أنطوان صفير

الجمعة ٣ كانون الثاني ٢٠٢٠ - 13:11

المصدر: صوت لبنان

أمانينا في جمهوريّة ٢٠٢٠

خَرجت سنة ٢٠١٩ من روزنامة الحاضر لتستوطن صفحات الأرشيف والتاريخ، 

بما تحمل من مآسٍ وَمن آمال وآلام قد وَلَّدت ثورة أهل لبنان التائقين الى جمهورية تشبههم، اذ حولوا الآلام الى آمال تائقين الى ممارسة سياسية تحت شعارات روحيّة الخدمة العامة…

ليس أقل. 

والأمنيات كثيرة،

طموحات الأجيال الجديدة بوطن يحبهم كما يحبونه،

بدولة تجسد فيها منطق السياسة المفتوحة تمثيلاً نظيفا للمواطنين عن حق،

وعملاً من أجل بناء مؤسسات متينة،

وتفعيلا للروحيّة المؤسساتيّة، بحيث تتراجع الزبائنيّة بعدما أكلت الأخضر واليابس،

وتترنح ثقافة الإفساد الممنهج، بعدما أصبحت منهج حياة عند البعض، 

وتسقط الولاءات الجانبيّة، والولاء الوحيد هو لأرز لبنان.

طموحاتنا هي عينها آمال الآباء الذين عانوا الحروب والفتن،

والأجداد الذين حوّلوا الأراضي الجرداء الى جنائن غنّاء، 

هذا لبنان الأخضر الذي بنوه ،

طموحاتنا هي إيمان المقاومين الشهداء والشاهدين على عدم الرضوخ لإحتلال او انتداب.

طموحاتنا في السنة ٢٠٢٠،

تتبلور في الصلوات التي تتمتمها الأمهات الثكالى، 

والزوجات الصابرات،

والبنات المؤمنات من كل دين،

على أمل ألا يهاجرالأبناء بعد او الأزواج والأباء.

وكفى هجرة فعليّة ، وتهجيراً قسرياً، وكأن الوطن أصبح بشكل حصري ملك عائلات العقود الأربع، مع ما إكتسبت من ممتلكات واكتنزت من خيرات…..

كلها كلها من المال العام، واستثمار النفوذ العام .

طموحنا في جمهوريّة ٢٠٢٠، 

أن تقوم حكومة تحمل الحلم الإقتصادي ويكون قابلا للتحقيق،

ولا ترتهن إلا لمنطق الأصلاح والمساءلة والمحاسبة والشفافيّة،

حيث القضاء يستقل بقراره ،

ويحررالإرادات،
ويكبِّل الإدوات، 

حيث المصارف تُفرج عن أموال جُنيت من عرق الجباه، 

حيث النظامين المصرفي والقضائي يستعيدان الأموال المحوّلة، والمسلوبة، والآتية من الديناميات غير المشروعة ، خارج كل مساءلة.

جمهوريّة ٢٠٢٠، 

هي التي تُعيد ثقة أهل لبنان بلبنانهم السائر على خطى الفلاسفة والمفكرين والمتنورين،
لا على غياهب دفن التاريخ وإستنساخ حاضر هش ، والإمعان في التحضير لمستقبل ساقط وكأنّ لا قيامة من بعده.

طموحنا في ٢٠٢٠، 

جمهوريّة تحترف حب المواطن والحفاظ على حقوقه من كل نوع، 

ولا تحتقر الضعفاء المهمشين، 

وكأنّهم قد أَضحوا عبيداً في جمهوريّات معلمي الأرض،

جمهوريات الضياع والتبعيّة والإستزلام والذل والهوان، 

بعدما عجزت الدولة عن تأمين أدنى الحقوق،

بعدما ساءت الأحوال، وأقتضى التصويب، 

لا بل التقويم ، لا بل الثورة من أجل لبنان آخرحلمنا به ولما نزل،

سقط من أجله من سقط ، وهاجر مرغماً من هاجر وقلبه هنا ، 

واستشرت فيه ثقافة لا تشبه أهله، 

وتمرّست فيه طبقة الساسة منذ 1991 ، على شعارات ومناهج ولوج السلطة دون عمل أو كد أو جهد أو إنجاز، ودون قراءة ولو كتاب واحد.

وكأننا أضحينا  في ساحة اللإنجازات واللامقترحات واللاأجوبة على اي سؤال.

في جمهورية تحدد مهلا كي يدفع المواطن رسوما وضرائبا ،

يعرف أنها  غير ذاهبة الى المنفعة العامة.

وأخيرا ، حلمنا كبير بارادة آتية من قوة نؤمن بها تستوطن السماء ، 

علينا أن نلاقيها بارادات أهل لبنان.

والحلم عند الشباب يصبح حقيقة ، 

والحقيقة كالشمس مهما حجبتها غيوم النفاق ، 

ستعود لتشرق من جديد زهكذا لبنان الجديد.

والسلام.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها