صلاح سلام

الخميس ٣ تشرين الأول ٢٠١٩ - 12:31

المصدر: صوت لبنان

إلغاء لقاء القنطاري وخلافات أهل السلطة!

إلغاء لقاء الوزير جبران باسيل مع كوادر تيار المستقبل في مركزه الرئيسي في القنطاري، نتيجة طبيعية لموقف باسيل وتياره المتجاهل للحملات الحاقدة التي يشنها نائبه زياد الأسود على الرئيس الشهيد رفيق الحريري تارة، وعلى رئيس الحكومة سعد الحريري تارات أخرى.

 الإرباك الذي يحيط بمواقع القرار الرسمي يكشف حجم التباينات والخلافات الواقعة بين أطراف السلطة، والتراشق بالمسؤولية حول التدهور المالي والنقدي الحالي، والذي ظهرت بعض مشاهده الميدانية في تظاهرات الأحد، وما تبعها من حركات قطع طرقات متنقلة بين المناطق، ردد المتظاهرون خلالها هتافات ضد مسؤولين كبار في الدولة.

 هذه الخلافات التي سرعان ما تحولت إلى حملات بين جماعات الحكم، بعضها علني ومباشر، وأشدها إيلاماً ما كان غير مباشر و«مجهول المصدر»، تفاقمت في الأيام الأخيرة لعدم وجود برنامج واضح ومتفق عليه للخروج من المأزق المالي الحالي، فضلاً عن غياب الخطط الإصلاحية اللازمة لتلبية شروط مؤتمر سيدر.

 فجأة أصبح حاكم البنك المركزي في دائرة الإستهداف، وكانت السهام قد وجهت إلى وزير المالية، وتحميلهما مسؤولية أزمة الدولار الأخيرة، بمعزل عن العجز المستمر في الكهرباء والبالغ مليارين ومئتي مليون دولار سنوياً، ودون الأخذ بعين الإعتبار إبقاء مزاريب الهدر والسمسرات مفتوحة على مصراعيها، سواء في ملف النفايات، أم في مشاريع الإلتزامات في البنية التحتية، أو التواطؤ المخجل في عدم تحصيل حقوق الدولة من الأملاك البحرية.

 في ظل هذه الأجواء الخلافية المهيمنة على علاقات أهل الحكم، من الصعب التكهن بإمكانية الخروج القريب من دوامة الأزمات الراهنة، والذي يتطلب توفر الحد الأقصى من التعاون والإنسجام بين أطراف السلطة، لإتخاذ القرارات الصعبة وغير الشعبية لتحقيق الإصلاحات الجذرية المطلوبة… هذا في حال توفر النوايا الجدية في الإصلاح لدى المراجع الرسمية المعنية!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها