منوعات
الأثنين ٢٨ أيار ٢٠١٨ - 13:30

المصدر: صوت لبنان

جلسات عمل في بيت المستقبل لمؤتمر “الأمن في خضم الإنحلال”

تابع مؤتمر: “الأمن في خضم الإنحلال” الذي نظمه بيت المستقبل بالتعاون مع مؤسسة كونراد اديناور اعماله في بيت المستقبل – سراي بكفيا بسلسلة جلسات عمل عن” دور اللاعبين الإقليميين والدوليين في استفحال عملية التفكك او عكسها، وعن المقاربات المطروحة لذلك”. شارك فيها الرئيس أمين الجميّل، السفير الالماني مارتن هوت، ممثل مؤسسة كونراد اديناور مالتي غير وعدد كبير من ممثلي مراكز الأبحاث الأقليمية والدولية وعدد من المفكرين واساتذة الجامعات والصحافيين.

الجلسة الرابعة

التأمت الجلسة الرابعة تحت عنوان: دور اللاعبين الإقليميين والدوليين في استفحال عملية التفكك او عكسها وادارها الصحافي والباحث من البحرين عبيدلي عبيدلي واعتبر فيها ان لبنان ما زال رئة الديمقراطية في العالم العربي للباحثين وللمفكرين كما انه اثار مجموعة من التساؤلات تتعلق بالأمن في المنطقة.

سوبونينا

وتحدثت فيها ايلينا سوبونينا من المعهد الروسي  للدراسات الإستراتيجية، واعتبرت ان الشرق الأوسط حقل الغام، وان اشكاليات الشرق الاوسط تتجاوز الجيوسياسية لتصبح صراع بين القوى العظمى، خاصة بعد فشل الولايات المتحدة في سياسة القطب الواحد. وتطرقت لتجربة التعاون الروسي التركي الايراني لخفض التصعيد في سوريا، واعلنت ان روسيا استعادت  دورها اللائق في الشرق الاوسط بعد مرحلة تراجع، ويمكن تقسيم تاريخ الحضور الروسي بعد السوفيات الى ثلاث مراحل: مرحلة الغياب شبه الكامل فترة غيبوبة يلتسين، المرحلة الثانية تبلور فيها الموقف الحازم دون المشاركة الفاعلة، اما المرحلة الثالثة فهي  قرار المشاركة في المعارك السورية لمحاربة الارهاب عام 2015 الذي قلب موازين الدول في سوريا وجعل روسيا من اكثر اللاعبين تأثيرا في هذه البلاد. وتطرقت لنجاح روسيا في سوريا  وسعيها لاعادة الاستقرار الى سوريا والسلام عبر المفاوضات .

وسألت هل يمكن تحقيق السلام في سوريا في ظل جهوزية اميركا لقلب الزورق في المنطقة ومشاهدة ركابه يغرقون (مثال: نقل السفارة والاتفاق الننوي). ولكن رغم ذلك تفهم روسيا ان التنسيق مع الولايات المتحدة مطلوب وهي مستعدة للتعاون مع الجميع لتخفيف التوتر في ملفات كثيرة مثل فلسطين وايران…  ويهم روسيا ان تبقى سوريا دولة موحدة، هذه الجهود ستستمر بها ولكن بصعوبة في ظل عرقلة اميركا.

وتطرقت لزيارتها لقاعدة حميم  هذه القاعدة اللافتة في التنظيم والتجهيز واعلنت: ان روسيا ستتخذها موقع قدم لها في المنطقة لتستعيد موقعها اللائق فيها. وقالت: رأيت هناك صورة دب كان يوزع شيئ ما لحمامات السلام بعد ما اقتربت منها اكتشفت انه يوزع دروعا تلبسها حمامات السلام.

