محلية
السبت ٢٣ كانون الأول ٢٠١٧ - 11:26

المصدر: Kataeb.org

الراعي برسالة الميلاد: نخشى انزلاقاً سلطوياً نحو تقييد حرية الاعلام والتعبير لاغراض سياسية او مشاعر كيدية

شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على ان الكنيسة مؤتمنة على الحقيقة التي اعلنها المسيح حقيقة الله والانسان والتاريخ، مشيراً الى ان كل نظام او اداء سياسي يهدد كرامة الانسان يمس الكنيسة في صميم فؤادنا وايماننا بابن الله، فلا يحق لها ان تصمت عن المظالم بل عليها التسلح بالجرأة وتعطي صوتا لمن لا صوت له.

وتابع البطريرك، الذي وجّه رسالة الميلاد، “ان على الكنيسة ان توجّه الضمائر وتنيرها، لكنها لا تعتنق اي نظام سياسي خاص ولا يمكنها ان تتلون بهذا او ذاك من الالوان السياسية، بل ترضى بكل اداء ونظام يضمن للانسان حقوقه وخيره واستقراره وكرامته ويفسح في المجال لجميع المواطنين ليحققوا شخصيتهم في مناخ من الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص.

واكد الراعي انه لا يمكن القبول بأن يبقى ثلث الشعب اللبناني تحت مستوى الفقر، كما اظهرت دراسات البنك الدولي. هذا اللبناني الخلاق الذي اعتاد على البحبوحة والكرامة كيف نقبل ان يعيش في الحرمان، ولا يستطيع ان يؤمن حاجيات الحياة الاساسية من غذاء وكساء ودواء وتعليم وماء وكهرباء، وسائلاً “اي ضمير عالمي يقبل بأن تعيش 58% من اسر النازحين السوريين عندنا في فقر مدقع، كما اظهر تقرير 2017 للمفوضية العليا للاجئين؟”

واسف لان الاسرة الدولية لا تفي بوعودها والتزاماتها وهي التي فرضت الحرب على العراق وسوريا وحرّضت عليها، وان دولا مقتدرة بالمال والسلاح اجّجت نارها في هذين البلدين وسواهما، وتهجّر المواطنين الامنين من بيوتهم وتلقي بثقلهم على الدول المجاورة منها لبنان الذي يستقبل اللاجئين السوريين والعراقيين اضافة الى الفلسطينيين.

كما اسف البطريرك ان يكون قانون سلسلة الرتب والرواتب قد احدث بعض الشرخ في قلب الاسرة التربوية الواحدة بين المعلمين واهالي الطلاب والمدارس الخاصة. وقال: “ان المدرسة الخاصة ولاسيما الكاثوليكية معنية بالمحافظة على المعلمين وضمان حقوقهم والتخفيف عن كاهل اهالي الطلاب”، مشدداً على ان من واجب الدولة ان تدرك انها مسؤولة عن تعليم اللبنانيين بحكم الدستور، وتعتبر ان المدرسة الخاصة ذات منفعة عامة، وعليها بالتالي ان تتولى دفع فروقات رواتب المعلمين الناتجة عن السلسلة الجديدة، وتمنع بالمقابل رفع الاقساط.

هذا ولفت البطريرك الراعي الى ان في لبنان، التنوع ملازم للحرية، وهذا ما يميّز لبنان عن جميع بلدان الشرق الاوسط. واعرب عن خشية اللبنانيين من انزلاق سلطوي نحو استحداث انماط لتقييد حرية الاعلام والصحافة والتعبير والتضييق عليها لاغراض سياسية او لمشاعر كيدية. وشدد على ان من واجب الجميع ان يبقى تحت سقف قانون الاعلام والتقيد به وبالاخلاقية التي يقتضيها ولا يحق على الاطلاق تسييس القضاء لكي يظل عندنا القضاء اساس الملك.

وفي ما يتعلّق بالقرار الاميركي بشأن القدس، اشار البطريرك الراعي الى ان ترامب تحدى العالم كله وصمّ اذنيه عن كل نداءات الشعوب والدول وقرر تهويد المدينة المقدسة الامر الذي نرفضه لانه قرار معاد للمسيحية والاسلام والشعب الفلسطيني، ولانه قرر ان يهدم كل مداميك مفاوضات السلام ويشعل نار انتفاضة جديدة بل حرباً لا سمح الله.

واعرب عن اسفه لتخلي الولايات المتحدة عن رسالتها بحماية الشعوب والديمقراطية، لافتاً الى ان القوة الحقيقية ليست بالمال والنفوذ والقدرات المادية بل بالمحبة والتجرد والاخلاقية وصنع الخير من دون حدود، والتاريخ يعلمنا كيف سقط ملوك ورؤساء وانظمة عندما لم يعتمدوا على هذه القيم.