محلية
الأحد ٢١ تشرين الأول ٢٠١٨ - 16:18

المصدر: صوت لبنان

سامي الجميّل من كندا: لا خلاص إلا بالاتفاق على رؤية واحدة للبنان الوطن بعيدا عن الحسابات والحصص والمصالح الانية

دعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الى الوحدة والالتفاف حول رؤية واحدة لبناء لبنان الوطن ، وقال إن ما يبنى على رؤية واحدة لمشروع وقضية لا يمكن لأي قوة ان تفرقه، على عكس ما يبنى على المصالح والمحاصصة، فانه سرعان ما يسقط ويزول عند اول مفترق طرق، وهذا ما نشهده اليوم، مؤكدا أن اي اتفاق ليس مبنياً على رؤية استراتيجية للبنان لن يدوم .

وقال رئيس الكتائب ننتظر منذ اشهر ليتفق الأفرقاء على تشكيل الحكومة، فإذا بهم بهم يختلفون على اقتسام قالب الحلوى وتحقيق المكاسب والحصص بدل السعي الى طرح ومناقشة رؤية تنقذ لبنان من الانهيار وتستعيد سيادته وسأل :” من يبالي من سينال حصة أكبر في وقت يعيش نصف اللبنانيين في الفقر ، 35% من اللبنانيين عاطل عن العمل ،30% منهم من الشباب.

موقف رئيس الكتائب اطلقه في حفل عشاء امام الجالية اللبنانية في مونتريال ، وذلك خلال زيارة لكندا تستمر عدة ايام،وقد شارك في الحفل اكثر من ٦٠٠ شخص من أفراد الجالية اللبنانية وحضر إلى جانب رئيس الكتائب وعقيلته قنصل لبنان العام في مونتريال الأستاذ أنطوان عيد وعقيلته مطران الموارنة في كندا بول مروان تابت، مطران طائفة الملكيين الكاثوليك في كندا ابراهيم ابراهيم، مطران السريان الكاثوليك في كندا انطوان ناصيف، ممثل مطران السريان الأرثوذكس، ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ممثل مشيخة العقل الدرزية، النائب الفيدرالي ايفا ناصيف، رئيس الهيئة الاغترابية الرفيق وليد فارس، رئيس قسم مونتريال كيبك ڤانسون شدياق وأعضاء القسم اضافة الى ممثلين عن احزاب القوات اللبنانية ، الوطنيين الاحرار، التيار الوطني الحر، تيار المستقبل، الطاشناق، الحزب الشيوعي اللبناني، الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة امل.

وقال رئيس الكتائب: حلمنا للبنان هو ما يدفعنا للنضال والانتساب الى حزب الكتائب الذي قدم الكثير من التضحيات من اجل لبنان، وهذا الحلم لا بد ان يكون الأساس في العمل السياسي، لأي انسان ينتسب الى حزب او يترشح للانتخابات او ينخرط في العمل خدمة الشأن العام . هذا الحلم هو بناء بلد حضاري ، متطور قادر ان يقدم للبنانيين ما تقدمه لكم كندا. اولاً الأحترام ، ثانياً الاقتصاد وفرص عمل، ثالثاً بيئة جميلة ونظيفة ، وضماناً صحياً وشيخوخة وكهرباء 24 / 24 .

واشار الى ان العديد من الشباب الموجودين في الحفل يدرسون في أهم جامعات كندا وعندما يتخرجون ويقررون العودة الى لبنان سيجدون وظيفة ب 800$ او 900$ متسائلاً ما الذي سيفعلونه حينها ؟ بالطبع سيبقون في كندا او سيسافرون الى بلد آخر يقدم لهم فرص عمل بالمستوى الذي تخرجوا فيه و يستحقونه وهذا الأمر الذي يدفع بأفضل شبابنا الى الهجرة.

واعتبر رئيس الكتائب ان كل السياسة والانتخابات والأحزاب، ومن يتعاطى الشأن السياسي ، اذا لم يبنوا لنا هذا البلد، فلا حاجة لنا بهم ، وإذا لم يضع كل من يتعاطى السياسة نصب عينيه حلماً يريد ان يحققه لمصلحة البلد ، فإنه يعمل لمصلحته وليس لمصلحة البلد .

واضاف : من خلال تجربتي ، انا احب بلدي الى حد الموت ونذرت حياتي في سبيله كما كل رفاقي في الحزب وقد قدم جزء كبير منهم حياته للبلد. ستة الاف شاب وصبية بذلوا حياتهم في سبيل لبنان ، لا ليفرح البعض بمنصب نيابي او وزاري. إن هدفنا الوحيد ان يتطور لبنان واذا لم يتم هذا الأمر، فنحن نعتبر اننا ولو فزنا في الانتخابات، لا نكون قد حققنا شيئاً . إننا لا نعتبر أنفسنا ناجحين الا عندما ينجح بلدنا.

وقال : بالنسبة الينا فإن الانتصار، هوعندما ننجح في بناء بلد حضاري يحافظ على شبابنا ويعيد الينا من هاجر منهم . سنعمل ليل نهار لبناء هذا اللبنان الذي يستحقه شبابه.
وتابع رئيس الكتائب يقول :” اكثر ما يؤسفني الكلام على “انتصارات” بالجملة، في وقت ينهار فيه البلد بالجملة. متسائلاً ما معنى كل هذه الانتصارات اذا كان البلد ينهار لا سيما ان هذا الانهيار ناجم عن “انتصارات ” البعض التي كلما تزايدت ازداد البلد انهياراً .

وقال: في لبنان اناس يحبونه الى درجة أنهم لن يستسلموا ونحن منهم. لن نستسلم، سنحقق الحلم الذي نريده للبنان ليكون سيداً ومستقلاً، لا سلاح فيه سوى سلاح الجيش اللبناني، تحترم فيه الديموقراطية، ونظام ديمقراطي تلتزم فيه المواعيد الدستورية، من دون تأجيل لألف سبب وسبب.

وأضاف : ننتظر منذ ستة اشهر ليتفق الأفرقاء على تشكيل الحكومة .
في كل دول العالم يكلف الحزب الذي ينتصر في الانتخابات تشكيل الحكومة . وفي لبنان يجب ان يكون من الطائفة السنية . وفي كل دول العالم من يتم تكليفه يطرح مشروعه ومن يتفق معه على هذا المشروع المحدد ينضم اليه لتشكيل الحكومة ومن لا يتفق معه يذهب الى المعارضة .
اما في لبنان فلا رؤية نناقشها، بل الصراع حول كيف يمكن أن نقسم قالب الحلوى، لتحقيق المكاسب، وهذا ما يجري منذ قرابة الستة اشهر.

واردف رئيس الكتائب يقول :” كنا رضينا لو اتى من يقول نحن نختلف على الرؤية لانقاذ لبنان من الواقع الحالي، او على السياسة الاقتصادية وطريقة تحقيق الحلم والمحافظة على الشباب وإنقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي او كيف يمكن ان نستعيد سيادته واستقلاله؟ لو كان هذا النقاش هو السائد اليوم لكنا انتظرنا ولو تطلب الأمر سنة، ولكن ان ننتظر ستة اشهر، وكل ما يتم تداوله هو تقاسم الحصص، كما لو كان الأمر يتعلق بصفقة عمل وليس مشاكل بلد ، فلا السلاح كان حاضراً، ولا رؤية مطروحة لإنقاذ الوضع الاقتصادي في وقت بلغت مديونية لبنان 85 ملياراً وعجزه السنوي تخطى السبعة مليارات، من اصل ناتج قومي يبلغ خمسين ملياراً . اي ان عجزنا يقارب ال 18% من الناتج القومي وهو اسوأ من عجز اليونان عندما انهار اقتصادها. فيما كل ما يفعلونه هو الجدال حيال وزير بالزائد ووزير بالناقص .

وسأل رئيس الكتائب :” من يبالي من سينال حصة أكبر في وقت يعيش نصف اللبنانيين في الفقر ، 35% من اللبنانيين عاطل عن العمل ،30% منهم من الشباب.

وسأل رئيس الكتائب ايضا :” لماذا نتعاطى السياسة ؟هل من اجل تحقيق انفسنا ام لبناء بلد ؟ ان مشكلة الكتائب مع النهج السياسي السائد البلد ، هو ان هذا النهج ليس مبنياً على اي مشروع سياسي للبلد، بل على المصالح الحزبية والشخصية. فالبلد لا يسير الا عندما يتفقون على تقاسم مقدراته ومواقعه الادارية والسياسية. ان الكتائب التي قدمت كل التضحيات لا يمكن ان تنسجم مع هذا النهج القائم الذي يفتقد الى رؤية سياسية ووطنية واقتصادية .نريد احزاباً تطرح المشاريع وتناقش وضع البلد وترفض ان يبقى البلد على ما هو عليه: نفايات في البحر، ولا كهرباء بعد 30 عاماً من انتهاء الحرب اللبنانية . نريد مشروعاً متكاملاً لبناء لبنان . لا يمكن لأي طرف ان يقول بعد تسلمه ملف الكهرباء لمدة عشر سنوات، انهم لا يسمحون لي بادارة الملف، فإذا لم تتمكن بعد كل هذه المدة من ادارة الملف، عليك ان تخرج وتحمّل الطرف الذي يعطلك المسؤولية.

وقال : ان موضوع سلاح حزب الله اصبح خارج التداول ولا أحد يأتي على ذكره بعد التسوية ، التي قبض ثمنها مواقع ومراكز ووزارات

وتابع رئيس الكتائب : صحيح ان مهمتنا صعبة، لكننا نراهن على الناس، وعلى قول الحقيقة، وكلمة الحق ومصارحة الناس بالواقع وطرح الأفكار والحلول من دون مساومة او مسايرة، حتى لو انزعج البعض، وسيبقى الحلم ان نتوحد ونضع يدنا بيد بعضنا البعض ، ليس على المحاصصة او المصالح او تبادل الحصص، بل على مشروع واحد لبناء لبنان، لأن الوحدة الحقيقية، هكذا تكون وتبقى وتصمد ولا يستطيع ان يكسرها أحد. فما يبنى على رؤية واحدة لمشروع وقضية لا يمكن لأي قوة ان تفرقه، أما ما يبنى على مصالح فسيزول عند اول مفترق طرق، وهذا ما نشهده اليوم.

وقال : ما نريده هو ان نعود يداً واحدة مثلما كنا قبل ال 2005 عندما كان لدينا قضية واحدة ولا شيء يفرقنا ، صحيح اننا كنا نتنافس ولكننا لم نكن نفترق، لأننا كنا نناضل الكتف على الكتف من اجل قضية واحدة للبنان واحد. وعندما اختلفنا في الرؤية والاستراتيجية لم يعد هناك ما يجمعنا.
إن اي اتفاق ليس مبنياً على رؤية استراتيجية للبنان لن يدوم .

وتوجه رئيس الحزب الى الكتائبيين قائلاً :” يجب ان نخرج من كل ما هو شخصاني ، فالمسؤول السياسي هو انسان ويخطىء، وبالتالي يحاسب. اذا اردنا بناء بلد فعلينا ان نحاسب انفسنا ونحاسب الآخرين، مثلما أفرض على نفسي ضوابط وأضع نفسي تحت المحاسبة وأطلب محاسبتي متى إبتعدت عن المبادىء التي نلتزم بها . عندما تحيد الكتائب عن خطها التاريخي وعن الحلم ببناء بلد حضاري ومتطور وتساوم على السيادة وتنخرط في الفساد أقول لكم اتركوا الكتائب .

اقول للجميع لا تتبعوا احداً ” على العمياني ” تابعوا وحاسبوا الجميع ليعرف المسؤول انه سيحاسب اذا اخطأ، والا فإنه سيستمر في العمل لمصلحته والتي لا تلتقي في اغلب الأوقات مع مصلحة البلد.

وأضاف :” البلد لا يبنى من تلقاء نفسه، وعلى الجميع ان يتحمل مسؤولياته داخل حزبه وخارجه ، في الانتخابات وصندوقة الاقتراع . لا اراهن سوى على المواطن اللبناني أكان مغترباً ام مقيماً ، لا أراهن على السلاح، لأنني لا املكه، ولا على الأموال التي لا نملكها ولا على دولة اجنبية تدعمنا . رهاننا على الشعب اللبناني ولا نريد رهاناً آخر .هناك من يقول ان لبنان
” فالج ما تعالج” واذا لم تكن تملك المال والسلاح والدعم الدولي، وإن كنت محقاً وتملك مشروعاً وتقوم بعملك بطريقة نظيفة، فلا فائدة لأن الشعب اللبناني يسير خلف مصالحه، هذا ما اسمعه يومياً، ولكنني سأبقى اعتبر هذا الكلام خطأ، وسأبقى على ايماني بالناس والشعب اللبناني الذي لا بد ان يأتي يوم ينتفض فيه على الواقع الذي يعيش فيه. أتمنى الا يأتي يوم ندفع فيه الثمن غالياً جداً .
وختم رئيس الكتائب كلامه بالتأكيد ان البلد الذي نحلم فيه سنبنيه مع الناس التي تشبهنا وعندما يؤمن اللبناني ” الآدمي ” بنفسه وينتفض على واقعه ويدرك أنه قادر على تغيير لبنان وجعله على صورته، عندها يمكننا ان نغير الواقع ونبني البلد.