أنطوان صفير

الجمعة ٢٢ أيار ٢٠٢٠ - 15:33

المصدر: صوت لبنان

أين الإنتفاضة؟

تمرّ الأيام ثقيلة على أهل لبنان،

ومثقلة بالهموم من كل نوع.

والحال هُوَ هُوَ:

عدمية سياسية، 

مبادرات عقيمة، 

كلام لا طائل منه،

أسعارٌ لا تعرف الكلل، 

ومواد أساسية بدأت بالنفاذ،

وسعر الصرف يرتفع ويأخذ معه وفي طريقته، 

أحلاماً وطموحات ومشاريع حياة…


والممكن أصبح مستحيلاً، 

والمليئ أضحى فارغ الوفاض، 

بعدما غابت سلطة الموديع عن وديعته….وهي حقه. 

والمحتاج أُغرق بكراتين الشحادة التي يُمن أصحاب المليارات …. ولا يستحون.

وكأنّ الكرامات ترتهن بحفنةٍ من المونة،

وذلك في زمن رديء سعياً لشراء الضمائر مرّة بعد مرّة…

وقد غاب عن بالهم…….أنّ سياسة التجويع للتركيع لن تجدي،

فقد ثارأهل لبنان في السابع عشر من تشرين،

وثورتهم لم تكمل،

ومن ثاروا بوجههم لم يرتدعوا،

ويستمرون في الخطأ والخطيئة.

والمؤسسات معطلة عن دورالرقابة والمحاسبة،

ولكن الشعب المُنتفض سيذهب بهم….

الى يوم الحساب….. والحساب عسير.

تحت سقف القوانين،

ولا نحتاج الى قوانين جديدة، ولا الى جهبذات في القوانين، 

بل الى تطبيق شفاف غير مُسيَّس هادف، 

لا يحده اي حد من حدود الطوائف والكارتيلات،

والمحميات والولاءات، 

والشركات والشراكات ، 

نساءل جميعاً عن الشعب الثائر،

بعدما كوته الحروب الوهمية بين جماعة “البزنس السياسي”،

من بالتكافل والتضامن نهبوا البلاد والعباد. 

وأرهقته الصفقات المعلومة والمستورة، 

وأذهلته صفاقة الحكّام غير الآبهين،

لا بل المُرتهنين لضمائر اليابسة وقلوبهم المتحجرة.

نتساءل عن توقيت الصرخة المُدوية والغضب الآتي!

وكفانا تأجيلاً للإنتفاضة الجارفة بحجة الخوف من الكورونا،

فالمسألة واضحة…

كورونا الجوع كوى القلوب، 

كما كورونا الفساد سرق الوطن وبدَّل صفحاته المُشرقة.

إستفق يا شعب لبنان….. 

وإلا إعتدت على الموت السريري ولن يكون فجر آخر.

والحق بالتعبير السلمي قد كفله الدستور وحفظته القوانين،

والتعدي على المتظاهرين السلميين 

بلغة عشوائية لا تشبه نظامنا الديمقراطي التعددي المتسامح أصبح مموجاً،
والسؤال دفاعاً عن ومن أجل من؟

الإنتفاضة أين هي؟ والى أين؟

إنها في قلوبنا…. نحن من يرفض إستمرار النفاق والنهب.

والى أين….. علها لن تتأخر لتقول كلمة لا كلمة حق مدوية ، 

تعيد تصويب الأمور تحت سقف الدستوروالقوانين، 

وإلا على لبنان السلام.
ولن يكون على لبنان السلام،  

بل سيكون للبنان السلام،

ونقول للعلى للعلم….

شرط أن يصرخ الشعب صرخة الحق …..وقد آن أوانها.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها