محلية
الأثنين ١٣ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 07:27

المصدر: النهار

الحريري: عائد الى بيروت قريباً… ومتمسك بالتسوية ولكن ليس على حساب النأي بالنفس

أكد الرئيس سعد الحريري، انه تقدم بإستقالته لمصلحة لبنان بعدما رأى ما يحصل في المنطقة”، مشيراً الى “المخاطر الاقليمية التي تعرض لبنان لعقوبات اميركية وعربية”، متسائلا عن المصلحة في ذلك.

 وأعرب في مقابلة تلفزيونية عن افتخاره بـ”التسوية التي قام بها”، مؤكدا انه لن يتراجع عنها، ومشددا على “التزام لبنان بلنأي بالنفس”. وقال: “انا لست ضد حزب الله بالمعنى السياسي، ولكن ليس من حق حزب الله تخريب لبنان”.

وردا على سؤال حول ما اذا كان اسيرا او في الاقامة الجبرية، اجاب: “الجميع يعرف علاقتي مع السعودية، مع الذين توفوا، وخاصة مع الملك سلمان، ومع ولي العهد، هناك امور نختلف ونتفق عليها، ولكن هناك معطيات اكتشفتها هنا، ومنها اننا ذاهبون الى مكان وعلينا انقاذ البلد. انا لا يمهني اذا مت ولكن يمهني البلد، مهمتي الاساسية الحفاظ على البلد”.

وأكد على استقالته، مشيرا الى اجراءات دستورية عليه القيام بها، ومعلنا انه سيعود “قريبا جدا”.

وعن طريقة تقديم استقالته قال انها “ليست وفق الطرق المتبعة”، وانه هو من كتب بيان الاستقالة، موضحا انه اراد من خلالها “القيام بصدمة ايجابية”.

ونفى “ان ينجر الى علاقات مع النظام السوري”، لافتا الى ان كل ما قام به في السنتين الماضيتين “كان على حسابه”.

واردف: “انا ما زلت مهددا من النظام السوري وداعش، وهناك خروقات حولي في مجال الامن، وعندما اعود سأعمل على دراسة تأمين امني بالتنسيق مع الجيش وقوى الامن”.

وكرر الاعلان عن قرب عودته الى لبنان، وقال: “من واجبي ان احمي السني والشيعي والدرزي والمسيحي، وقبل ذلك تأمين امني الشخصي.

وأكد انه لن يسمح “بقيام حروب اقليمية في لبنان لحسابات اقليمية”.

وتحدث عن “سعودية جديدة في السعودية”، محملا ايران مسؤولية التدخل في الشؤون العربية بالرغم من ان السعودية تطلب افضل العلاقات مع ايران”.

كما أكد أنه سيقدم تضحيات من اجل البلد ولكن بغير شروط”، مشيرا الى “الخسارة الشعبية التي لحقت به جراء التسوية التي قام بها”، ومصرا على “التمسك بالتسوية ولكن ليس على حساب النأي بالنفس”.

ورأى ان “مصلحة لبنان العليا ليست في تخريب علاقات لبنان مع كل العالم”.

وشكر “كل اللبنانيين وكل الاطراف السياسية على موقفهم واجماعهم حول سعد الحريري”، وقال: “ليس لأن سعد الحريري افلاطون ولكن لأن لبنان اولا.

وردا على سؤال عن علاقته برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قال: “الرئيس عون اكثر انسان متمسك بالدستور، وكلنا تحت سقف الدستور، وحق الرئيس عون الدستوري ان اقدم استقالتي له اولا، وهذا حق وعرف، ولذلك يحق له ان يطلب ان تكون استقالتي امامه”.

أضاف: “انا فخور بهذه العلاقة معه، وعندما اعود الى لبنان سأتحاور معه في كل الامور”، وأردف: “علينا تصويب الامور سويا مع فخامة الرئيس في ما يتعلق بالنأي بالنفس”.

ونفى ان يكون قد طلب منه اي احد موقفا حول النأي بالنفس، وقال انه “على اللبنانيين فعل ذلك”، مكررا نفيه “ان تكون السعودية قد طلبت منه ذلك”.

ونفى وجود تهديد في كلام مستشار الامام خامنئي علي أكبر ولايتي له، وقال: “تحدثنا بصراحة حول تدخل إيران في البلاد العربية”.

أضاف: “أنا مع الشيعة ومع حزب الله وأنا أمثل الكل، وأقول لهم مصلحتنا أن نتوحد من أجل لبنان وليس من أجل هذا المحور أو ذاك”.

وردا على سؤال حول تحرير لبنان بمساعدة إيران، قال: “كل اللبنانيين كانوا مع المقاومة وضد إسرائيل، وكان هناك مساعدات من السعودية للبنان يوم عدوان إسرائيل عليه في العام 2006، النأي بالنفس لم يتم إحترامه، وهناك ما يقارب ال400 ألف لبناني يعملون في دول الخليج، فماذا سيكون مصيرهم في حال لم نعتمد سياسة النأي بالنفس”.

وأعلن أنه سيعود الى لبنان ليؤكد على إستقالته، وأنه سيعمد بعدها الى “الدخول بالحوار مع كل الأطراف على اساس النأي بالنفس، وعلى اساس الحوار الإيجابي والعلاقات الإيجابية مع كل العرب”.

