الخميس ٢٨ شباط ٢٠١٩ - 11:59

المصدر: الجمهورية

الجميّل: الجمهوريّة المثال

في زمن تجتاز “الجمهورية اللبنانية” أصعب مراحلها وأدقها، تسعى “الجمهورية” لأن تكون نموذجاً يعبّر عن ديموقراطية تفتقد إليها الحياة السياسية اللبنانية، وصوت سيادة يحاول اللبنانيون استردادها، وصورة استقامة خسرتها الإدارة اللبنانية، ودعوة شفافية باتت إسماً على غير مسمّى، ورسالة تعددية تقضي عليها الأحاديات والثنائيات الطائفية والمذهبية، ورؤية مستقبلية لشعب بعضه غارق في تاريخه، وبعضه الآخر يعيث في حاضره تدميراً بما يقضي على مستقبله ومستقبل أولاده، وأملاً في الخروج من مستنقعات الفساد والغوغائية، ونداء يومياً للتمسّك بحبال الأمل الهارب في دهاليز المصالح الفئوية والأنانيات الشخصية، ومشروع إنقاذ يحتاجه اللبنانيون اليوم أكثر من أي يوم مضى، ومنبر حوار ضاع في صخب التفرد، وبوصلة تصحح الإنحرافات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، ومنارة تهدي من لا يزال يسعى لهداية.

وفي زمن تشتت الشعب اللبناني فئات متناحرة الى حدود التصارع، متخاصمة الى حدود التقاتل، متناقضة الى حدود التفرق، تحافظ أسرة “الجمهورية” على تنوّع ضمن الوحدة، وتعددية في تحقيق الهدف الواحد، وعلى مسؤولية يقدّرها قراؤها في مقاربة المشاكل والحلول، وعلى وعي وطني يفتقده أهل القرار والمسؤولية، وعلى “مقاومة” فكرية وثقافية وحضارية طالما طبعت لبنان وشعبه على مدى التاريخ.

وفي زمن يسجّل القادة والمسؤولون الفشل تلو الفشل في إدارة الدولة والمؤسسات والسير بها نحو الاستقرار والاستمرارية، تقدّم “الجمهورية” إدارة قادرة، نجحت في مواجهة الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالإعلام كما بالمجتمع ومؤسساته الإنتاجية، وفي قيادة الصحيفة الى بر الأمان وسط عاصفة اقتصادية ومالية هوجاء قضت على المئات من المؤسسات اللبنانية الرائدة.

وفي عيد “الجمهورية” الثامن، تحية الى دولة الرئيس الصديق الياس المر، صاحب “الجمهورية”، المتطلّع الى التجديد في مواجهة الصعوبات… تمنياتي القلبية له ولفريق عمله ولـ”الجمهورية” بسنين طويلة مقبلة من النجاح!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها