أنطوان صفير

الجمعة ١ تشرين الثاني ٢٠١٩ - 08:10

المصدر: صوت لبنان

الدستور والجيل الجديد

نحتفل البوم بعيد جميع القديسين الذين منهم نستمطر نعم السماء وهم القابعون على جبالنا والشواطئ منارات أمل ورجاء. ويوم غد نستذكر من غابوا من بيننا من أهل وأحباء ومن شهدوا واستشهدوا من أجل لبنان. 

بدأت ملامح التحركات الشعبيّة تصل الى بعضٍ من مطالبها ، اذ استقالت الحكومة وهذا شيءٌ طبيعي بديهي في نظام برلماني ديمقراطي وإن مُعطلا في بعض الأحيان، كالذي نعيش في ظله. 

وهذه الديمقراطيّة تجلّت برأي الناس ليس الناس الذين نزلوا الى الساحات وإفترشوا الطرق فحسب ، إنّما أولائك الذين يتماهون معهم ويشاركونهم الرأي والرؤية والمعاناة والطموحات. 

وأكاد أقول أنَّ كلّ شعب لبنان في أرض الوطن كما في ديار الانتشار هنا وهناك و هنالك، والى أي مشربٍ أنتمى، يُؤمن شديد الإيمان انّ الوضع القائم لم يكن ليستمر، 

لم يكن ليزهر ربيعاً في الدستور والقوانين والموازنات، 

لو لم تتحرك إرادت الناس وليس أي ناس….. 

فهم المعذبون والمقهورون والمهمشون عن لعب اي دور ليس في السياسة والإقتصاد بل في حفظ كراماتهم وكرامات أولادهم وحقهم في العيش الحرّ، مع الأمل الدائم بالمُستقبل الأفضل.

أمّا اليوم، فليس المطلوب إنتصاراً لهذا على ذاك، 

بل المبتغى أن نصل الى تأليف حكومةٍ متوازنةٍ من حيث الكفاءات لكي تقوم بالإنجازات، والملفات كثيرةٌ ومتشعبةٌ ومعقدة، من أزمات الكهرباء الى تلزيمات النفظ  والغاز، ومن ضمان الشيخوخة الى كل مشروع إنشائيٍ أو إعماريٍ أو استثماريٍ،

نعم، نحتاج الى حكومة لا تتعاطى السياسة بل تتبنّى السياسات؛ 

السياسات العامة في الإقتصاد والمال والإنماء المتوازن والتشريع، والتطلّع الى مستقبلٍ لا نراه للغد فحسب بل في السنوات المقبلة، حفاظاً على جيلٍ جديدٍ عانى أهله من قبله، وهو يعاني ووصل الى حافة الكفر بكل شيء، فنزل الى الساحات ليقول:

لا للطاقم 

ولا للذهنية.

وهنا أودّ القول انه ليس من العدالة بشيء أن نكون شموليين، 

وفي السياسة لا حقدٌ ولا كيدٌ ولا كراهية، 

وإلا لن نزهر مستقبلاً رائداً بل نعود الى حافة الإنهيار، 

فنحوِّل الحراك الشعبي الى مطالب سياسية لا طائل منها والكلام عن تعديل بعض التشريعات التي تتعلق بالأحوال الشخصيّة وإلغاء والطائفية وسواها والتي ربما تكون قابلة للنقاش الحر والهادىء، ولكن توقيتها ليس اليوم.

ان التوقيت الأفضل هو الذي يؤدي الى النتائج الفضلى،


بدأنا بإستقالة الحكومة وننتقل الى إستشارات نيابيّة حسب ما ينص عليه الدستور، وصولاً الى تشكيل حكومة من الإختصاصيين المستقلين تعملُ وتبني وتواكب كلّ ما يجب أن يواكب، من أفكار يقدمها رئيس الجمهورية أو أيٌّ من الأفرقاء السياسيين بغض النظر عن موقفعها اذا كانت لمصلحة لبنان.


عسانا نوفق بوطنٍ جديدٍ نحافظ فيه على نص الدستور وروحه، ونحفظ حق الجيل الجديد بكرامته في دولةٍ سيدة مستقلة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها