبرائيل حجولا، والطوباويين الشهداء الأخوة المسابكيين الذي إستشهدوا في دمشق مع عدد كبير من الموارنة سنة 1860 وشهداء مجاعة الحرب العالمية الأولى، وشهداء الحرب اللبنانية الأخيرة وغيرهم”.

وأضاف: “إن المسيحيين لا يؤمنون بفكرة ونظرية بل بيسوع المسيح المائت والقائم من بين الأموات ويريدون أن يشهدوا لإيمانهم فالدين عندنا هو إلتزام وطريقة عيش وموت. لا السيف، لا الموت، ولا شيء آخر يفصلنا عن محبة المسيح، لأجلك نموت كل يوم، لأجلك يذبح الإنسان الساعي الى الحرية، الى الدفاع عن كرامة الإنسان، الى الثقافة، الى القداسة، الى التنسك، الى البطولة، الى العنفوان. يدعونا شهداؤنا اليوم أن نشهد لوطننا لبنان بالصدق وقول الحقيقة لا بالكلمات الفارغة والخطاب السياسي السافل وبالشعارات الخثيثة لنيل مقعد نيابي في مجلس نيابي متهرئ. قبل الإنتخابات النيابية الأخيرة سمعنا كل الأطراف السياسية تعلن أنها ضد الفساد فإذا كان الكل ضد الفساد، قولوا لي أيها الأخوة من أين يأتي الفساد؟ أقول لكم وبالفم الملآن أن أكثرهم بؤرة فساد”.

وقال: “لنذكر ونتذكر على سبيل المثال لا الحصر صور المرشحين التي ملأت لوحات الإعلانات والتي كلفت بعض الأحزاب ملايين الدولارات فهل من فساد أوضح من حرق ملايين الدولارات للصق صور المرشحين على لوحات الإعلانات وشعبنا يموت جوعا، ومؤسساتنا تقفل أبوابها وتطرد عمالها وشركاتنا على باب الإنهيار. ألم يكن من الأجدى والأنفع أن تقام مشاريع عمرانية في هذه الأموال لتوفير فرص عمل لشبابنا المسيحي بدلا من تهجيره ودفع بطاقة السفر لهم مرة كل أربع سنوات كي يتمكنوا من المجيء الى لبنان للإدلاء بأصواتهم في صندوق الإقتراع؟ وعندما نسأل من أين هذه الأموال الطائلة؟ فالجواب: هي من دول أجنبية، ألا تعرفون القول المأثور مين بيشتريك ببيعك. وهل هذا المال الإنتخابي هو عمل محبة أو مساعدة مجانية أم بالأحرى شراء قرار بعض الأحزاب والتيارات المسيحية؟ ونتكلم عن النزاهة. فشهداؤنا اليوم يصرخون طالبين من كل واحد منا وقفة عز ورجولة وبطولة وإيمان. ماتوا لنبقى أسيادا لا عبيدا مرتهنين لبلاد أجنبية”.

وختم: “لنبقى أسيادا متكاتفتين متضامنين واضعين نصب عيوننا مستقبل أولادنا ومستقبل وطننا لبنان ومستقبل كنيستنا في هذا الوطن، لبنان والمارونية توأمان لا ينفصلان”.

بعد القداس، ألقيت كلمات قدمت لها جوليات سركيس ثم ألقت انطونيلا طنوس كلمة أهالي الشهداء، قالت فيها: “من 5 تموز 1976 لغاية اليوم، كل سنة نصلي للشهداء وكل يوم نتذكرهم، صورهم معلقة في بيت الكتائب وفي كل بيوتنا مثل صور القديسين في الكنيسة. نحن صبايا وشباب كفرعبيدا، نصلي لهم لكي يضعهم الله قربه في السماء، نصلي لقريتنا واهلها، نصلي لكل واحد دافع عن لبنان، ونقف وقفة عز لبطولات شهدائنا ونقول لهم معهد الأبطال أنتم صانعوه، وطن المجد بغار كللوه، كم تسلقنا جبالا، وتعلمنا القتال، كيف لا نبقى رجالا، مصنعا للشهداء. نشكركم جميعا والله يرحم شهدائنا”.