موسافيان:

اما السياسي الباحث في جامعة برينستون في الولايات المتحدة الأميركية سيد حسين موسوفيان فقال:” طلب مني التحدث عن تحديات الترتيبات الامنية في الشرق الاوسط ودور تركيا وايران. ان مساحة كبيرة من اسيا الغربية تعاني من الفوضى والحروب الدائرة التي تتسبب في معاناة كبيرة ولا مجال لرؤية حل في المدى القريب. الإرهاب يهدد المنطقة وما بعدها وعدم الاستقرار يؤثر على الاستقرار والامن الدوليين: هناك نزاعين بين القوى الاقليمية وبين القوى الدولية.

واعتبر انه لا يمكن تحقيق السلام في المنطقة الا اذا كانت العلاقات جيدة وهناك تعاون بين دول الاقليم. لا يمكن تحقيق السلام اذا كانت القوى الاقليمية والدولية معارضة له…القضية المركزية هي غياب اي نظام للتعاون الاقليمي اضافة التي التدخل الاجنبي. واعلن عن الحاجة الى مفاوضات اقليمية وعن ثلاث مبادرات مهمة من اجل تعزيز التعاون:  وهي الاستقرار والتعاون في المجال الامني اولاقتصادي والثقافي. انشاء نظام للتعاون الامني والاقليمي في دول الخليج على ان تتضمن التعاون الاقتصادي والاجتماعي والامني والسياسي.

ورأى انه على دول الخليج ان تختار بين المواجهات المستمرة وفي هذه الحال سيزداد عدم الاستقرار والطائفية وسطوة المتطرفين واندلاع حرب اقليمية يصحبها تدخل القوى العظمى، او التعاون  الدبلوماسي والدخول في حوار مباشر، يرافقه انشاء منتدى حواري يكون  لمصر دور فيه، ومن هدفه الحوار بين السنة والشيعة. واعتبر ان على هذه الدول ان تتحاور وفق احترام السيادة، عدم استخدام العنف، عدم التدخل  في الشؤون الداخلية احترام السيادة والحدود، واجراء المفاوضات على مستوى رفيع حول المسائل الامنية مما يعزز التعاون الامني.

باحوط

اما الباحث الزائر في برنامج كارنيغي للشرق الأوسط- الولايات المتحدة جو باحوط فقال: اننا على شفير حرب باردة تختلف عن السابقة مع عدم قدرة  اللاعبين المعنيين على فرض حلول لازمات الشرق الاوسط، فطالما ان الدول الاقليمية غير متفقة، فهناك صعوبة في  التوصل الى حل. ورأى ان ما يجري في سوتشي واستانا يمكن ان يصل الى هدنة ولكنه لن يصل الى حل خاصة في ظل عدم وجود مباركة دولية لهذه المفاوضات. وقال: يجب الا ننسى التناحر بين روسيا وايران، فالتنافس محتما بينهما وهناك نوع من الاحتكاك سنراه يتلور في شكل كبير..

وتطرق لفترة ما بعد انسحاب الأميركي من الإتفاق النووي ونتائجها  المتوقعة من: معادة لايران في اميركا، طموح للتقرب من الايرانيين لمفاوضات جديدة،  انسحاب من الإتفاق  النووي يسبب تصدعا وطلاقا بين الثنائي العابر للاطلسي- الاتحاد الاوروبي واميركا وختم بأن كل ذلك يمكن ان يؤثر على السلام في الشرق الاوسط.

الجلسة الخامسة:

عقدت الجلسة الخامسة تحت عنوان:” خلاصة، مناقشة مفتوحة للمقاربات” ادارها مدير مركز فارس لدراسات شرق المتوسط في جامعة تافتس الولايات  المتحدة نديم شحاده وركزت على السيناريوهات المحتملة في الشرق الأوسط مع تحديد المقاربات اللازمة لإدارة التدعيات السلبية للأحداث التي تشهدها المنطقة وبحث الخطوات المقبلة.

منيمنة

 وتحدث فيها الباحث في معهد الشرق الأوسط والمدير في ميدل ايست الترناتف في واشنطن حسن منيمنة فقال: لا شك ان  الجماعة البشرية من المحيط الى الخليج تتصرف وكانها تلطم في ما يتعلق بتاريخها. الانحدار ابتدأ منذ ان ابتدأ التاريخ العربي وسردياتنا سرديات تراجع تعمل دوما لتنجو من الغرق. لا اسعى هنا الى طرح رومانسي للمسألة ولكن اسعى للتأطير الذي كان ولا يزال تأطير سقوط وتراجع وفشل. عندما ننظر الى المستقبل ونستشرف، علينا ان نقر انه ليس لإستعادة مجد بل لتحقيق شيء جديد. عندما نتحدث عن الامن فهو ليس فقط الامن الصعب بل هو امن الموارد والامن الثقافي حيث يكون للانسان الحق بان يعيش دون ان يكون عرضة للازالة. واعتبر ان داعش هو ابشع امثلة القضاء على الامن الثقافي وهو التحدي الاكبر للحداثة غير المكتملة في منطقتنا.

مايلا

اما الرئيس السابق للجامعة الكاثوليكية في باريس جوزف مايلا فقال: “ركزنا في هذا المؤتمر على البعد الاستراتيجي والامني وهو المشكلة الاكبر التي نواجهها اليوم فما نواجهه هو فشل الدول العربية التي كان بعضها وما زال استبداديا وعنفيا وحيث حقوق الفرد فيها هي حقوق الجماعة الهوية دينية.

ورفض مقولة ان سايكس بيكو انهار بل ان الدول المعنية عجزت عن تحقيق الحاجات الاساسية وهذا السبب الاساسي للعنف حيث اصبحت الدولة آداة يتم استخدامها. واعتبر ان وعدو الوطن العربي هو المواطن العربي فما نشاهده اليوم في سوريا نظام يقصف الشعب يعبر خير تعبير عما نقوله.

وقال: ان الدولة الوطنية ليست بخطر فكل الحراك الذي حصل في العالم العربي وما سمي بالربيع العربي حصل ضمن هذه الدول، وكان المطلب هو تغيير النظام وليس تفكيك الدولة، فحدود الدول ما زالت موجودة  ولكن ما تم تحديه هو ثقافة الدولة، لقد رفض الناس ان يحكموا بالطريقة السائدة،  ارادوا الديمقراطية الكرامة الحقوق الاجتماعية، والوحيدون الذي طالبوا بزوال الدول المدنية هم داعش من خلال  اقامة الدولة الاسلامية.  ورأى ان الدول العربية فشلت لانها عجزت ان تتعاون مع بعضها. وقال: نحن  بحاجة الى خطة مارشال ثقافية لتعزيز دور المجتمع المدني ولتمكين الشباب ولتعزيز التعليم والتعددية اكثر والطائفية أقل ومكافحة استخدام الدين كأداة للحروب.

عون

اما البروفسور في جامعة شيربروك في كيبك – كندا سامي عون فاعتبر ان  التفكير الأن ينصب على ما بعد النظام القطبي والداعش والأنظمة الإستبدادية وراى انه من الصعب تحديد ما يجري في النظام العالمي ما بعد النظام القطبي الواحد. اما الداخل والخارج في المسألة العربية فمن الصعب تحديده في لعبة تعدد الحروب او الحروب الرابعة او بالوكالة. في النظام الدولي هناك تيه يجعل المفكر غير قادر على التحكم بما يجرى خصوصا بعد مرحلة اوباما،  فمع مرحلة ترامب هناك صياغة اكثر تدخلية ولكن ضمن نظم الاطار استراتيجية المنتقاة لان القمية الاسترتيجية للشرق الأوسط تراجعت  فالمقاربة تجارية وليست اخلاقية. فالغرب الاستراتيجي عاجز عن التوازن بين قيمه ومصالحه.

 واعتبر ان الازمة في الديمقراطية الليبرالية الغربية هي انها متأرجحة في الداخل ومتأزمة في النظام العالمي، لان العصر هو عصر بوتيني عصر الزعيم الذي يريد ان يحكم الى الابد.