الأحد ٣٠ كانون الأول ٢٠١٨ - 08:54

المصدر: ليبانون ديبايات

الكتائب احتوى حروب إلغائه فهل ينجح في منع الغاء الديموقراطية؟

إجتاز حزب الكتائب اللبنانية خلال سنة 2018 المقبلة على نهايتها، سلسلة من المحطات السياسية والتنظيمية اختلفت المقاربات في مقاربة حقيقتها وتقييم نتائجها تبعا لمصالح القائمين بها وتوجهاتهم.

 

 

 

الثابت أن الحزب تمكن من اجتياز هذه المرحلة بأقل قدر من الخسائر على الرغم من الهجمات التي تعرض لها سياسيا وإعلاميا وانتخابيا ودعائيا من جانب خصومه الكثر.

 

 

ويرى المراقبون أن حزب الكتائب تمكن من تجاوز الأفخاخ التي نصبت له، ونجح في احتواء الهجمة “الإلغائية” التي تعرض لها من أكثر من جهة وطرف، وإن كانت “الدعايات السياسية” تتجاهل هذا الواقع وتصر على اعتبار أن دوره السياسي والوطني الى أفول.

 

 

 

فعلى الرغم من أن كتلة نواب الكتائب تراجعت عدديا في الإنتخابات النيابية الأخيرة من خمسة نواب الى ثلاثة، فإن المتابعين للتطورات السياسية عن كثب يعتبرون أن الكتائب تمكنت من إحباط محاولة شطبها من الحياة السياسية لأن الهدف الاساس لأركان السلطة الذين تحالفوا في “صفقة التسوية” المعروفة كان هدفهم منذ اليوم الأول إبعاد الكتائب نهائيا عن الحضور السياسي في المؤسسات الدستورية بسبب رفضها الإنضمام الى هذه التسوية بدءا برفض الطريقة التي تم اعتمادها لانتخاب الرئيس ميشال عون وعدم التصويت له في مجلس النواب، مرورا برفض المشاركة في حكومة العهد الأولى، وعدم الموافقة على قانون الإنتخاب.

 

 

 

وقد جاءت المعلومات التي تكشفت لاحقا عن مضمون الإتفاقات الثنائية التي عقدها أركان التسوية فيما بينهم في شأن تقاسم الحصص الرئاسية والوزارية والنيابية لتؤكد نيتهم شطب الكتائب من الحياة السياسية. ولذلك فإن تمكن الكتائب من الإحتفاظ بحضورها النيابي لا سيما من خلال تمكن رئيسها من مواجهة أكثر من فريق في دائرته والفوز بربع مقاعد دائرته من دون تحالفات سياسية يعتبر إنجازا بحد سياسيا مهما بحد ذاته وإن كان خصومه يصرون على تجاهله والتقليل من أهميته ودلالاته السياسية في كسره للحصار المفروض عليه ولو بصورة جزئية. يضاف الى ذلك ان التطورات أثبتت أن الفائزين بكتل نيابية كبيرة لم يتمكنوا من صرف هذه الكتل في الحياة السياسية من خلال تكبير أحجامهم في تركيبة السلطة التي يديرها حزب الله.

 

 

ويلفت المراقبون الى أن دور حزب الكتائب الوطني وفاعليته وتأثيره في الحياة السياسية لم يكن يوما مرتبطا بحجم كتلته النيابية. فهو عندما خاض معركة الإستقلال لم يكن ممثلا في مجلس النواب. وعندما تصدى لتوطين الفلسطيينيين وللسلاح الفلسطيني غير الشرعي لم يتكل على كتلته النيابية، وعندما تصدى للإحتلال السوري لم يكن ذلك من خلال كتلته النيابية.

 

 

 

ويخلص المراقبون الى القول: من ناحية التأثير السياسي الفعلي ما هو الدور الفعلي للكتل النيابية في رسم مسار الحياة السياسية والدستورية في لبنان؟ وما الفرق بين الكتل النيابية الكبيرة والصغيرة في ظل سيطرة السلاح غير الشرعي على القرارات الإستراتيجية للدولة اللبنانية ومصادرته لدور مؤسساتها بدءا بالحكومة؟ وما هو دور الكتل النيابية في ظل التعليق غير المعلن للدستور والقوانين ومفاعيلها واستبدالها بموازين القوى التي يفرضها السلاح غير الشرعي؟

 

 

 

ولذلك، فإن دور الكتائب السياسي من موقع المعارضة الشعبية والإعلامية المتحررة من القيود ومتطلبات الصفقات يبقى في هذه المرحلة هو الأهم، باعتباره يحافظ على الحد الأدنى من مقومات الديموقراطية على قيد الحياة، شرط أن تقتنع الكتائب بأهميته وتصب جهودها عليه، لأنه يردم جزءا كبيرا من الهوة الديموقراطية التي تسبب بها أركان السلطة المتخبطون في خلافاتهم حول التقاسم الشكلي لسلطة هي في الواقع بيد حزب الله لا بيدهم!

 

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها