الأربعاء ٢ كانون الثاني ٢٠١٩ - 10:32

المصدر: ليبانون ديبايت

أفضل “هدية” يحملها 2019 للكتائب وسامي الجميّل

ما من “هدية سياسية” يمكن أن يحصل عليها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل مع مطلع العام 2019 أفضل من التظاهرات الشعبية والدعوات الصادرة عن هيئات اقتصادية ونقابية للتظاهر احتجاجا على ما آلت إليه الأوضاع السياسية والإقتصادية في لبنان.

 

 

فإذا كان العام 2018 قد ظلم الجميل سياسيا من خلال الإنتخابات التي فضل فيها الناخبون التصويت على قواعد العصبية والغرائزية الطائفية والحزبية بدل التصويت على قواعد التغيير الهادف الى الإصلاح السياسي والإداري والإقتصادي، فإن مطلع العام الجديد يحمل في طياته مؤشرات على أن الرأي العام اللبناني في طريقه الى إنصاف التصور الذي يعمل له رئيس الكتائب منذ توليه رئاسة الحزب قبل أكثر من ثلاث سنوات.

 

 

وفي حين يبدو أصحاب الكتل النيابية الكبيرة مربكين في ما يجب أن يقوموا به للحفاظ على “صورتهم” أمام الرأي العام اللبناني الغاضب من عجز اركان صفقة التسوية عن مجرد تشكيل حكومة على الرغم من مرور أكثر من سبعة أشهر على الإنتخابات النيابية الأخيرة، فإن تطور الأزمة السياسية والحكومية وما يرافقها من تفاقم للأزمات الاقتصادية والإجتماعية والمالية في ظل استفحال الفساد والرشوة وعجز الخزينة، يجعل النائب سامي الجميل في موقع المطمئن الى أن خياره كان صحيحا، والى أن مقاربته لم تكن “شعبوية” على ما سعى خصومه جاهدين الى الترويج له بغية النيل منه انتخابيا.

 

 

وفي رأي المتابعين، فإنه لن يكون متاحا للكتائب ورئيسها قلب الطاولة بالضربة القاضية بسرعة، ولكنهما سيكونان في موقع مراكمة عناصر التغيير لمصلحتهما، في وقت سيكون خصومهما في موقع الإستنزاف الشعبي المتواصل. فالمعركة لن تنتهي بالضربة القاضية، ولكنها معركة تجميع نقاط تبدو مؤشراتها لمصلحة حزب الكتائب والنائب سامي الجميل الذي أثبتت تطورات ما بعد الإنتخابات النيابية أنه كان على حق في مقارباته للمشاكل التي يعاني منها اللبنانيون وللحلول التي كان ينادي بها.

 

 

ويلفت المراقبون إلى أن سرعة انهيار صورة الفائزين في الإنتخابات شعبيا، تشكل حافزا للكتائب من أجل استنهاض نفسها والرأي العام، وتولي مسؤولية قيادة المعارضة الشعبية والسياسية والإعلامية من خلال استعادة زمام المبادرة، وإعادة تنظيم القوى والشخصيات المعارضة في أطر فاعلة لخوض المواجهات السكية المنتظرة مع أركان التسوية الذين فقدوا ثقة مؤيديهم بسرعة.

 

 

ويستند المراقبون في وجهة نظرهم هذه الى ما يصدر عن الفائزين في الإنتخابات، بمن فيهم أولئك المحسوبين على العهد، كالنائب شامل روكز الذي أقر بندم الناس على انتخاب النواب الفائزين بالأكثرية بقوله إن “ندم الناس على انتخابنا محقّ لأن كل ما انتظروه لم يحصلوا عليه وهم بحاجة لحقوقهم ولم يعد هناك ثقة بالدولة والمؤسسات”، ويعتبرون أن الكرة باتت في ملعب الكتائب ورئيسها لأن الناس في حاجة الى مشروع بديل بعدما اكتشفوا بسرعة خطأ خياراتهم لا بل عملية الغش التي تعرضوا لها من قبل من انتخبوهم.

 

 

ويخلص المراقبون الى القول: “في الديموقراطيات الحقيقية فشل الأكثرية المنتخبة في تشكيل الحكومة بعد سبعة أشهر من الإنتخابات النيابية يدفع الى حل المجلس النيابي وإجراء انتخابات نيابية جديدة. صحيح أن انتخابات جديدة غير مطروحة في لبنان، ولكن إعادة تركيب السلطة على قواعد الإعتراف بفشل صفقة التسوية التي ثبت حزب الكتائب والنائب سامي الجميل مع عدد من الشخصيات المستقلة على مواقفهم المعارضة لها باتت حاجة ملحة وأولوية لا تحتمل التأخير تحت طائلة المزيد من الأزمات وصولا الى مخاطر الانهيار السياسي والاقتصادي والمالي الشامل”.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها