الثلاثاء ١١ شباط ٢٠٢٠ - 12:35

المصدر: النهار

“الاشتراكيّ”، “القوّات”، “المستقبل” تؤمّن النصاب: شكرًا

سيذكر التاريخ أنّ القوى السياسيّة التي تؤمّن نصاب جلسة مجلس النوّاب اليوم الثلثاء 11 شباط 2020 هي “حزب القوّات اللبنانيّة”، “الحزب التقدّميّ الاشتراكي”، وتيّار “المستقبل”.

كلّ “الأسباب الموجبة” للنزول إلى الجلسة، كلّ التبريرات والذرائع، متوافرة، ولا لزوم لتكرارها.

ومنها، أنّ القوى المذكورة ستشارك في الجلسة، وتؤمّن النصاب، لأنّ دورها يكمن في المراقبة والتشريع.

لكنّها ستحجب الثقة.

بعد شو؟

بعد أنْ تؤمّن النصاب!

هذه “الأسباب الموجبة”، هذه التبريرات والذرائع مرفوضة. وهي، وإنْ أقنعت أصحابها – وهذا موضع شكٍّ عظيم – لن تقنع عاقلًا حرًّا منتفضًا ثائرًا على الطبقة السياسيّة الحاكمة.

“رِجلٌ في البور، رِجلٌ في الفلاحة”، هذه سياسةٌ مريضةٌ، إذا كان مقبولةً في الظروف الوطنيّة العاديّة، فإنّها ليست مقبولةً البتّة في ظروفٍ كالظروف التي تمرّ بها الجمهوريّة اللبنانيّة. الآن. اليوم تحديدًا.

هذا عيبٌ. بل أكثر. بل أكثر. بل أكثر.

في الامتحان يُكرَم المرء أو يُهان.

لا أعتقد أنّ امتحانًا وطنيًّا كهذا الامتحان، يمرّ من خرم إبرته الكثيرون من اهل الطبقة السياسيّة.

قلائل هم الذين يمكنهم أنْ يعبروا الخرم، ويرفعوا رؤوسهم عاليًا، بعد خروجهم إلى الشمس.

هؤلاء المشاركون في جلسة تأمين النصاب اليوم، المذكورون أعلاه، هم أحرارٌ في أنْ يتّخذوا الموقف السياسيّ الذي يرونه مناسبًا، لمواجهة استحقاق الثقة.

يصطفلوا.

كلٌّ يحسب حسابًا لِما بعد. لِما بعد هذه الجلسة. ولِما بعد هذه الحكومة من استحقاقاتٍ وصفقات. وهلمّ.

لكنّ الأحرار الحقيقيّين لا يمكنهم أنْ يضعوا في مثل هذا اليوم رِجلًا في البور، ورِجلًا في الفلاحة.

التاريخ يحسب حسابًا للكلّ. وسيحاسب الكلّ.

سيتأمّن نصاب جلسة الثقة بنوّابٍ من “الحزب التقدّميّ الاشتراكيّ”، و”حزب القوّات اللبنانيّة”، تيار “المستقبل”.

شكرًا لهؤلاء!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها