جورج يزبك

الثلاثاء ١٧ آذار ٢٠٢٠ - 10:13

المصدر: صوت لبنان

أريد الدولة…

عندما يتأخر الأستاذ يضجّ التلامذة، عندما يغيب الهر تحضر الفئران، عندما يفتقد الديك، لا تبيض الدجاجات، عندما تستقيل الدولة، تقوم الجماعات، وما الفرق اليوم بين دولة حاضرة بالإسم وغائبة بالفعل، وجماعة غائبة بالإسم وحاضرة بالفعل. أريد الدولة، دولة ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب، أقبل بها شرط أن تكون دولة وأن يكونوا رجال دولة ورجال هذه الدولة. كلكم، لا واحد من ثلاثة ولا اثنان من ثلاثة. هنا كلن يعني كلن. أنتم هنا بالآلية، بالديمقراطية، بالأكثرية. قلبي معكم لأنني مع دولتي قبل أن أكون في أي مكان، هكذا تعلمنا، واعترف بكم رئيس دولة ورؤساء سلطات، ويغيظني أن يخترع حزب اطلالات قبيل القرارات الاساسية التي كنت أنتظرها من الحكومة قبل لا بعد. كنت أنتظر أن تقرر الحكومة وينفذ الجميع، لا أن يسمح الأمين العام فتنفذ الحكومة، وكأنه يملي عليها الفرض، أو كأنه المسؤول عن الأرض.ليست صدفة أن يكون الأمين العام مرشداً والحكومة باش كاتب غالباً ما يخطىء بالاملاء، فيضطر الأستاذ الى ترشيد الكتابة والتنقيح والتصحيح وأحياناً التوبيخ.
صحيح أن الظرف يقتضي التضامن كما قال فخامة الرئيس. لكن استفيدوا من الوضع. فالشعب معكم فكونوا مع أنفسكم. أنتم تحملون الأرقام الثلاثة الأول في الدولة، فاستحقوها، إمّا شرّفوها أو حرروها. ليس مهماً من ارتكب منذ ثلاثين سنة الى اليوم. أنتم الثلاثة وغيركم كنتم موجودين بشكل أو بآخر، أنتم لبنانيون منذ أكثر من ستين، ثمانين سنة، وسياسيون منذ أكثر من ثلاثين سنة. أنتم وسواكم جزء من المشكلة المزمنة، فلا ترفضوا أن تكونوا الحل. كانت فرصتكم في ردع كورونا، فشرّعتم الأبواب للضيف الزائر. كانت فرصتكم في جدولة الدين بأدب، فخشيتم النظر الى صندوق النقد كي لا يحسبوا أن الهوى حيث تنظرون.
اعتقدت للحظة أن حكومة اختصاصيين لا تخشى السياسيين، فتبيّن أنها تخاف حتى من الحروف بدل أن تضع النقاط على الحروف. تخاف حرف الميم وتخشاه: مطار مرفأ معابر مقاومة، ولو اتخذ أخيراً القرار بعد خراب كورونا. بل صار كل شيء ميماً بسبب سلب القرار الحكومي: مشالحة لا مصافحة ولا مخالطة، منزل، لا مكتب، لا مدرسة، لا مجلس، ولا مؤسسة، والا مرض ومستشفى وموت محتوم. مرحبا مسؤولون.

 

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها