خاص
الخميس ١١ كانون الثاني ٢٠١٨ - 21:10

المصدر: صوت لبنان

ريشا: لن نتحالف مع من لا يشبهنا في السياسة

لفت نائب الامين العام لحزب الكتائب باتريك ريشا الى ان المكتب السياسي الكتائبي كلّفه بادارة الانتخابات منذ اسبوعين او ثلاثة لافتا الى ان عمل الحزب بدأ منذ سنوات لاسيما ان الانتخابات تأجلت ثلاث مرات .

ريشا وفي حديث لبرنامج “مانشيت المساء” عبر صوت لبنان اكد ان العمل جار على صعيد الماكينة والاقاليم للانتخابات وقال:”ان تنظيمنا الجغرافي يسمح لنا بأن نكون موجودين في كل المناطق حيث لنا اقاليم ومكاتب واقسام وهي لجسّ نبض الشارع مع وضع تقارير”.

واضاف:” ان عملنا مقسّم على مراحل عدة: اولا اننا نحضّر للحملة الدعائية التي ستكون على الطرقات ومواقع التواصل الاجتماعي وستكلَّل باحتفال حزبي كبير جدا من حيث المضمون والشكل والتواجد الشعبي، ثانيا العمل التقني اي تنقيح لوائح الشطب ومعرفة حجم القوى السياسية داخل المناطق لتحديد كيفية التحالف، ثالثا: سنقدّم طريقة جديدة بمقاربة الانتخابات تسمّى بالطريقة المباشرة والحملات المباشرة التي بدأناها عبر حملة “ناس 2018″ التي انطلقت من خلال الاستماع الى هواجس ومشاكل اللبنانيين وتمت تعبئة اكثر من 6000 استمارة حدّد فيها اللبنانيون هواجسهم والمشاكل على الصعيد المناطقي اخذناها بالاعتبار ونحن اليوم في طور صياغة المشروع الانتخابي”.

واشار ريشا الى ان “الكتائب يعمل على اساس من يتفق معنا في السياسة لنخوض معه الانتخابات لذلك نرى تريثا باعلان مرشحي الحزب ونعتبر ان اللوائح التي سنؤلّفها ستمثّل خطنا السياسي ولن نتحالف مع من لا يشبهنا في السياسة” وأضاف:”سنترشّح على أساس مشروع انتخابي واضح المعالم وستنزل حملة “ناس 2018″ ابتداء من اول شباط الى الطرقات لتفسيره وتوزيعه بمؤازرة المرشحين”.

وعن تخلي السلطة عن الاصلاحات في قانون الانتخابات، قال ريشا:”ان عدم الكفاءة التي نشهدها منذ سنين طالت ايضا قانون الانتخابات، كلنا نذكر بأي جو وُضِع القانون وكيف سُلق بآخر لحظة ولطالما تخوّفنا من ان يكون بند البطاقة الممغنطة احد اسباب الغاء او تأجيل الانتخابات كما ان الحملة الدعائية في مسألة المغتربين بدأت قبل 3 اسابيع من اقفال مهلة التسجيل الذي نطالب بأن يعاد فتح بابه في السفارات كما اننا نخشى من ان يكون موضوع الميغاسنتر وتقريب اقلام الاقتراع من المواطن حجة لتزوير بعض النتائج لان مندوبي الاقلام لا يعرفون الناخب”.

واعرب ريشا عن خشيته من ان يكون السجال داخل هيئة تطبيق قانون الانتخابات تحضيرا لتأجيل الانتخابات على الرغم من غياب المعطيات ولكن “فتح سجال تعديل القانون قبل 3 أشهر يذكّرنا بالتأجيلات الثلاثة، لنسِر بالقانون كما تمّ بته ونخُض الانتخابات”.

واكد معارضة الكتائب نهج النكايات وتصفية الحسابات الحاصلة في السياسة والتي تؤثر بشكل مباشر على المواطن في أمنه ومعيشته وحتى على الديمقراطية، معتبرا انه يتم التعاطي مع الناخب كـ”بلوك” وهو ما كان في قانون 1960 .

وقال:”لا يجب ان يغيب عن بالنا تحرّك الرأي العام المحاسب في 2015 فان هناك اعدادا هائلة من الناس تنتظر خيارا بديلا ولديها امل في القانون الحالي لايصال نواب لان الصوت الواحد يهمّ و10% من الحالة التغييرية المؤمنة بلبنان قادرة على الخرق وخلق الجو التغييري في البلد” لافتا الى ان الكتائب ومن خلال خمسة نواب اثبتت انها قادرة على خلق معارضة بنّاءة ولعب دور رقابي وتصحيح المسار دون ازمات “.

واكد ان الكتائب أدخلت الى لبنان مفهوما جديدا وهو مفهوم الطريقة البنّاءة في المعارضة “ونحن نلعبها ضمن الاصول واللياقات والبراهين” مشددا على ان الاداء المعارض اعطى املا للناس لان 20 نائبا بنفس تغييري قادرون على بناء لبنان جديد على قدر طموحات شبابه.

وشرح ريشا بإسهاب العلاقة مع المجتمع المدني، فقال:”نحن أبناء نضال وتظاهرات والجو الحزبي كان مشاركا في تظاهرات المجتمع المدني في ملف النفايات ولعب وزراؤنا داخل الحكومة دور المعارضة مع رغبة حزبية شبابية بأن نكون في قلب التظاهرات وأن نكون شركاء فيها وكنا نواجَه من القائمين على التظاهرات اننا داخل الحكم ولكن عندما اعتمدت الحكومة مبدأ “مرقلي تمرقلك” كنا كحزب منسجمين مع انفسنا ومع خطابنا وانسحبنا من الحكومة وعندها بدأ التعاطي مع القائمين على التحركات ونبض الشارع من الندّ للندّ وأصبح التعاطي معنا بشكل أفضل وبرهنّا ان اقوالنا تقترن بالافعال واننا متصالحون مع انفسنا”.

واضاف ريشا:” نسّقنا مع كل قوى الحراك بملفات الاصلاح والفساد وتكللت الجهود بتظاهرة 19 آذار 2017 الكبيرة فسقطت الضرائب وبالتالي فإنّ التنسيق بين الكتائب ومجموعات الحراك في القضايا الاجتماعية مطلق وتام دون استثناء واستطاعت الكتائب ان تسقط مقولة “كلن يعني كلن”.

ولفت الى ان الكتائب تتفق مع كل الحراك في القضايا الاصلاحية والاجتماعية ولكن الملف السيادي يمنع التقارب المطلق لانه يغيب عن مشاريع بعض المجموعات وقال:”نحن اليوم نقدّم خطابا سياديّا مع احترام الدستور وتقوية الجيش وعدم المشاركة في السيادة وخيارا اصلاحيا ومكافحة الفساد وخيارا تجديديّا في الحياة السياسية بالوجوه والاداء ولكن المشكلة لدى البعض ان الملف السيادي غير موجود”.

واذ اوضح ان الكل يرغب بتوحيد جهود مجموعات الحراك المدني، اعتبر ريشا في المقابل ان هناك عائقين يحولان دون ذلك: سياسي يتعلّق بعدم التلاقي بالملف السيادي وشخصي يتعلّق بالـego وكثرة المرشحين لدى المجموعات.

وكشف ريشا ان حزب الكتائب جزء من تجمع ولقاء “منتدى بيروت” الذي عقد لقاءه الاخير في كانون الاول وهو يضمّ العشرات من الشخصيات المناضلة النظيفة واكثر من 22 تجمّعا سياسيا مشيرا الى اننا “ننسّق معهم بيدا بيد ووضعنا آلية داخلية ستُطرح الاسبوع المقبل لكيفية ادارة المعركة الانتخابية والترشيحات وهناك عهد بيننا ان نضع الحسابات الشخصية جانبا ونفكّر بالمصلحة العامة” لافتا الى ان المنتدى مساحة لقاء والتقاء بين راغبين في التغيير تحت شعار “سياديون تجديديون”.