عن زيارته الى الإمارات العربية المتحدة، قال انها “كانت في إطار خدمة لبنان ولحمايته من أية تداعيات”، نافيا أن يكون لقاءه مع حاكم الإمارات الشيخ محمد بن زايد متوترا، ومعتبرا أنه “أخ وصديق والعلاقة معه مميزة”.

والى اللبنانيين قال: “مصلحة لبنان الأولى والأخيرة هي مصلحة لبنان، وعلى اللبنانيين تفهم خطوة إستقالتي”.

وعن علاقته بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قال: “يحسدونني على هذه العلاقة فيروجون أنها سيئة، علاقتي معه ممتازة وأكثر من ودية، وانا أعتبره أكثر من أخ، وهو يعتبرني أخا له وعلاقتي به مميزة، وأعتبر ان الإعتقالات التي طالت أمراء ووزراء في السعودية هي شأن داخلي، وأتمنى القيام بالشيء نفسه في لبنان للقضاء على الفاسدين”.

ورأى أن “الفساد في لبنان يجب أن يعالج بنفس الطريقة التي عولج بها في السعودية”.

وأكد أنه يرفض “التدخل في شؤون السعودية ومصر والخليج”، منوها “بما يقوم به الملك سلمان وإبنه ولي العهد”، وقائلا ان “القضاء في السعودية لا يتدخل أحد في عمله، عكس ما يحصل أحيانا في لبنان”. وأعاد التأكيد على أنه سيعود الى لبنان “خلال يومين أو ثلاثة أيام”، مشيدا برئيس الجمهورية وواصفا إياه ب”المحب”، وقال: “العلاقة التي بدأت معه كانت علاقة صدق، وأقول له إنشاء الله إني راجع، ونتفق على مصلحة البلد، وأنا أعرف أن الرئيس عون يريد لبنان مستقلا ومجوهرا إقتصاديا، ولكن علينا التركيز على النأي بالنفس”.

وشدد على أنه لا يريد الإختلاف مع إيران “ولكن لا يجب ان يضعونا في محاور تضرنا”.

وتوجه الى “تيار المستقبل” قائلا انه سيعود قريبا.

وتعليقا على تحركات حصلت في الشارع، تمنى أن يكون “تحركا حضاريا وهادئا، وألا يحصل اي إحتكاك مع أحد”، مطالبا ب”عدم إطلاق الرصاص”، وقال: “نحن مع المفرقعات بس”.

وشكر مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان على “الحكمة التي أبداها في هذه المرحلة”، وركز على “دور السعودية في دعم إستقرار لبنان، ومثلها بريطانيا وغيرها من الدول”، متسائلا “هل سمع أحد منهم أنني من محورهم”؟ أضاف: “هناك ملفات نختلف فيها معهم لكن في الأساسيات لا نختلف”. وكرر القول: “صدقوني لا أريد مصلحة سعد الحريري، بل اريد الحفاظ على مصلحة لبنان”.

وحول سلاح “حزب الله” قال: “مطلوب حوار حوله، ويجب أن يكون حول جوانب إقليمية، ولكنني أقول أن حزب الله ليس شأن لبنانيا فقط، وإنما إقليميا، لذلك أنا أشدد على مسألة الحوار”.

واشاد بالملك سلمان قائلا “الله يحفظه”، وبولي العهد محمد بن سلمان “لأنه يقول ويفعل”.

وسئل عن المطلب السعودي في لبنان، وهل هو متعلق ب”حزب الله”، فأجاب: “هل كان للسعودية موقف من حزب الله قبل حرب اليمن”؟ وتوقف أمام “المسألة الأمنية المستجدة في هذا الموضوع”، متهما “حزب الله” ب”التدخل بشؤون اليمن”، وواصفا العلاقة بين السعودية وأميركا بأنها “علاقات بين دول، تماما كما يحصل بين باقي الدول”.

واعتبر أن “سياسة النأي بالنفس تكفي لبنان في حال إعتمدها”، لافتا الى ان “العقوبات على حزب الله حصلت في عهد أوباما”، نافيا “أن تكون مرتبطة بهعد ترامب”. وذكر أنه “نتيجة الحوار مع حزب الله حافظت على إستقرار في البلد”، مستبعدا “موافقته على عدم النأي بالنفس”، ومقدما له نصيحة بأن “يتخلى عن بعض المواقع”.

ورفض الكشف عن بعض “الأسرار” الى حين عودته الى لبنان والتحدث حولها مع الرئيس عون. ووصف كلامه ب”الايجابي” في مسألة الحوار حول سلاح حزب الله”.

وردا على سؤال حول الأشخاص الذين يتواصل معهم، أجاب انه يتواصل “بشكل عادي”، وانه يعيش “حالة تأمل ولا يريد التشويش على احد”، كما لا يريد “الكشف عن اجتماعات” يعقدها لانه عقد “اجتماعات كثيرة”، وطالب العرب ب”إقامة علاقات مميزة بين بعضهم البعض”.

وكرر تأكيده أنه سيعود الى لبنان وسيعمل “ولكن على اساس تسوية تقوم على النأي بالنفس فلم نعد نحتمل عدم وضوح في هذه المسالة، وهذا الامر يتعلق ايضا بحزب الله”.

وختم: “سعد الحريري راجع، وكل ما اتطلع اليه هو مصلحة لبنان، وعلينا الحفاظ على تصالحنا مع العرب وخلال يومين أو ثلاثة سأكون في بيروت”.