الأربعاء ١١ أيلول ٢٠١٩ - 08:25

المصدر: المدن

إسرائيل وصواريخ حزب الله: الحرب ستجلب خسائر هائلة للطرفين

أعلن الجيش الإسرائيلي في أواخر شهر أب الماضي، عن تسريع حزب الله وإيران لمشروع الصواريخ الدقيقة في لبنان، بعد ستة أعوام من الفشل. وعادت بعدها جولة جديدة من التهديدات والتصريحات المنسوبة لمسؤولين أميركيين عن خطورة الوضع، واحتمال لجوء الدولة العبرية لتنفيذ غارات جديدة على الأراضي اللبنانية، كنتيجة لكسر الخطوط الحمراء.

رفع السرية
تحدث خبراء ومحللون إسرائيليون خلال الأيام الماضية، عن رفع السرية حول المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بمصانع صواريخ حزب الله في لبنان، ونشر أسماء الخبراء الإيرانيين، وكذلك سجل تحركاتهم بين طهران ودمشق ولبنان على مدار السنوات القليلة الماضية. مشيرين إلى أن تل أبيب وصلت إلى قناعة بضرورة “تجريم” إيران والحزب بغض النظر عن التكلفة، وأن الكشف عن مشروع الصواريخ والوجود الإيراني في سوريا ولبنان، له الأولوية على أي جهود لحماية سرية المصادر والتقنيات المستخدمة لجمع المعلومات الاستخباراتية.

وفقاً للتقييمات الإسرائيلية الحالية، دمر سلاح الجو الإسرائيلي معظم شحنات الأسلحة من سوريا إلى لبنان حتى نهاية عام 2015. لذلك قررت إيران في عام 2016 نقل أجزاء من هذا المشروع إلى لبنان عبر ثلاثة طرق: المعابر الرسمية على الحدود السورية- اللبنانية؛ الرحلات المدنية إلى بيروت؛ السفن الآتية إلى ميناء بيروت. وبينما اتفق قادة الحزب العسكريين وقادة الحرس الثوري على البدء بالعمل التشغيلي بحلول أيلول 2018. تسببت عدة عوامل تقنية بتأخير المشروع، ما دفع الحزب إلى تسريع خططه قبل أسابيع.

أهداف محتملة للصواريخ الدقيقة
تعتمد إسرائيل على عدد قليل نسبياً من مواقع البنية التحتية. وتقع مدنها الأكثر اكتظاظاً بالسكان فضلاً عن جميع بنيتها التحتية الحيوية في منطقة يبلغ عرضها 20 كيلومتر وطولها من 80 إلى 100 كيلومتر. ولا يوجد فيها سوى 12 محطة كهرباء وثلاثة موانئ تجارية (حيفا وأشدود وإيلات) ومطار دولي رئيسي، هو مطار بن غوريون الدولي.

وفي حال استطاع الحزب تحسين دقة صواريخه سيكون قادراً على ضرب أهداف مهمة، نذكر منها:

– قاعدة بلماخيم: منشأة عسكرية وقاعدة جوية لطائرات الهليكوبتر وأسراب الطائرات من دون طيار، وميناء فضاء إسرائيلي، تقع بالقرب من مدينة ريشون لزيون.

– قاعدة تل نوف الجوية وسط إسرائيل.

– قاعدة نفاطيم الجوية: تقع في بئر السبع. وتضم خمسة أسراب من المقاتلات، بما في ذلك من طراز F35 الحديثة.

– قاعدة حتسور الجوية: تبعد عن قطاع غزة قرابة 35 كيلومتراً، تضم القاعدة في جنباتها سرب 101 “المقاتل الأول”، وسرب 105 “العقرب”، ويحتوي على مقاتلات F16 ثنائية المقعد، وقد شارك هذا السرب في حرب تموز 2006.

– مصفاة نفط حيفا.

– مفاعل ديمونا.

– قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب.

أوامر عسكرية صارمة
يشرح مصدر عسكري إسرائيلي لموقع “مونيتور” الأميركي، مدى الغضب السائد بين القيادات العليا في تل أبيب، ويكشف عن تحليق مقاتلات إسرائيلية قبالة الساحل اللبناني محملة بصواريخ وقنابل، بعد استهداف حزب الله لمركبة عسكرية إسرائيلية في مستوطنة أفيفيم.

تلقت المقاتلات، حسب المصدر، أوامر بإطلاق صواريخها على أهداف مرتبطة بمشروع الصواريخ الدقيقة المنتشر في جميع أنحاء لبنان، إذا تصاعدت وتيرة العنف. ويُعتقد أنه كان من المفترض أن يكون أحد الأهداف المصنع نفسه الذي كشفت إسرائيل عن وجوده بعد 48 ساعة من عملية أفيفيم، في بلدة النبي شيت البقاعية.

إزالة خطوط التصنيع
يضيف المصدر في حديثه مع الموقع الأميركي أن التموضع الإيراني في سوريا تراجع الآن إلى المكان الثاني في سلم الأولويات، وأضاف “ينبغي أن يعلم أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، أن إسرائيل ستفعل كل شيء من أجل منعه من تحسين دقة الصواريخ والقذائف الصاروخية التي بحوزته، وعندما أقول كل شيء، فإن هذا يشمل كل شيء”.

بدوره، عبر مصدر أمني إسرائيلي للموقع، عن استعداد إسرائيل لشن حرب ثالثة في لبنان لمنع المشروع. مشيراً أنه بمجرد الكشف عن وجود المصنع في النبي شيت، بدأ الحزب في إزالة خطوط التصنيع والمكونات المهمة من الموقع بأسرع ما يمكن. لافتاً أن التقييم الحالي في إسرائيل هو أن الحزب سوف ينشر الآن قدراته التصنيعية بين مختلف المراكز السكانية، ولا سيما بيروت، وذلك للحد من مخاطر أي هجوم إسرائيلي.

تخوفات
على صعيدٍ متصل، رأت صحيفة “واشنطن تايمز” الأميركية، أن مشروع الصواريخ الدقيقة سيمكن الحزب، من تدمير المباني الحكومية الإسرائيلية الرئيسية، وإلحاق خسائر كبيرة في الاحتياطيات النفطية، وتعطيل القوات الجوية الإسرائيلية.

وأشارت الصحيفة إلى أن السؤال الرئيسي المطروح في الإدارة الأميركية اليوم، هو ما إذا كانت إيران تؤمن أن حرباً جديدة بين إسرائيل وحزب الله تصب في مصلحتها. وسط تخوفات من أن تتسبب الأوضاع الداخلية الإيرانية بحرب في الإقليم قبل نهاية هذا العام.

اختراق القبة الحديدية
عبّر حزب الله مراراً وتكراراً عن تفاخره بقدرة صواريخه بعيدة المدى على ضرب تل أبيب. وحسب الصحيفة الأميركية، يمكن لبعض صواريخه اختراق دفاعات “القبة الحديدية”، خصوصاً إذا كان إطلاقها منسقاً مع إطلاق جماعي للصواريخ الدقيقة التي تم تصنيعها حديثاً. بالتالي، أي جولة حرب جديدة ستلحق بالجانبين خسائر هائلة.

المشكلة الأكبر للإسرائيليين، تأتي، وفق الصحيفة، من حقيقة أن الحزب يختبئ وينقل أسلحته في المنازل والمدارس والمساجد المدنية. ورغم الكفاءة التي تتمتع بها أجهزة المخابرات الإسرائيلية، فإنها لا تستطيع بشكل موثوق تحديد عدد كافٍ من المواقع لجعل الضربات الوقائية فعالة بما يكفي لمنع الإطلاق الصاروخي المكثف من لبنان.

تقديم المواجهة مع حزب الله
تزامنت التسريبات الإسرائيلية مع دعوة عدد من القادة البارزين لعدم التسامح مع الحزب، إذ اعتبر رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، عاموس غلبواع، في حديثٍ مع صحيفة “معاريف”، أن على إسرائيل تقديم المواجهة مع الحزب، بسبب مشروع تحسين دقة الصواريخ، على المواجهة مع حماس في قطاع غزة، مضيفاً “لقد وصلنا الآن إلى وضع تقضي فيه الضرورة الأمنية العليا بمنع تزايد قوة حزب الله، من خلال إنتاج منظم لصواريخ دقيقة”.

من جهته، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند، لصحيفة “يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل لا يمكنها تحمل وضع يكون فيه بحوزة حزب الله مئات أو آلاف الصواريخ الدقيقة. وأنه يتعين على المجلس الوزاري المصغر الحالي أو ذلك الذي سيتشكل بعد الانتخابات، أن يتخذ قراراً بشأن الوضع الحالي.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها