أنطوان صفير

السبت ٢٥ كانون الثاني ٢٠٢٠ - 07:38

المصدر: صوت لبنان

الحكومة في الإمتحان والشعب في المحنة

وبعد جهدٍ جهيد، صدرت مراسيم تشكيل الحكومة، بين أهل البيت الواحد، بعد ما يقارب المئة يوم من الإنتفاضة الشعبية المطالبة بكشف مكامن الفساد ونهب ثروات الوطن دون رادع.
والحكومة كما وصفتها في الأسبوع الماضي هي بالفعل حكومة One stop shop وأكثر، فكانت وفق قاعدة “وزير الي ووزير الك”، “وزارة الي ووزارتين إلك”، أي أننا لم نخرج من عباءة الولاءات السياسية والشخصية.
واللافت أكثر، أنّ توصيف الإختصاصيين لم يكن موفقا بالمطلق،
إِذ دخل التوصيف الطائفي والتصنيف السياسي والمصلحي،
وجعل وزارء غير مختصين في وزارات لا يعرفون فيها ،
إضافة الى تعيين وزير على أكثر من وزارة،
بينما المطلوب” سوبر وزير” في كل وزارة،
بعدما دأب أهل العلم والقانون والثورة والاعلام على فتح ملفات الفساد والهدر التي تحتاج الى إرادات صلبة ،
وإختصاصات حقيقية،
وتفرغ كامل .
هذا اللهم إذا كان المطلوب فتح الملفات والتحقيق فيها والوصول الى نتائج،
أم أننا لم نزل نعيش في ظل جمهورية الخطابات الفارغة،
والآراء الفضفاضة التي لم ولن تجدي،
ولن تسترجع حقوقاً،
ولن تبنى وطناً جديداً على قدر طموحات شبابه،
نعم، أنَّ الحكومة الجديدة هي في مرحلة الإمتحان الصعب،والصعب جدا،
وفرصتها لن تكون كبيرة،
وثقة الناس تحتاجها وهي الأصعب،
كما تحتاج ثقة المجلس النيابي وهي مؤمنة،
بعدما توزعت الأكثرية النيابية حكومة الإختصاصيين حصصاً ،
ومواقع بالمباشر أو بنصف المباشر،
أنها أمام إمتحان ثقة المجتمع العربي والمجتمع الدولي…..!
فهل ستأتي بالإصلاح الموعود؟
هل ستواكب هموم اللبنانيين وهي كبيرة ومتشعبة ؟
أما الشعب، فكله في محنة يتساءل حول مصيره ومساره،
وثقته بالسلطة شبه معدومة،
وأمواله في المصارف شبه محجوزة،
وإرادته في التغيير شبه محجورعليها حتى اليوم،
حكومته في إمتحان،
وسلطاته في أزمات،
وشبابه في توق الى الديمقراطية الفعلية،
الى تكافؤ الفرص،
ووقف النهب المنظم،
نمر بمحنة لن تشفيها حكومة ،
بل حكمة تعود الى أهل السلطة،
وإلاّ سيكون الغد صاخباً،
والسلام.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها