محلية
الجمعة ١٠ آب ٢٠١٨ - 07:00

المصدر: النهار

الصايغ: البلد يبدو وكأن لا قائد له والمجتمع العربي والدولي يرفض حكومة تكرّس غلبة حزب الله في لبنان

لاحظ نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ ان البلد يبدو وكأن لا قائد له والكل يرمي الطابة في ملعب الآخر كما ان لا حل اقتصاديا للبلد سائلا:”هل يعقل ان في بلد يعاني من تحلل للمؤسسات نفكّر بحل كتشريع زراعة الحشيشة ونتلّهى بأمور ثانوية؟”.

الصايغ وفي حديث لموقع “النهار” اكد ان خيار الكتائب منذ الاساس خيارنا الامساك بالقضايا التي تهم وجع الناس والتعبير عنها بأفضل طريقة وقال:”نحن نعلم ان هناك تأييدا كبيرا لنا من الناس ولو انه لم يترجم في الانتخابات لاسباب لا علاقة لها بالقناعة ولكن الناس تقول ان الكتائب شكّلت نوعا من المرجعية الضميرية في ملف النفايات على سبيل المثال لا الحصر” مشددا على ان لا انكفاء كتائبي عن القضايا السياسية وتلك التي تُعنى بشؤون الناس .

الصايغ وصف اتفاق معراب بأنه رخيص من دون آفاق وسقفه كان “قوم تإقعد محلك” وتقاسم مغانم ومشروع تسلّط وسلطة وأضاف:”لسنا فريقا في الصراع السياسي لنكون فريقا في المصالحة ونتمنى المصالحة اليومية وخطابنا لطالما كان نحو تنقية الذاكرة الجماعية ولكن قبل اي مصالحة سياسية يجب تنقية الذاكرة والقول اين حصل الخطأ في الماضي لان ذلك يعني جميع المتضررين لا فقط الفريقين المتخاصمين”.

ورأى الصايغ ان اتفاق معراب ولّد احباطا مسيحيا آخر لان الاتفاق الاول في العام 1988 ادى الى الاحباط المسيحي الكبير وانسحب المسيحيون من الدولة كما ان تداعيات اتفاق معراب خلقت احباطا مسيحيا ووطنيا جديدا.

ودعا الصايغ السلطة الى التواضع والاستماع الى آراء أخرى خاصة وانها لم تعطِ نموذج نجاح وقال:”لسنا طلاب سلطة او وزارات وكانت هناك امكانية للقيام بتكتل مصطنع كما فعل الكثيرون ولكن قيمتنا “منا وفينا” ولا مانع لدينا من ان تشكَّل حكومة من دوننا “.

واعتبر ان الايعاز معطى من قبل سفارات كي لا تشكّل حكومة وسبب التعطيل خارجي فمن هو المستقل داخليا؟ مشددا على ان لبنان ساحة مفتوحة لكل التدخلات الخارجية كما ان ثمة نظرة اقليمية ودولية تفيد انه لا يجوز ان تكون حكومة في لبنان تكرّس غلبة حزب الله.

ولفت الى ان قانون الانتخابات جاء من الاساس بشكل هجين ومعروفة سلفا نتائجه واتت الاعلانات الايرانية بهذا الشكل عن انتصار حزب الله وتصحيح المعادلة داخل مجلس الوزراء غير واردة اليوم لان 8 آذار يعتبر نفسه منتصرا في مجلس النواب.

وعن تعاطي الكتائب مع العهد الحالي، قال الصايغ:”نحن نعطي فرصة لنهج واداء جديد ولكن ما نراه من خلال الباخرة الثالثة على سبيل المثال لا يؤشر الى ان النهج تغيّر” مشيرا الى ان الحكومة تقوم بتصريف اعمال واسع دون رقابة “واذا كان هذا النهج الذي يستمر فلا سيدر ولا ثقة داخلية ونحن طبعا سنكون غير معنيين بالدخول الى هذا المكان”.

واكد ان الكتائب تعلّم دروسا كبيرة من معارضته السابقة وقمنا باعادة نظر وسنكون معارضة اذكى بعد ان تعلّمنا من تجربتنا وقال في هذا الاطار:”نعتبر ان لدينا من الممانعة الداخلية ككتائب ومن العراقة ما يكفي كي لا نخرج من أصول معيّنة ومناعتنا تسمح لنا الجلوس مع العشّارين والخطأة ونتكلّم معهم ونحاول التفاهم معهم في سبيل القضية العامة “.

وذكّر بأن حزب الكتائب كشف الشوائب في ملف التجنيس و”كنا سائرين في مسار قضائي ورئيس الجمهورية اعترف انه غرّر به وفهمنا منه انه ينتظر رد المجلس الدستوري على طعني الاشتراكي والقوات ليقدّم مرسوما آخر وهناك ضبابية ليست واضحة ولا يمكن ان نعارض الا بعد ان يعلن الطرف الذي في وجهنا موقفه الصريح والواضح”.

وعن أزمة كهرباء زحلة، قال الصايغ:”نحن مع ما يؤمن مصلحة الناس بأقل كلفة وموقفنا الثابت ان الحل هو بخصخصة أجزاء من ملف الكهرباء المؤلف من الانتاج والنقل والتوزيع”.

واذ رأى ان أسوأ أنواع الفيدراليات مطبّق في لبنان اليوم، اكد اننا  نريد نظاما يوازن بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة للمناطق ونحن مع اللامركزية الموسعة والمشروع الموجود في مجلس النواب مقدّم من الكتائب ونحن نريد في الوقت عينه مركزية جذّابة في القضايا الاساسية التي تؤمّن وحدة الدولة”.

عن العلاقة مع سوريا، قال الصايغ:”نريد لروسيا ان تعلب الدور في ملف النازحين وكنا السباقين في التوجه الى موسكو وحثّها على لعب دور في هذا المجال اما بالنسبة للعلاقة مع سوريا فلتأخذ الحكومة القرار ولتمرّ العلاقات عبر السفارات من دون ان ننسى ان الحرب لا تزال قائمة في سوريا والجامعة العربية موقفها واضح فهل يمكن ان نتّخذ موقفا مختلفا؟”.

ورأى ان الموضوع يحتاج الى تأنٍ وهدوء ويجب المحافظة على المصلحة اللبنانية العليا لان البلدان لا تعمل على اساس القيم انما على اساس المصالح من دون ان نقوم بحروب الآخرين على ارضنا.