محلية
الثلاثاء ٢٣ تشرين الأول ٢٠١٨ - 18:41

المصدر: صوت لبنان

سامي الجميّل من تورونتو: يدنا ممدودة للجميع لكن لا مساومة على مصلحة الوطن وثوابت نضالاتنا

اكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ان الكتائب على استعداد لتضع يدها بيد كل انسان صادق يريد ان يعمل للبلد، ولكنها غير مستعدة للمساومة على مصلحته او على حساب الثوابت والمبادىء التي ناضلت من أجلها .
وقال : تسألون لماذا الكتائب ليست في الحكومة، لأنها قررت عدم المساومة او الدخول في تسوية سياسية على حساب لبنان ،وفضلت ان تضحي بنفسها لأنها لا يمكن ان ترضى بالسير بلبنان الى الهلاك ولا خجل في ذلك.

الجميّل الذي تابع جولته الكندية ، انتقل من مونتريال الى تورونتو حيث التقى الجالية اللبنانية والأصدقاء والكتائبيين في حفل حضره النائبان الكنديان اريس بابكيان ومايكل بورسا وقنصل لبنان غرغوار بوستاجيان ووفد من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم و ممثلين عن كل من حزب القوات اللبنانية، والتيار الوطني الحر وحركة أمل وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الطاشناق والمردة اضافة الى رئيس الهيئة الاغترابية وليد فارس ورئيس قسم تورونتو غبريال غفري ومنسق اونتاريو كميل سعادة ورئيس قسم وينز فيصل سعادة على رأس وفد ورئيس قسم مونتريال فنسان شدياق ووفد من عين ابل وعدد من الاباء ورجال الدين.

وقال الجميّل :” لن أتحدث ككتائبي او كمسيحي ، ولكن كمواطن لبناني، لأن المعاناة واحدة. لن يكون بناء للبنان على قياس طائفة او شخص ، فالوطن لكل لبناني الى اي طائفة او حزب انتمى .

واضاف : لقد إفتقدنا هذه الطريقة في المقاربة في لبنان. هناك استغلال للطائفة ولكل الشعارات، فعندما نصل الى استحقاق انتخابي او تشكيل حكومات، تظهر الطوائف ويتم تجييش الناس بالشعارات الفارغة، خدمة للمصالح الخاصة والمصالح الحزبية وهذا ما يدفع لبنان الى التراجع.

وقال : يتم استغلال الدين والطائفية والشعارات الكبيرة والحقد والتهجم على الآخر، لتبرير تكبير الحصص. من هنا أقول لكل هؤلاء، الكهرباء ليست مقطوعة عن الكتائبيين وحدها ولا الكتائب تعيش من دون غيرها في بلد يفتقد الى السيادة والاستقلال، ولا الكتائب وحدها تعيش في ضائقة اقتصادية أو ستعاني من افلاس الدولة او من النفايات في البحر، ومن الفساد وهدر المال العام . لهذا السبب أتمنى على الجميع ان يدرك، ان هذه المشاكل يعاني منها الجميع، سواء اكنا كتائبيين أم غير كتائبيين، مسلمين ام مسيحيين، فالدولة الحضارية يستفيد منها الجميع، وإذا كنا نعيش في غابة فسنعاني جميعاً، لأننا على المركب عينه، إن غرق غرقنا جميعا ، ولكل هذه الأسباب فإن طموحنا ككتائب، هو بناء دولة لجميع اللبنانيين، تليق بشبابنا وشاباتنا، وتدفع بكم انتم للتفكير بالعودة الى لبنان ، هذا هو المشروع الكتائبي.

واعتبر النائب الجميّل، ان حلم الكتائب هو بناء دولة حضارية ، التي من دونها ستستمر هجرة شبابنا ولن يفكر المغترب بالعودة ، فلا منفعة من كل النقاش الفارغ في البلد عن الحصص وعن وزير بالزائد أو ووزير بالناقص، طالما ان ذلك لن يؤدي الى بناء هذه الدولة الحضارية .

وتوجه رئيس الكتائب بشكل خاص الى المسيحيين قائلاً:” صحيح ان المسيحيين كانوا مهمشين في الحياة السياسية وخصوصا في زمن السوري . ثم كان14 آذار، وعاد المسيحيون الى الممارسة الحزبية والوطنية، وخاضوا الانتخابات ودخلوا الدولة، هذا لا يعني ان المشكلة اليوم هي مشكلة مسيحية، فأنا لا أرى ان المسيحي مضطهد في لبنان او انه مهدد بأمنه . وسأل :” هل المسيحي اليوم خارج السلطة ؟ انه في السلطة، فرئيس الجمهورية ينتمي الى اكبر حزب مسيحي في لبنان اضافة الى خمسين نائباً ينتمون الى جميع الأحزاب في لبنان ونصف مجلس الوزراء ينتمون الى الأحزاب المسيحية . إذا المسيحي غير مهمش وكل مزايدة مسيحية اليوم هي في غير مكانها . المشكلة انه مع الوجود المسيحي في كل المؤسسات، فلا يزال الشاب المسيحي يهاجر من لبنان.

وأضاف : الشاب المسيحي لا يبحث عن مجرد وجود في السلطة، بل يريد كأي مواطن ، ان يعيش في بلد حضاري، وهذا غير متوافر له حتى في ظل حكم المسيحيين. وبالتالي فإن المشكلة تكمن في ان المسيحييين اخذوا قرار الانخراط في السلطة، بدل الانخراط في خيار الدولة فهم بلغوا السلطة ولكنهم لم يبنوا دولة.

وتابع رئيس الكتائب يقول :” حان الوقت لوقف النقاشات الفارغة والمزايدات والمحاصصات ، لنبدأ التفكير بكيفية بناء دولة حضارية ومتطورة، تجعل شبابنا الى اي طائفة انتموا يفتخرون بالعيش في ظلها ويشعرون بالأمان ويحصلوا على فرص عمل ويبنوها لتكون دولة عصرية ومتطورة ككندا اليوم حيث النظام والمساواة والاحترام والبيئة النظيفة وضمان الشيخوخة والضمان الصحي و الكفاءة هي المعيار .

واعتبر رئيس الكتائب ان المشكلة اليوم في غياب الحوكمة الرشيدة للبلد وان هم السياسيين هو مصلحتهم وليس مصلحة الناس، والمثال هذه الحكومة فنحن من دون حكومة منذ اكثر من خمسة اشهر.
وسأل :” هل أسباب عدم تشكيل الحكومة هو خلاف الأفرقاء على موضوع السلاح؟
هل على طريقة انقاذ الاقتصاد أم على طريقة تأمين الكهرباء ؟ إن الخلاف لا يدور حول اي من المسائل التي تهم اللبنانيين او تخدم البلد وتطوره، بل إن الخلاف هو على من يحصل على وزير إضافي، في بلد على شفير الانهيار، ترمى فيه النفايات في البحر، يفتقد الى الكهرباء، محكوم بالسلاح، ووضعه الاقتصادي مزر والعجز السنوي يقارب الثمانية مليارات دولار اي ما يقارب 18 % من الناتج القومي. في ظل هذا الوضع لا تشكل الحكومة بسبب وزير من هنا وآخر من هناك. ان الحل يكمن في وجوب وقف هذه الطريقة في ادارة البلد، واذا كانوا لا يريدون ذلك فلا بد من إيجاد من يوقفهم عبر المحاسبة .

واكد الجميّل انه من دون محاسبة سيعتبرون ان في امكانهم ان يفعلوا ما يريدونه وعندها لا ينفع الانتقاد، لأننا مسؤولون عن عدم المحاسبة،التي إذا لم تتم، فلن يتغير شيء في الأداء الحالي . فإذا شعر المسؤول انه خاضع للمحاسبة سيعيد حساباته والا سيبقى يعمل لمصلحته الشخصية.

وشدد رئيس الكتائب انه لا يمكن للبنان ان يستمر بهذه الطريقة، متسائلاً ما الحاجة الى المسؤول السياسي ان لم يكن للالتفات الى الناس والعمل من اجل مصلحة بلده.

واضاف :” لمن يسأل لماذا ليست الكتائب في الحكومة، اقول لأنها قررت عدم المساومة او الدخول في تسوية سياسية على حساب لبنان ،وفضلت ان تضحي بنفسها لأنها لا يمكن ان ترضى بالسير بلبنان الى الهلاك ولا خجل بذلك.

واكد الجميّل ان الكتائب على استعداد لتضع يدها بيد كل انسان صادق يريد ان يعمل للبلد، ولكنها غير مستعدة للمساومة على مصلحته او على حساب الثوابت والمبادىء التي ناضلت من أجلها .

وتوجه الى الحضور قائلاً :” نحن بحاجة اليكم لأنكم احرار، ولا احد يمكنه ان يضغط عليكم بخدمة اومال، ولديكم القدرة لترفضوا وتقولوا لا . لديكم القدرة على كسر الطوق الذي يتعرض له الشباب اللبناني المحتجز، نتيجة المحسوبيات والخدمات وتأمين الوظائف، كما لديكم القدرة على محاسبة المسؤولين إذا لم يلتزموا بوعودهم .

واكد الجميّل ان الكتائب رفضت ان تدخل التسوية لأنها رأت فيها اتفاق مصالح وكانت على حق، لأن الجميع اليوم على خلاف، فمن يتفق على مصالح يختلف على مصالح، ومن يتفق مع الآخر لمصلحة البلد على رؤية استراتيجية موحدة لا يفترق مهما اختلفت المصالح. الكتائب ستستمر في ممارسة الشأن الوطني بطريقة مختلفة عن السائد اليوم وستستمر في النضال وطرح الحلول والمراهنة على الناس لتنتفض على الواقع الذي تعيشه، الى حين انتفاض الأحزاب على نفسها وعلى الأداء الذي انجرت وراءه . كل الأحزاب الموجودة لم تبدأ مسيرتها بهذه الطريقة وعليها ان تعود الى اسباب نشأتها ضد الظلم والحرمان والاحتلال وترفض الاستمرار بهذه الطريقة.
واعتبر رئيس الكتائب ان من المستحيل للشعب اللبناني في ظل العجز المالي والوضع الاقتصادي والمعيشي الا ينتفض على الواقع.وقال : لدي إيمان بأن الشعب اللبناني سينتفض في النهاية على رغم انه يمنح الفرصة تلو الأخرى، ويصبر اكثر من غيره ولكنه في النهاية ينتفض، داعياً الحضور الى الايمان بلبنان والمحاسبة في صندوق الاقتراع .

واشار النائب الجميّل الى ان الكتائب ترفض ان تستسلم لأنها قدمت شهداءها في سبيل لبنان وهي ستستمر في قول الحق ولن ترضى بما هو قائم .