ثم ألقى الخوري كلمة قال فيها: “مثل كل سنة وأول سبت من تموز من قدس على نفس شهدائنا الأبرار هل تعلمون لماذا إستشهدوا واليوم نقدس لهم؟ إستشهدوا دفاعا عن كرامتنا، إستشهدوا لمحابتهم التوطين، إستهشدوا لكي لا يهاجر أولادنا، إستشهدوا لمحاربتهم الفساد، لبيئة نظيفة، لمحاربة الضرائب، إستشهدوا للحرية، للسيادة، للإستقلال، إستشهدوا لبناء حلم البشير. والآن بعد 40 عاما مضوا التوطين المبطن، هجروا اولادنا، إستباحوا سيادتنا، دمروا إقتصادنا، غرقونا بالضرائب، لوثوا بيئتنا، سرقوا حلم البشير”.

وتابع: “بعد هذا كله عاد الشعب وإنتخب السلطة التي بعدما رأينا شرها وفسادها إنتخبوا المال، والوظيفة والخدمات غير الشرعية وكان يجب أن يصل النواب الى المجلس ويؤمنوا بلبنان السيد الحر المستقل الذي هو موجود في روح وعقيدة الكتائب في مشروع 131 عنا الحل”.

وأضاف: “انا لا أتكلم عن شهداء كفرعبيدا فقط ولكن أتكلم عن 6000 شهيد رووا الارض بدمائهم، أنا أتكلم عن الرئيس بشير الجميل، عن الحبيب بيار الجميل، عن الرفيق أنطوان غانم، عن سمير قصير، جبران التويني، وسام الحسن، جورج حاوي، وغيرهم وغيرهم من شهداء ثورة الأرز”.

وختم: لن نفقد أملنا في لبنان وسنبقى الصخرة بوجه الأعداء لنعود سويا نبني لبنان، لبنان حلم البشير، على الصخرة نحفر كتائب”.

ثم ألقى الصايغ كلمة قال فيها: “ليس من السهل ان تكون شهيدا وأن تكون أبا أو أما أو أختا وأخا أو ابنا لشهيد، ليس من السهل أن تكون مسيحيا وان تكون إبن يسوع المسيح، ليس من السهل أن تختار الطريق الضيق والصعب والمكلل بالشوك حتى تنال في النتيجة الخلاص، ليس من السهل أن تكون لبنانيا وأن تقدم حياتك قربانة على مذبح الوطن، شهداء الكتائب هم شهداء لبنان، شهداء الكتائب لم يموتوا من أجل الكتائب، لم يموتوا دفاعا عن المؤسسة، شهداء الكتائب لم يموتوا من أجل زعيم أو سلطة أو ليحافظوا على موقع، شهداء الكتائب آمنوا بمنظمتهم لأنها كانت الجسر وكانت المشعل الذي يستطيع ان ينير طريق الخلاص، خلاص لبنان. عظمة الكتائب هي أن شهداءها هم شهداء لبنان، لم تقدم شهيدا للدفاع عن أي شيء آخر الا هذه القيم المثلى التي آمنت بها بإسم المسيح وبإسم لبنان. ليس من السهل أن تكون كتائبيا وأن تكون كتائبيا ملتزما بهذه القيم كلها. ليس من السهل أن تكون حرا بإلتزامك لأن قمة الإلتزام هي الحرية كما ان قمة الحرية هي الإلتزام، قمة الحرية هي أن تقول أنا أصبحت قربانة وليس هناك أجمل من إلتزام السيد المسيح على الصليب . لقد كان حرا اثناء صلاته قبل صلبه حيث قال يا أبتي أبعد عني هذا الكأس وفي الوقت نفسه قال له لتكن مشيئتك، كانت قمة حريته وإلتزامه بالمسيرة التي رسمت له. شهداؤنا عظمتهم، عظمة الكتائب بأنهم عاشوا أحرارا وماتوا أحرارا. ولا نزال نذكرهم في هذه المعاني لأننا في حزب الكتائب، حزب الحرية، حزب الأحرار والحرية لا يستطيع تعبيد طريقها إلا الأحرار لا تستطيع أن تكون عبدا أو مستعبدا أو مرتزقا وتتكلم بالحرية، لا تستطيع أن تكون مرتهنا أو رهينة وتتكلم بالحرية.عليك أن تكون في قرارك وعقيدتك وضميرك وعملك اليومي حرا لكي تحصل على الخيار الحر، وكم هو صعب خيار الحرية، كم هو صعب خيار الأحرار”.

وتابع: “الكتائب سنة 1962 كان لديها 9 نواب وفي سنة 1972 أصبحوا 7 ووقفت سنة 1975 ولبنان الحر كله كان بجانبها وليس لديها إلا 7 نواب وغيرها كان لديه كتل تساوي ضعفها وثلاثة اضعاف أكبر منها، دور الكتائب الذي تستمده من تذكار العظمة الذي بنوه شهداؤنا، دور الكتائب لا ينتظر عدد النواب، دور الكتائب ينتظر فقط أن تقبض الكتائب نفسها وتؤمن بدورها وأن لا تصلي فقط مرة بالسنة بل أن تصلي كل يوم للشهيد وتقول هذا هو دوري دور العظمة الذي أعطانا إياه الشهداء، دور المجد الذي بنوه لنا الشهداء وعلى هذه الطريق سنكمل. كم هو عظيم أن لا يكون لديك إلا 3 نواب في مجلس النواب، وكم هو عظيم أن تقف تقريبا وحدك أمام المادة 49 مادة التوطين المقنع، وكم هو عظيم ان تكشف ماذا يحصل في مرسوم التجنيس وترفع الصرخة وتدفع رئيس البلاد الى ايقافه مرة وثانية وسنجعله يوقفه مئة مرة أيضا لأنه مثلما قاومنا التوطين سنة 1975 سنقاوم التجنيس في 2018. هذا الكلام الذي يريد ان يسمعه منا شهداؤنا. تدوير الزوايا له حدود، والواقعية أيضا لديها حدود، شهداؤنا لم يطلبوا منا كلاما واقعيا، لم يطلبوا منا أن نزحف لنأخذ وزارة أو نصف وزارة أو ربع وزارة، شهداؤنا لا يطلبون منا أبدا أن نجلس عند الذين يتفيأون في السلطة ينتظرون أياما أجمل. أينما نكون بإيماننا مجتمعين تكون بالنتيجة لدينا السلطة وعندها يكون لها معنى. ماذا يعني أن تكون معك السلطة بعشرة وزراء في مجلس الوزراء وغيرنا جربوها ويعترفون أنهم لم يستطعيوا ان يفعلوا شيئا. يطالبون اليوم ب 11 وزيرا وسيقولون لنا لم نستطع فعل اي شيئ، سيكونون شريكا مضاربا مع نفسهم لأنه بالنتيجة لا يوجد شراكة. هؤلاء الذين يعدوننا بأنهم يبنون وطنا وصفقات أوصلونا الى إتفاقات الإذعان والذل والخزي والعار. شهداؤنا لا يريدون منا ان نسير في صفقات مشبوهة نقسم السلطة في ما بيننا ومن ثم نندم عليها وندخل المسيحيين في ألف مشروع إنتحاري. لا، شهداؤنا ليسوا إنتحاريين، شعبنا ليس إنتحاريا، أذهب الى مشروع بناء الوطن بكل حرية لأننا أبناء الحياة لسنا أبناء الموت”.

وتابع: “نعم بكل بساطة أتى الوقت ليقف كل المسيحيين الأحرار مع بعضهم البعض لأن مسؤوليتهم تضاعفت أكثر من جميع اللبنانيين الآخرين، لا نستطيع أن ننظر الى غيرنا ونقول بأنه سرق سنسرق مثله حين يأتي دورنا هذه حصتنا، حصتنا، كله يتكلم بحصتنا أين حصتكم أنتم؟ ماذا يصلك من حصتنا؟ كلما تكلموا عن حصتنا أشعر بانهم يضعون حجرا على راس الشهيد ويدفنونه مرة أخرى. بالنسبة للشهداء لا يوجد حصة إلا حصة المواطن، لا يوجد حصة إلا حصة لبنان، فلنترك للحظة منطق الحصص الذي ليس له معنى ولا يوصلنا الى أي مكان، فلنفتش عن حصة لبنان لكي نستطيع سويا القيام به. كل الناس الأحرار الذين لديهم قيما مشتركة في هذا البلد. أتى الوقت ليقولوا تعالوا لنمد يدنا لبعضنا، تعالوا نكرم أحياءنا وأمواتنا بطريقة أخرى. هم يستحقون أن نقوم بنهج جديد بمقاربة السياسة وأن نفكر بطريقة جديدة والأهم أن لا نستنسخ تجارب الفشل لأن المتجبرين والعمالقة في واقع التاريخ والأحوال هم أقزام وسيقعون قريبا في مزبلة التاريخ ولن يبقى الا المجتمعين يستذكرون الشهداء بكل معانيهم وعندئذ علينا أن نعرف كيف نكون على الموعد، شهداؤنا ينتظروننا عند مفترق الطريق، علينا ان نعرف أن نكون على الموعد لأن الإستحقاقات المقبلة كبيرة جدا وأكبر من الإستحقاق الإنتخابي أكبر من الإستحقاق الحكومي، لأن هناك إستحقاقا وطنيا”.

وقال: “وضعوا لبنان تحت الوصاية الإقتصادية في مؤتمر سيدر، أفهموا لبنان بأنه دولة قاصرة وأن حكامك قاصرون، من هم الحكام؟ ليسوا مختبئين إنهم أمامنا نسلم عليهم يوميا يأتون ويعزوننا في مآتمنا ويشاركوننا في أفراحنا، هؤلاء الحكام هم قصار، هم الذين أفلسوا البلد ووضعونا تحت الوصاية الإقتصادية الدولية وقالوا لنا إذا لم ترتبوا أنفسكم بالإصلاحات ستلقون القصاص وسننفذ بحقكم عقوبات لأنكم لستم حاضرين ولا جاهزين ولستم قادرين ان تحكموا بالعدل والمساواة ونظافة الكف. هكذا أصبح البلد”.

وختم: “أقول لكم أن الموعد قريب جدا وكل الذي ترونه من مشاهد العظمة والقوة هي مشاريع مجد باطلة والمجد الحقيقي هو على الموعد وما بعد الموعد وعندها علينا أن نكون حاضرين نحن الشعب الطيب والشرفاء ليس فقط في حزب الكتائب بل في كل مجموعة سياسية أو مدنية لبنانية يوجد كوكبة من هؤلاء الرجال والنساء المؤمنين. لا أحد يملك الحقيقة ولا أحد يملك الحق. جميعنا سنعرف عندما تقرع الأجراس الطيبة في جبلنا سنعرف أن نلتف ونتعالى ونتخطى منطق الحصص الأجوف، ونذهب الى المشروع الحقيقي المنتظر، عندها سنقول باننا لسنا أقلية وسنعرف أن نكون على الموعد الذي ضربه لنا الشهداء والذي ينتظرنا عليه الأحياء”.

بعد ذلك، قدم رئيس قسم كفرعبيدا الكتائبي درعا تذكارية للصايغ، وبعد ذلك توجه الجميع الى مدافن الشهداء حيث وضعت أكاليل الزهر.