الجمعة ٢٧ أيلول ٢٠١٩ - 19:02

المصدر: Arab Economic News

إيطاليا-لبنان: تجربة ضبط الاثر البيئي للطاقة

مرة جديدة، تؤكد إيطاليا إلتزامها بالوقوف الى جانب لبنان رغم محنته الحالية، انطلاقا من إقتناعها بمستقبل أفضل يمكن صنعه من خلال التعاون الثنائي ما بين البلدين، وخصوصا في قطاعات واعدة، وفي مقدمها قطاع الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة للحد من الآثار البيئية التي تخلفها.

مرة جديدة، ترجمت إيطاليا قناعاتها تلك بالمشاركة في “منتدى بيروت الدولي للطاقة”، حيث كانت البلد الأجنبي الوحيد الذي يشارك بحضور 14 شركة إيطالية تشكل اتحاد الجمعيات الايطالية الـ14 للصناعات الميكانيكية (انيما) التي تعمل بتنسيق وثيق مع وزارة الاقتصاد الإيطالية والوكالة الايطالية للتجارة ITA.

مديرة الوكالة الايطالية للتجارة فرانشيسكا زادرو تحدثت الى موقع Arab Economic News عن اهتمام الشركات الإيطالية بالاستثمار في لبنان في هذه المرحلة الحساسة اقتصاديا وماليا، فاكدت ان لدى إيطاليا تفهما عميقا للأوضاع الراهنة، “اذ وبمعزل عن مقررات مؤتمر “سيدر”، ندرك ان الوضع الاقتصادي في لبنان ليس جيدا، لكنه كذلك أيضا في عدد من الدول. لكن قطاع الطاقة اللبناني واعد، ولدينا إشارات تؤكد على جدية الحكومة في الاهتمام بهذا القطاع والإفادة من منافعه الاقتصادية”.

وأشارت الى ان المشاريع الطاقوية التي تهتم بها ايطاليا هي مشاريع الطاقة المتجددة “التي نعتقد بشدة انها تساعد في  تطور الحياة وتخفض من انبعاثات الغاز على غرار ما اعتمدته الدول الأوروبية. ورأت ان حاجات لبنان لتفعيل هذا القطاع ليست كثيرة، “فلبنان ليس في حاجة الى ان يشتري طاقة متجددة، فهو لديه الشمس والهواء والمياه. وهذه ثروة للطاقة، لذا، تعتقد الشركات الإيطالية ان هناك فاعلية قصوى وحاجة للإفادة من هذا القطاع غير المطوّر”، مشيرة الى ان نسبة 50% من صادرات إيطاليا في خدمات الطاقة المتجددة تذهب الى أوروبا، فيما تقتصر حصة الشرق الأوسط بما فيه لبنان، على نسبة 3.3% فقط، وهذا ما يؤكد الحاجة الى تطوير هذا القطاع في لبنان والشرق الأوسط. هذا ما تهتم به شركاتنا الإيطالية، وهذا ما تتطلع اليه”.

ترغب إيطاليا في بيع لبنان الخدمات والتقنيات المتقدمة والمنتجات المتعلقة بالطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة والمباني الخضراء. لكن بأي أسعار؟

تجيب زادرو “نتكلم عن منتجات إيطالية وحلول بجودة عالية جدا وتنافسية، لكن لا يمكن مقارنتها بعدد من الحلول المشابهة التي هي ليست بمستوى الجودة عينه. لذا، علينا التنبه حين نتكلم عن الأسعار التي تحددها الكلفة. من هنا، لا نستطيع مقارنة المنتجات الإيطالية والخدمات ذات الجودة الرفيعة التي نسعى للمحافظة عليها، بخدمات وحلول أوروبية لا تتمتع بالمواصفات عينها”.

وتشير الى ان مستوى الجودة هو أساسي بالنسبة الى إيطاليا، “لكن تستطيع الشركات اللبنانية من الإفادة من سلة تسهيلات وحوافز، ومنها خط الائتمان المصرفي الذي تمنحه وزارة البيئة الإيطالية بقيمة 5 ملايين يورو، وهي مخصصة للشركات اللبنانية من اجل الاستثمار في الخدمات الإيطالية”. وأوضحت ان خط الائتمان هذا هو بالتعاون مع مصرف لبنان، مشيرة الى ان هناك آليات أخرى تحفز المستهلكين على شراء بعض التقنيات لفاعلية الطاقة، ومنها نظام Heat Pops الذي هو حل فاعل لحفظ الطاقة، و30% من تقنيات تلك العلامات brands هي من صنع إيطالي”. وتقول “نسعى الى مساعدة لبنان ليمتلك جودة عالية، ولا نريد فقط بيعه منتجاتنا”..

بالنسبة الى تواجد الشركات الإيطالية ومشاركتها كدولة أجنبية وحيدة في هذا المؤتمر المتخصص، توضح زادرو ان المشاركة تهدف الى إقامة شراكات مع شركات تورد الخدمات والمنتجات وامتدت اعمالها الى مختلف القارات، وتغطي سلسلة مترابطة من الخدمات في مجال الطاقة المتجددة”.

لا شك في أن ايطاليا تسعى الى نقل تجربتها في هذا المجال، اذ توصلت الى ان يكون 39% من استعمالها للطاقة من الطاقة المتجددة، وتأمل في أن يحذو لبنان حذوها. فـ”ايطاليا تنظر الى لبنان كبلد مجاور تود ان تستخدم فيه التقنيات عينها التي اعتمدتها هي للحد من الاثر البيئي للطاقة”، وفق ما أكدته ممثلة السفير الإيطالي في لبنان ماسيمو ماروتي، المستشارة في السفارة روبرتا دي ليتشي خلال ندوة خصصتها للتعريف بالشركات الايطالية المشاركة في “منتدى بيروت الدولي للطاقة” الذي انعقد قبل يومين.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها