عباس الحلبي

الأثنين ٩ تشرين الثاني ٢٠٢٠ - 13:24

المصدر: صوت لبنان

أهميةُ العودة إلى المذكرة الصادرة عن اليونيسكو

لا تزال ردودُ الفعل مستمرة. والأدهى أنها لَم تقف عند حد التعبير السلمي على ما رأينا في نيس وليون وفيينا وكيبيك وسواها مِن المدن حوادث قتل وذبح لمدنيين يدفعون الثمن وكنائس ورجال دين.

إستَوقَفَني موقف البعثة البابوية لدى الأونيسكو بإعادةِ توزيع توصية صادرة عن هذه المنظمة العريقة العالمية التي تُعنَى بالثقافة والتربية والعلوم عَنَيتُ بها المذكرة الإيضاحية تحت عنوان “إحترام حرية التعبير وإحترام العقائد والقِيَم المقدسة والرسوم الدينية والثقافية”. 

وقد وَرَدَ فيها أنه لمّا كان نشر الرسوم أحدَثَ جرحاً عميقاً وشعوراً بالغضب إنتشرا على نطاقٍ واسع في أوساطِ المسلمين في العالم تجب العودة إلى ميثاق الأمم المتحدة والميثاق التأسيسي لليونيسكو وسواها من الصكوك الدولية التي تؤكد من جهة على إحترام حرية التعبير ومن جهةٍ ثانية إحترام العقائد والرموز الدينية وجعلهما مبدأين متلازمين لا ينفصمان من أجل العمل على مكافحة الجهل وعدم الفهم والتوصل إلى بناء السلام وإقامة الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان والشعوب.

من هنا يتبيَّن أن الأونيسكو العالمية قد ربطت حرية التعبير بإحترام العقائد والقيم الدينية والثقافية كما تدعو إلى أن يتخذ أي رد فعل شكلاً سلمياً وبناءَ.

إن معالجة خطورة الوضع الناجم عن النشر تتطلب حكمةً وهدوءاً بعيداً عَن أيّ عنف.

وبنفسِ الروحية جاءَ موقف المرجعيات الروحية الإسلامية اللبنانية.

آنَ الأوان لِوَضعِ حد لإراقةِ الدماء البريئة لأنَّ هذا لا يرضي رسول الله ولا يعوِّض ضرر النشر ويهدد أمن المجتمعات. فالمسلمون في أوروبا كثيرون منهم ذهبوا للإرتزاق وأوروبا أعطَت مواطنيها المسلمين الكثير من الكرامة التي حُرِموا منها في بلادهم الأصلية فليس هكذا تُكافأ المجتمعات المضيفة بأن تعيشَ حالات الذعر والخوف والقتل.

أهميةُ العودة إلى هذه المذكرة الصادرة عن اليونيسكو انها جاءَت بمبادرة من البعثة البابوية وهذه رمزية ذات دلالة بالغة في هذا الصراع.  

إننا في لبنان معنيون مباشرةً بِما يجري في العالم ذلك أنَّ مجتمعنا اللبناني المتنوّع دينياً وثقافياً وإجتماعياً قد عاشَ تجاربَ العيش المشترك بحلوِها ومرِّها وإنَّ ممارسة الحرية بوصفها قيمة إنسانية تستقر في الضمير الإنساني ويضمنها الدستور تحجم عن الإساءة إلى المعتقدات والمشاعر الدينية للآخر المواطن الإنسان كما ورد في بيان لجنة متابعة إعلان الأزهر اللبنانية. 

الله يهدّي البال

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها