عباس الحلبي

الثلاثاء ٤ آب ٢٠٢٠ - 12:02

المصدر: صوت لبنان

الإنجاز الوحيد للحكومة هو إعلان إفلاس البلد

تبقى مناشدات اللبنانيين والعالم حولنا للمسؤولين دون صدى، وتتوالى الدعوات بمناسبة الأضحى مِن قِبَل المسؤولين الدينيين الذين يرفعون صوت مطالبتهم بدعوة المسؤولين لِتَحَمّل مسؤولياتهم دون جدوى، وكأن الصمم ضربهم والعمى أصابَهم فلا يرون ولا يسمعون والبلد يتابع مسيرة الإنهيار حتى انه لَم يبلغ بعد القعر الذي يجعلنا نطمئن إلى أن السقوط قد توقَّف. 

ما هم هؤلاء المسؤولين غير المسؤولين الذين خربوا القطاعات كلها فَلَم يعد قطاع يعمل بشكل طبيعي حتى الممرضين والممرضات فهم يدعون إلى التوقف عن العمل لإسماع صوتهم بتحصيل حقوقهم ونحن في أوج الأزمة الصحية المتأتية من الوباء وفي عزّ الحاجة إلى خدماتهم ولا حتى أصحاب المولدات الذين ينذرون بالتوقف عن مدّ الناس بالتيار الكهربائي لِعَدَمِ توفّر المازوت الذي يُسرَق من أمام أعين الناس ويتم تهريبه في وضح النهار وقد سبَقَ الإنهيار فأصابَ المصارف والمدارس والجامعات والمستشفيات والمطاعم واللائحة لا تنتهي. ثم يطل علينا الخطر من مواجهة محتملة في الجنوب والناس لا تعرف مَن يحكم هذا البلد في ظل غياب تام من الحكومة الغائبة عن الوعي هي ورئيسها على غير هدى في مواجهة بين محور إقليمي ينطق بإسمه سفير إيران فنعرف منه توجّه الأمور بينما الحكم غائب نائم يغط في اللا مسؤولية وإنعدام الشعور الوطني والكرامة الوطنية. 

بِمقارنة بسيطة بين الصيف الماضي وهذا الصيف تبدو الصورة جلية إلى أين آلَت أمور الناس فكان صيف 2019 عابقاً بالمناسبات والمهرجانات والحفلات وإن لا تخلو من  مصاعب بينما أطلَّت هذه السنة مكللة بالبوم المشؤوم الصادح على البيوت والساحات ينعق بالموت تحت مسميات مختلفة. 

لعلَّ “الإنجاز” الوحيد الذي يستأهل الذكر لهذه الحكومة هو إعلان إفلاس البلد وهو القرار الذي أودى بنا إلى جحيم الحياة دون تقدير لنتائجه الكارثية. 

اما وانها إتخذت هذا القرار بغير مسؤولية فإنها إرتكبت جريمة بحق الإئتمان اللبناني الذي أَفقَدَ لبنان الثقة فجاءَت التصنيفات من الوكالات العالمية لِتجعل من هذا البلد غير قابل لأي إستثمار فردياً كان ام من أية مؤسسة دولية أو حتى من دولة صديقة. إن بقي لنا من أصدقاء.

هذا ما أتانا به هذا العهد الزاهر الذي لَم يرَ لبنان مثله في تاريخ المئة عام والذي بفضله سنحتفل بالمئوية على العتمة وهذا إنجاز آخر له.  

أَفَلا يبقى هناك من أمل؟ لعلَّ الأضحى وسائر المناسبات الدينية الجامعة تعطي نفحة أمل ورجاء خصوصاً بعدما تكاثر مؤيدو طرح البطريرك الذي يبقى إحدى وسائل الخلاص لإنقاذ ما تبقى من لبنان ومن إمكانية إستمرار شعبه. 

كل أضحى وأنتم بألف خير.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها