الخميس ٣ كانون الثاني ٢٠١٩ - 12:27

المصدر: ليبانون فايلز

أركان التسوية مطوقون بطرح الكتائب “حكومة مصغرة”

بعد أكثر من سنتين على صفقة التسوية التي وزعت مناصب الدولة اللبنانية على معظم الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية على حساب الدستور اللبناني والسيادة الوطنية والمصالح الإقتصادية والإجتماعية للشعب اللبناني، لم يعد حزب الكتائب ورئيسه النائب سامي الجميل الوحيدين اللذين يعتبران هذه الصفقة حاجزا يحول دون الخروج من الأزمات الوطنية والمعيشية ودون التصدي لمشاكل الفساد المستشري في إدارات الدولة اللبنانية ومؤسساتها.
وعلى الرغم من الحملات الشعواء التي تعرض لها الجميل وحزبه، والإتهامات التي وجهت اليهما بالخروج عن “الإجماع الوطني” لأهداف “شعبوية لم ينجحا في ترجمتها خلال الإنتخابات النيابية الأخيرة”، فإن التطورات جاءت لتعطي الكتائب والنائب سامي الجميل الحق في مقاربتهما، لا سيما بعدما اصطدمت مساعي تشكيل حكومة ما بعد الإنتخابات بصراع الأحجام والمصالح والفيتوات المتبادلة.
ويجمع المراقبون على أن “التسوية” التي اعتبرها أصحابها مدخلا الى إعادة تشكيل السلطة في لبنان، والى إعادة إحياء عمل المؤسسات الدستورية، وإلى وضع المعالجات الإقتصادية على الطريق الصحيح، باتت هي المشكلة في ذاتها ومصدرا لكل العراقيل والمشاكل التي يعاني منها اللبنانيون.
ولم يعد حزب الكتائب والنائب سامي الجميل الوحيدين اللذين يعتبران أن “صفقة التسوية” فشلت في إيجاد الحلول المطلوبة لأزمات اللبنانيين. لا بل أن هذه المقاربة تلقت دفعا معنويا ووطنيا كبيرا بتبنيها من قبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي بات يجاهر منذ أسابيع بضرورة تشكيل حكومة مصغرة من أصحاب الإختصاص والكفاءات وفقا لما كان بادر الى طرحه النائب الجميل كمخرج للصراع على السلطة الذي كان من المفترض ان تحله الإنتخابات النيابية، فإذا بهذه الإنتخابات تزيد من حماوة الصراع نتيجة استبدال الديموقراطية القائمة على أكثرية تحكم وأقلية تعارض بموازين القوى الناجمة عن وهج السلاح الذي حل مكان النصوص الدستورية.
ومع التحركات الشعبية والنقابية التي تأخذ طريقها الى التصعيد احتجاجا على ما آلت اليه الأمور الإقتصادية والحياتية والمعيشية، بات طرح حكومة الإختصاصيين المصغرة أوسع انتشارا في أوساط الرأي العام اللبناني، حتى أن رموزا من المحسوبين على العهد كالنائب شامل روكز عضو كتلة “لبنان القوي” إنضم الى الطرح الكتائبي بدعوته الى حكومة مصغرة بعد اعترافه بفشل من أفرزتهم الإنتخابات النيابية الأخيرة في محاكاة تطلعات الشعب اللبناني وإيجاد الحلول المطلوبة لمشاكله.
ويخلص المراقبون في ضوء هذه الصورة السياسية – الشعبية الى التأكيد بأن تحالف أركان التسوية الذي سعى الى تطويق حزب الكتائب وعزله سياسيا مستفيدا من تحالفات آنية وظرفية قامت على مصالح سلطوية وصراع أحجام سرعان ما انهار بفعل الخلافات والمواجهات، بات اليوم هو المطوق بالطرح الكتائبي الذي يستقطب القيادات الروحية والسياسية والرأي العام اللبناني كخارطة طريق للخروج من الأزمة السياسية ووضع المشاكل الإقتصادية والإجتماعية على طريق الحل.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها