خاص
الأربعاء ٣ كانون الثاني ٢٠١٨ - 14:22

المصدر: صوت لبنان

الراعي: لا نقبل التعدي على الحریات ولا نقبل ان یبقى لبنان مرتبطا بالمحاور والنزاعات الاقلیمیة

رأى البطریرك الماروني الكاردینال ماربشاره بطرس الراعي اننا نعیش في لبنان بمعجزة وسأل في خلال حدیث الى برنامج “حكایة الانتشار”عبر صوت لبنان بأي قوة یعیش لبنان؟ فاذا نظرنا امنیاً ودیمغرافیاً وقد بات نصف سكانه من اللاجئین والنازحین وتطلعنا الى عدم الاستقرار في المنطقة والتھدیدات المحدقة به بحیث نصل كل مرة الى شفیر الھاویة ونرجع الى الوراء ندرك ان ھناك یدا خفیة تحمي ھذا البلد كسیدة لبنان والقدیسین اللبنانیین معتبرا ان علینا ان نعنى ایضا بحمایة وطننا روحیا اخلاقیا واجتماعیا فنعمل على بناء دولة حدیثة .

واذ كرر البطریرك الراعي ان خلاص لبنان یأتي من الانتشار عندما یحمل القضیة اللبنانیة الى المحافل الدولیة ویدافع عنھا، دعا المنتشرین الى اعلاء الصوت للتعبیر عن عدم الرضا بالأمور السلبیة ولكي تسمع الدولة اللبنانیة الصرخة :”قولوا نحن لا نقبل بأن یبقى وطننا الجمیل غریقا في النفایات لا نقبل التعدي على الحریات ولا نقبل  ان یبقى لبنان مرتبطا بالمحاور والنزاعات الاقلیمیة قولوا نحن غادرنا الى بلدان غریبة استقبلتنا وفتحت لنا المجالات لتحقیق ذاتنا ونجحنا ولو بقینا في لبنان لكان مصیرنا ” صفراَ ” واسألوھم لماذا یعطلون الطاقات اللبنانیة ؟وتابع البطریرك انا التقیت المنتشرین وھم فخورون بما حققوه وقالوا لي والدمعة في عیونھم انھم انجزوا الجسور والطرقات والشركات في اوطانھم الجدیدة في وقت لا یستطیعون انجاز كوخ في وطنھم الأم لبنان وعن السبب الذي یمنعھم من الاستثمار في لبنان قال البطریرك : ” اللااستقرار ،الأنظمة والقوانین والمعاملات البطیئة اضافة الى وجود عدد من الاقطاعیین في المناطق فاذا اتى احد المنتشرین لینفذ مشروعا انمائیا یأتي سید المنطقة ویفرض علیه خوة معینة من المال وعددا من الموظفین وحتى یطلب المشاركة في المشروع ما یجعله “یھج” ویعود الى وطنه الجدید .

وتابع الراعي :  اذا كان ھناك من عطف دولي على لبنان واذا كان العالم وبلدان الدعم وسواھا ترید استقرارا في لبنان وتقدما له فھو بفضل المنتشرین لأنھم یتبؤون مراكز رفیعة في اعمالھم ویبرزون في كل المجالات ویساھمون في حیاة اوطانھم الجدیدة الاقتصادیة والسیاسیة ولذلك فھم مقدرون في بلدان الاغتراب ویحملون القضیة اللبنانیة اكثر من اللبنانیین المقیمین على ارضه ویشكلون قوة ضغط ولكن ھم بحاجة الى من یساندھم .

ونوه البطریرك بعمل المؤسسة المارونیة للانتشار وبجھود اعضائھا ورئیسھا نعمت افرام ولا سيما بعدما فتحت مكاتب لھا في معظم عواصم العالم بالتعاون مع البعثات الدبلوماسیة لحث الجالیة اللبنانیة على تسجیل الولادات والزیجات من اجل استعادة الجنسیة ولكنه ابدى اسفه لعدم وجود توازن بین ما تبذله المؤسسة من جھود وتصرفه من اموال وبین التجاوب من قبل المنتشرین للحصول على الجنسیة لأنھم یعتقدون انھم لیسوا بحاجة لھا في وقت نسعى نحن لاقناعھم لكي یحافظوا على ارثھم

وتحدث البطریرك عن صعوبات تجعلھم یخسرون ابناء الكنیسة المارونیة منھا انتشار المغتربین في كل مكان ولیس في مدینة واحدة ما یجعلھم یندمجون في مجتمعاتھم الجدیدة ویصبحون “لاتین” فتتبدل اسماؤھم اضافة الى عدم وجود عدد كبیر من الكھنة من اجل انشاء رعایا ،عازیا زیاراته الى ابرشیات الانتشار من اجل حث ابنائھا على المحافظة على ارتباطھم بالكنیسة الأم في لبنان لأنھم بحاجة الیھا وھي بحاجة الیھم مشبھا الواقعة بالأرزة وھي متجذرة في الأرض ولكن اغصانھا منتشرة ومن الضروري الحفاظ على ھذا الرباط لنقل الارث الماروني وحمل القضیة اللبنانیة الى كل العالم .

وحول زیارته الأخیرة الى المملكة العربیة السعودیة اكد البطریرك انه قدم مذكرة الى المسؤولین السعودیین عن قیمة لبنان ودوره وضرورة ان یكون مركزا عالمیا لحوار الأدیان والثقافات كاشفا انه سیلبي الدعوة في خلال الشھر الجاري للمشاركة في مؤتمرین حول العیش المشترك من اجل احیاء العلاقة مع العالم الاسلامي الأول في فیینا في المركز العالمي لحوار الأدیان مركز الملك عبدالله والثاني في مصر بدعوة من الأزھر الشریف ،معتبرا ان من خلال ھذه العلاقات الانسانیة والاجتماعیة یمكن التوصل الى الاعتراف بلبنان دولیا كمركز عالمي لحوار الأدیان والثقافات وھو المؤھل لذلك بحكم تكوینه الجغرافي والسیاسي .

وحول ما اذا كان سیحمل العام الجدید زیارة لقداسة البابا فرنسیس للبنان قال البطریرك ان رئیس الجمھوریة  وجه الى قداسته الدعوة وكذلك البطاركة باسم الكنائس كلھا ولكن تبین ان لا زیارة مدرجة على برنامجه بانتظار الوقت  لمناسب لھا .