خاص
الجمعة ٢٤ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 07:29

المصدر: صوت لبنان

قهوجي: تريث الحريري في تقديم استقالته انعكاس لجهود عربية ودولية

رأى المدير التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري رياض قهوجي ان استقالة الرئيس الحريري من الرياض شكلت صدمة كبيرة كانت اقرب الى الإيجابية منها الى السلبية ولفت الى ان تردداتها الإقليمية والدولية كانت كافية للتغطية على سوء الإخراج الذي اعتمد في المملكة لهذه الغاية معتبرا ان عودته عنها في بيروت عن هذه الإستقالة  شكلت عنوانا لتفاهمات اقليمية ودولية ترعى الإستقرار في لبنان.

وقال قهوجي أثناء مشاركته في حلقة “مانشيت المساء” من صوت لبنان ان للرئيس الحريري موقعا مميزا في المملكة فهو باللنسبة اليهم ولو كان يحمل الهوية السعودية فهو رئيس للحكومة اللبنانية ولم تتعرض الرياض او تخرج يوما عن مقتضيات “اتفاقية فيينا” التي توفر الحماية والحصانة الدبلوماسية الدولية لكبار المسؤولين في الحكومات والدول. وإلا كان عليها ان تسكت عما تعرضت له سفارتها في طهران التي احرقت واعتدي على طاقمها قبل فترة حيث اقامت الدنيا واقعدتها على كل المستويات الإقليمية والدولية. مشددا على انه لم يكن للرئيس الحريري اية علاقة بالتوقيفات التي تزامنت وزيارته الثانية الى الرياض لأن ذلك كان مجرد صدفة.

وقال قهوجي ان الرعاية الدولية والأوروبية تحديدا هي التي دفعت الى الإسراع في انهاء المحنة اللبنانية مرهونة بالمخاطر التي تقدرها اوروبا على انها دول معرضة قبل غيرها  لسيل من المخاطر في حال فقد لبنان امنه واستقراره. فهي اول من سيدفع ثمن انتقال الألوف من النازحين السوريين اليها من لبنان مدفوعين بالبحث عن الأمن والأمان.

ووصف قهوجي الحراك الدولي والإقليمي الذي خفف من مخاطر بيان ومقررات مؤتمر وزراء الخارجية العرب في الرياض الأحد الماضي مرده الى حجم الضغوط الدولية والعربية التي قادتها فرنسا والولايات المتحدة الأميركية لدى الرياض وطهران والتي بذلت لحماية لبنان وان على المسؤولين اللبنانيين فهم هذه الرسالة بوضوح. فهي رسالة تدعوهم الى تطبيق مبدأ النأي بالنفس قولا وفعلا، وان على بعض اللبنانيين الإنسحاب من ازمات المنطقة التي تورطوا فيها الى حدود غير مقبولة لافتا الى ان ذلك سيشكل ضمانا للإستقرار في لبنان ومزيدا من الرعاية الدولية.

وفي الملف الإقليمي اعتبر قهوجي ان استدعاء الرئيس السوري بشار الأسد الى سوتشي قبل ايام عشية القمة الروسية – الإيرانية – التركية وعدم مشاركته فيها يعني انه قد فقد التقرير في مستقبل سوريا نهائيا وان حرمانه من المشاركة في قمة تناقش دستور ومستقبل النظام في سوريا الجديدة يعني انه بات على طرف نقيض مع المعارضة السورية وانه يتساوى مع ممثليها في المؤتمر المزمع عقده تحت عنوان “مؤتمر شعوب سوريا” بالنسبة الى هذه الدول الحليفة له فكيف بالنسبة الى  المجتمع الدولي.