وعن التحالف مع بعض اركان السلطة، أوضح ريشا ان هناك بعض المساعي مع القوات اللبنانية عبر قنوات معيّنة بعد أزمتها مع السلطة ورئيس الحزب واضح بأننا سنعمل مع من نلتقي معنا في الثوابت، وقال:”على من سار بالصفقة الرئاسية ان يعيد حساباته ويعيد النظر في المسار الاخير ويقوم باعادة تموضع وعندها نتشاور مع الشركاء ونضع أسس خوض الانتخابات ولكننا نترك الامور ومساعي الخير تسير بهدوء مع عدم تضخيم الصورة”.

وأضاف ريشا:”آمل لا بل أسعى كمعارض ان أصدّع حائط الحكومة لان كل تصدّع فيها هو بناء مدماك في حائط المعارضة”.

وردا عن سؤال، أعلن ريشا ان “قرارنا واضح في الكتائب بخوض المعركة في الدوائر الخمس عشرة مباشرة ونحن لا نميّز بين حزبي وصديق مقتنع بمبادئنا”.

وعن أجواء المغتربين، قال:”ان خطاب الكتائب اليوم يؤثّر في المغترب اللبناني ويعطيه أملا بنضالنا للتغيير في لبنان، وثمة آذان صاغية في الاغتراب للكتائب ورفاقنا في الهيئة الاغترابية يعملون ليلا نهارا للتواصل مع اللبنانيين في الانتشار وتنظيم الماكينة الانتخابية”.

وتطرّق ريشا الى القمع الذي تمارسه السلطة، آسفا لأن “محاولة قمع الحريات والتدخّل السياسي في القضاء يقوم به فريق ناضلنا معه ضد النظام الامني السوري اي التيار الوطني الحر وفي ساحة 9 آب كنا كتفا على كتف نطالب باطلاق سراح رفاقنا المعتقلين ورسالتنا لهم ان يذكروا اين اصبح المعتقِل ولا تسمحوا ان يحاسبكم المستقبل كما حاسب غيركم”.

وعن تدخل السلطة في الانتخابات والخشية من التزوير، قال ريشا:”نسمع أخبارا عن المال الانتخابي المشبوه وضغط من بعض الاجهزة على رؤساء بلديات ولكن نقول للناس استفيدوا لان جزءا من مالهم ليس بطريقة شرعية ولكن قوموا بقناعاتكم وراء العازل لان الورقة التي تضعونها في الصندوق ستؤمّن لكم مستقبلكم واولادكم”.

وأضاف:”ان الامل نراه في عيون الناس وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وبعيون من يطلب منّا عدم التراجع والتنازل وخيارنا جدّي ونطيف وقوي وهذه مسؤولية بأن نقدّم خيارا فيه اخلاقيات بالعمل السياسي وكفاءة لان جزءا كبيرا من مشاكلنا هو بسبب غياب الكفاءة وليس فقط سوء النيّة”.

وتوجّه الى الشباب خاصّة الذين لم يصوّتوا في الانتخابات السابقة بالقول:”في 6 ايار من واجبكم القيام بقناعاتكم ومن واجبنا كحزب كتائب ان نقدّم خيارا نظيفا واضحا وصريحا لا تناقض فيه واطلب من الناس ان يروا أداءنا ويحكموا على مشروعنا” داعيا المواطنين الى ان يصوّتوا لان الانتخابات البلدية اظهرت ان هناك املا بالتغيير.

ورأى ريشا ان البلد سيخوض انتخابات وفق منطقين: منطق 7 أيار الذي يصادف في اليوم التالي من الانتخابات ومنطق 6 أيار، “ونطمح ان يكون 7 أيار 2018 غير 7 أيار 2008 وان نكون قد دخلنا في عهد جديد لا استقواء فيه ولا استعمال سلاح انما شفافية بالتعاطي ومصارحة وكفاءة في الحياة السياسية واخلاقيات في كل شيء”.

ووصف ريشا الصوت التفضيلي بأنه معركة داخل المعركة الانتخابيّة وتوجّه الى من يفكّر بتأجيل رابع للانتخابات بالقول:”هذه المرة الناس ستنزل بالآلاف لتقلعكم من اماكنكم، فهي لا تحتمل تأجيلا رابعا ومهما فعلتم فالانتخابات حاصلة في موعدها والتأجيل سيذهب بالبلد الى ما لا تحمد عقباه”.