أنطوان صفير

الأحد ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٠ - 08:37

المصدر: صوت لبنان

إستقلال لبنان…إشتقنا اليك

يصادف يوم الأحد المقبل ذكرى الإستقلال،
وبعيدون نحن كل البعد عن الإحتفال والإحتفاء ،

بإستقلالٍ تحقق ولم ينجز!

وبسيادة رأت بعض السنوات… وبعضٌ لا بل كثُيرٌ منها عجاف.

أمّا اليوم فأضحينا في منطقٍ آخر، الخوف لم يعد على الإستقلال….

فقد مرّ الزمان عليه،

الخوف أصبح على الكِيان،

ذلك الذي أعلن في الأول من أيلول سنة 1920 ،
لبناناً كبيراً ، لا بالمساحة الجغرافية بل بفلسفة التلاقي والموالفة، 

وبالرسالة المنفتحة…… لا تتبع لشرقٍ أو لغرب،

بل تحيّدُ نفسها عن كل صراع لتكون وطناً بحد ذاته ، 

يشكل جسرالعبوربين الحضارات والثقافات والمناطق والمحيطات.

لن نتباكى على الإستقلال،

لأنّ الإستقلال قد عانى كما عانى أهل الإستقلال،

فالمسألة الأولى يوم وقعت النكبة سنة 1948،  

ثم النكسة سنة 1967 ، فإتفاقية القاهرة سنة 69،

فوصلنا الى مشاكل 73 والحرب المفتوحة على الكِيان منذ العام 75،

والتي لم تنته إلاّ يوما وصلنا الى الطائف….

هذا الطائف الذي رُكِبَ بشكلٍ أصبح غير قابل للتطبيق!

مع الوقت ومع تدخلات ومع الوصول الى رؤوسٍ للدولة !

ومع الوصول الى حالة فسادٍ وإفساد ،

ومع الوصول الى نقطة اللاوصول واللارجوع.

أي إستقلالٍ سنخبر أبنائنا عنه؟!!!

ذلك الذي لم يناضل من أجله ذاك أو ذاك ، 

بل خطاباتٌ فارغة أدّت الى إستقلالٍ لم يكن محققاً ولا منجزاً ،

إلا في بعض السنوات، 

يوم كان كبار في السلطة ككميل شمعون وفؤاد شهاب.

يوم كانت الأزمنة هي أزمنة الدستور والقوانين،

يوم كانت الحلول تحت سقف القضاء، 

والعدل والعدالة الإجتماعية والمؤسسات الموازنة.

لا يكون الإستقلال إستقلالاً بالكلام بل بالعمل والحق،

لا يكون الإستقلالُ والسيادة عن حق،

إلا يوم يكون الشعب سيداً في كرامته، 

لا شاحذاً على أبواب معلمي الأرض،

الذين نهبوا الثروات العامة والخاصة ولم يرف لهم جفن.

إستقلال لبنان إشتقنا اليك،

فالنظام البرلماني يترنح…

إذ ننتقل من حكومة وحدة وطنية تسمّى!  

الى حكومة تسمّى بإسم الوفاق الوطني!

ولا الوحدة تحققت…

ولا الوفاق قد تمّت المحافظة عليه،

بل إختزلنا عمل المجلس النيابي في مجلس الوزراء، 

فسقطت سلطة رقابة المجلس!!!!

وإختُصر البلد بخمسٍ أو ست من الأشخاص….. من يتولوا الأمرعندنا وعلينا.

نعم، 

إشتقنا الى الإستقلال يوم يكون الحكم لدولة القانون والمؤسسات ،

لا الحكم لهذا وذاك من معلمي الأرض على دولة القانون والمؤسسات ،

حيث ترنحت العدالة !!!

وأصبحت شبابنا منذ خمسنيات القرن الماضي وحتى الساعة برسم الهجرة المستمرة.

والخوف كل الخوف أن نكون اليوم أمام إعادةٍ لسيناريو 1914 ،

بحيث يترك أهل الوطن الأصليون بلادهم الى بلادٍ بعيدة !!!!!

ويأتي من لا يستحقون لبنان !

أو هم من الغرباء عن موطن الأرز!

إشتقنا الى الإستقلال ولكنه سارٍ في عروقنا،

في عروق الشهداء والشبان والشهود والشاهدين…

أنّ المستقبل سيكون مشرقاً ولو بعد حين

رغم أنّ الثمن سيكون غالياً…. نعرف تمام المعرفة، 

عسى أن نستحق الإستقلال للمرّة الأخيرة،

على أن نعرف أي نظامٍ نحترم،

وأي دستورٍ نقر،

وأي قوانين نصادق عليها ،

وأية أنظمة نخضع لها…

حيث يكون العدل أساس الملك….

وأساس الملك……. سيادةً وإستقلالًا وحريةً.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها