أنطوان صفير

السبت ١ آب ٢٠٢٠ - 10:19

المصدر: صوت لبنان

الجيش حارس التعددية وإلاَّ..

فقد حلَّ الأول من آب عيد الجيش اللبناني، 

رمز العزّة والكرامة،

ولأبنائه منا كل التحية، 

وهم حماة العلم في كل الأزمنة …. 

وحاملو الآمال نحو دولة حق وسيادة، 

بتنا نشتاق اليها شوق الظمآن الى الماء.

وهذا الجيش المقدام برجاله الأشداء، 

قد حقق ما حقق،

وقد تفوّق على جيوش مدججة بالتقنيات العالية.

ولكن المسألة الخطرة تكمن في سؤالين – تساؤلين…

أولى التساؤلات :

هل من المسموح أن لا يعطى الجيش كل إحتياجاته وخصوصاً الطعام والكساء؟!

هل من المسموح أن تُسرق الأموال العامة والخاصة…. 

ويصبح راتب العسكري يوازي المئتي دولار في الشهر؟ 

هؤلاء الذين يقدمون أرواحهم على أكفهم من أجل لبنان،

هل تلطّف أحد من جهابذة الخطابات والبزنس السياسي بالسؤال عنهم؟

وعن أحوالهم ومستقبلهم وعائلاتهم؟

ولا غرابة، 

فطبقة البزنس السياسي النهمة التي أجهزت على كل شيء،

أكلت الأخضر واليابس وما بينهما، 

وقضمت معاشات العسكر والناس ومأكلهم،

ولا يرف لها جفن أو يتحرك ضمير. 

والأنكى الخطابات التافهة الساقطة، 

والكلام المنمق عن الجيش وبطولاته، 

أمّا الأفعال فلا حاجة للتوقف عندها.

أمّا التساؤل الثاني :

فهو في إستمرار أهل السلطات عندنا على محاولاتهم، 

تحويل الجيش الى قوة حماية للنظام البائد، 

وبعض أقطابه في مقراتهم وبيوتهم المحصنّة خوفا من الناس،

وهذا إرتكاب خطير بحق الوطن والشعب والتاريخ.

نعم، الجيش لحفظ الأمن…

ولكنه لن يكون لقمع الحق بالحياة،

او لضرب أصوات شبابية تنادي بالحرية ،

اولإسكات وجع من يتوجعون من العوز، 

ومن يتوقون الى دولة حق وسيادة، 

هي حلم الجيش قائداً وضباطاً ورتباءً وأفراد.

نعم، حصلت بعض الإنتهاكات التي تنبهت اليها القيادة العسكرية،

واتخذت بشأنها ما يلزم من اجراءات. 

ونافل القول، أنّ الجيش لن يكون إلا حارس التعددية في لبنان ، 

والحوار البناء،

ورفض الباطل، 

ورائد مكافحة الفساد فعلاً وثقافة ومسار حياة.

هكذا كان قائده الأول فؤاد شهاب ،

وهكذا يسير القائد الحالي ،

وكل من يتوقون الى الجيش ويحبونه ويأملون فيه ومعه. 

فحذار…… 

محاولات السياسيين البائدين إستعماله في مشاريعهم الإفلاسية.

لم تبق لنا إلا هذه المؤسسة ـــ فكرموها.

لم يبق لنا ولن يبقى إلا هذه المؤسسات الأمنية التي يُشهد لها…..

فكفى زجّها في صراعات السلطة مع أهلها.

يبقى الجيش هو حارس الديمقراطية وهو كذلك، 

ولن يكون الا الى جانب وجع الإنسان التائق الى الدولة العادلة،

التي لا مفر منها ،

والتي لم يبق منها شيئ حتى اليوم رغم الخطابات السخية السخيفة. 

ولكن اطمئنوا….. مع الجيش فجر لبنان آت …..

وجيشه طليعة الفجرالآتي.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها