خاص
الجمعة ٢٦ كانون الثاني ٢٠١٨ - 07:13

المصدر: صوت لبنان

ملاعب: الخيارات العسكرية في سوريا ما زالت تتقدم على السياسية

رأى العميد المتقاعد  ناجي ملاعب ان التدخل التركي في الشمال السوري يشكل الخطوة الأولى لبداية فرز مناطق النفوذ في سوريا وهو ما يعيق المساعي المبذولة من اجل حلول سليمة ويؤجج الصراع العسكري بين القوى التي انخرطت مباشرة في الحرب السورية بدلا من وكلائها المحليين.

وقال ملاعب أثناء مشاركنه في برنامج “مانشيت المساء”: ان انطلاق العملية التركية في عفرين قبل ايام يؤكد ان جميع القوى الإقليمية والدولية تبحث عن موضع قدم على الأراضي السورية وهو ما يؤكده بقاء القوات الروسية في مناطق سيطرتها وحلفائها، بالإضافة الى تأكيدات وزير الخارجية الأميركية تيليرسون بأن بلاده لن تسحب قواتها بين سوريا وستبقى حيث تتمركز في الجنوب والشمال وعلى الحدود التركية – السورية.

ولفت ملاعب ان كل هذه المؤشرات تبعد الحلول السلمية عن الحلبة السورية وتعقد المساعي المبذولة في “آستانة” او في “جنيف” و”سوتشي” من اجل ولوج مرحلة الحلول السلمية بعدما تجاوزت الأحداث كل مشاريع تحديد الفترة الإنتقالية  بعدما ربط الأميركيون اي حل سياسي او سلمي بإنهاء وجود الرئيس الأسد في السلطة  وهو ما يعقد الأمور ويبعد كل الحلول المؤدية الى توسيع المناطق الآمنة.

ولفت ملاعب الى صعوبة ان يؤدي اي سؤال عن مصير مسلحي “داعش” الى اي نتيجة. وسأل اين هم؟ اليس هناك من موقوفين او معتقلين من قادتهم بعدما تباهى كثر بالقضاء عليهم؟ معتبرا ان اي جواب على هذه الأسئلة ما زال مستحيلا، فنهاية آلاف المقاتلين الغامضة تشي باشياء ما زالت تثير الكثير من التكهنات السلبية، وما تختزنه بعض المناطق التي يتسابق الجميع اليها من غموض. واضعا ادلب والرقة من بين المناطق التي ما زالت على طاولة المفاوضات ولن تستقر فيها الأوضاع. وان الإحتمالات التي تقود الى استمرار العمليات العسكرية فيها توحي بان اي تفاهم لم ينه بعد، الصراع المفتوح على أشكال جديدة من الحروب على الأراضي السورية المستمرة الى اجل غير مسمى.

وانتهى ملاعب الى التقليل من اهمية ان تؤدي اجتماعات “سوتشي” الى نتيجة ايجابية في هذه المرحلة التي ما زالت الخيارات العسكرية فيها تتقدم على السياسية منها. معتبرا ان دعوة لبنان وبعض الدول الى “مؤتمر شعوب سوريا” في سوتشي تشكل شكلا من اشكال السعي الروسي الى اعتراف هذه الدول بالدور الروسي الرائد في الأزمة السورية والمنطقة عشية الإنتخابات الروسية الرئاسية المقررة في الربيع المقبل.