جورج يزبك

الثلاثاء ٢٨ كانون الثاني ٢٠٢٠ - 13:28

المصدر: صوت لبنان

الثورة خلخلت مسمارهم

متى ينتهي دور العرّافين والمنجمين والقابضين على السياسة ومن السياسة.
متى ينتهي زمن الأرانب والأكمام والسحر السياسي.
متى ينتهي مفعول الهندسات الفوقية وتأليفِ برلماناتِ وحكومات وموازنات الprepaid
وقرارات مجلس الوزراء المسبقة الدفع سلفاً، المعلبّة في غرف مغلقة لا يحضر اجتماعاتها الا أربعة أو خمسة من كبار البلد في الدولة، بل يبلغّون قراراتهم هاتفياً مع سبق الإصرار على أنها نافذة على أصلها.
يبدو حتى الآن أن الثورة أخافت أهل السياسة من دون أن ترّجفهم قصباً. هزّت بدنهم من دون أن تهزّ كيانهم. خلخلت مسمارهم من دون أن تنزعه من أساسه.
لكن على الأقل أنه في المئة يوم الأولى، صار يحسب لها حساب. خافوا منها فأقاموا الجدران ليحتموا وراءها، ويشرّعوا ويقرّوا موازنة ويمنحوا ثقة دون أن تراهم الثورة ولا هم يسمعون هديرها.
صار رئيس الجمهورية يدعوهم الى فنجان قهوة، ورئيس المجلس يسأل خاطرهم، ورئيس الحكومة المنصرف يستقيل لأجلهم، والرئيس الباحث عن ثقة مريحة يغازلهم، وصار المسافر حريصاً على مال الدولة، فيطير على حسابه أو على حساب غيره، لكن ليس من المال العام. الثورة نجحت نظرياً، والسلطةتحاول تفشيلها عملياً.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها