الأثنين ٦ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 07:19

المصدر: الديار

الجيش رفع جهوزيته في شوارع طرابلس

ساد الوجوم معظم الاوساط الطرابلسية التي فوجئت كغيرها باستقالة الرئيس سعد الحريري التي اعلنها من السعودية، كما خفت الحركة في الشوارع وراحت الاوساط تتابع مجريات الاستقالة، وانشغل الجميع بالاستفسار والتحليل والتساؤلات عن اسباب الاستقالة فيما كانت اوساط طرابلسية ترفع من سقف حملتها على حزب الله خاصة في اوساط تيار المستقبل وبعض القيادات الدينية السنية التي تدور في فلك الحريري او مقربة من الادارة السعودية، في حين كانت مواقع التواصل الاجتماعي المحسوبة على التيارات السياسية والقيادات المحلية تخوض في التحليل السياسي وشرح ابعاد الاستقالة.

وفور تلقي نبأ الاستقالة عبر شاشات المحطات السعودية باشرت قيادة تيار المستقبل في طرابلس والشمال الى اصدار دعوات للاعتصام امام مقرات التيار والتحضير لمسيرات تضامنية لكن فجأة تبلغ هؤلاء تعميما بالتزام الهدوء والغاء الاعتصامات الامر الذي اثار تساؤلات كافة الاوساط الطرابلسية التي تلقت الجواب فيما بعد ان الغاء الاعتصامات هو قرار من الحريري حرصا على استقرار الساحة اللبنانية ومنعا للانزلاق الى احداث امنية وما لا تحمد عقباه.

خضع المستقبليون لقرار الرئيس الحريري على مضض فيما كانت اوساطهم ترفع من نبرة التحدي في مواجهة حزب الله وايران حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي عبارات تخطت السقف دون مراعاة الوقائع وسياق الاحداث خاصة ويقول قيادي طرابلسي ان الحريري غادر بيروت الى السعودية على وجه السرعة فور ختام اللقاء مع الموفد الايراني الكبير علي اكبر ولايتي وكانت اجواء اللقاء ايجابية ومريحة وان الحريري لم يخطر بباله ان هذا الاستدعاء السريع سينتهي باعلانه استقالة معدة له سلفا ـ حسب اعتقاد القيادي الطرابلسي.

وحسب القيادي الطرابلسي ان طرابلس لن تتغير كثيرا في مشهدها الانتخابي ـ رغم الاعتقاد بان الاستحقاق بات في مهب الرياح التي تعصف بلبنان ـ بل ان الموقف المسؤول الذي اعلنه الرئيس نجيب ميقاتي نمّ عن موقف رجل دولة بقدر جسامة المرحلة خاصة دعوته الى وحدة الطائفة والتماسك واقتراح مبادرة اودعها مفتي الجمهورية ومؤكدا انه متفهم لاسباب استقالة الحريري كما اكد عدم ترشحه لرئاسة الحكومة لانه مرشح للانتخابات النيابية.

لكن هناك من يعتقد في اوساط انصار المستقبل ان البيان الذي تلاه الحريري بمضمونه العالي النبرة تجاه ايران وحزب الله قد يعزز موقع الحريري في اوساط شعبية متشددة ومتطرفة حيال حزب الله جرى شحنها سابقا وربما يستعيد بعض شارعه تعاطفا معه لكن ليس الى الحد الذي يعيده رقما اول في طرابلس وان الرئيس ميقاتي في موقفه ومسارعته للقاء مفتي الجمهورية وامتناع انصاره عن اطلاق مواقف حادة او تحليلات كان كافيا لتطويق نتائج الاستقالة على الساحة الطرابلسية كي لا تتجه نحو الانفعالات المسيئة.

ومن جهة ثانية فان الشارع الطرابلسي الذي خبر جيدا الفوضى والانفلات الامني وحصد شباب المدينة ضحايا وجرحى وتوقيفات بات هذا الشارع اكثر وعيا بالرغم من القلق والحيطة والحذر الذي ساد الشارع خشية عودة الفوضى الى الساحة الطرابلسية، اضافة الى ان الوضع الامني ممسوك جيدا من كافة الاجهزة الامنية عدا عن رفع جهوزية الجيش اللبناني في الشوارع والاحياء تحسبا لاي طارىء.

ولذلك يرى القيادي الطرابلسي ان الغاء الاعتصامات كان درءا لاستغلال طابور خامس للاعتصامات والمسيرات قد تؤدي الى ما لا تحمد عقباه.

وفي ظل هذا الواقع لوحظت دعوات الى وحدة الموقف السني في طرابلس ولبنان وأمل البعض بمصالحة بين الرئيس الحريري واللواء ريفي وقد انتشرت شائعات عن لقاء حصل في السعودية بين الطرفين لكن مكتب اللواء ريفي نفى ذلك معلنا ان اللواء ريفي بات في لبنان ظهر امس الاول السبت قادما من ايطاليا وليس من السعودية.

وكان للواء ريفي موقفا في هذا السياق معتبرا ان استقالة الرئيس الحريري هي خطوة اولى في رحلة العودة الى الثوابت.

لكن مواقع التواصل الاجتماعي لم تخل من شماتة بين انصار المستقبل وانصار التيارات السياسية الاخرى في طرابلس مما دفع بالرئيس ميقاتي الى ضبط شارعه منعا للشماتة وايضا اوقف اللواء ريفي اي محاولة في هذا الاتجاه.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها