عباس الحلبي

الأثنين ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 11:22

المصدر: صوت لبنان

اللبنانيون بين الجوع والهجرة

اللاعبون هم هم ومصائر اللبنانيين تؤول إما إلى الجوع محلياً أو إلى البهدلة في الهجرة إلى الخارج.  

هذا الهم يتشارك فيه رؤساء الطوائف فكلهم مهموم بالوضع الراهن ويرون أنفسهم عاجزين عن تقديم العلاج سوى المطالبات التي لا يستجيب لها أي مسؤول مع الأسف. 

الفراغُ في المؤسسات والمعاناة عابرة للطوائف والمناطق والمسؤولون غير المسؤولين يسعون إلى تحقيقِ المكاسب على جثثِ الناس وعذاباتهم وإنفجار المرفأ شاهدٌ. 

ما هو هذا القدر الذي يوقع الظلم باللبنانيين إلى هذه الدرجة. 

هل لأنَّ بعضهم تواطأ مع الزعماء بِغية تحقيق بعض المكاسب. وأين هي الثورة التي غابَت وقد ظننا انها لَن تغيب خصوصاً وأنَّ المسؤولين يقدمون أسباباً للثورة كل يوم وفي كل تقصير. والحرائق مثال. 

الشللُ سمةٌ بارزة في الساحة العامة فلا حكومة ولا مؤسسات تعمل والبعض الذي يعمل همّه إنزال المعاناة أكثر بالناس وتعميق المشاكل عِوَض حلّها والحكومة المستقيلة نموذجاً.

الإتحاد العمالي العام يهدد بأن رفع الدعم سيعيد التظاهرات والإعتصامات إلى الشوارع والساحات. والسؤال لماذا لا يسأل الإتحاد الزعماء الذين يوالونهم أين ذهبوا بأموال اللبنانيين ولماذا تبخرت الإحتياطات بالعملات في مصرف لبنان وأين ودائع المصارف بما أدى إلى هذه النتيجة في رفع الدعم وتوزيع الفقر وتوسيع قاعدته بين اللبنانيين. 

ثم لماذا لا يسألونهم من يهرِّب المواد المدعومة إلى الخارج قبل أن يتظاهروا ضد الناس وقطع الطرقات أمامهم وهم متوجهون إلى أبوابِ رزقهم وكدحهم عل قلتها.

في هذا الجو أعلِنَ عن قرب الإجتماع لِبدء مفاوضات ترسيم الحدود جنوباً براً وبحراً ومهما كانت خلفيات هذا الإعلان والتوقيت الذي أعلن فيه والصفقات التي تمَّت بمناسبته فإنه عمل محمود قد يكون لمصلحة البلد إذ أنه سيزيل صاعق التفجير في الجنوب وهذا يعتبر مقدمة لإزالةِ كل التبريرات لإبقاءِ التوتر وإنعكاس ذلك على الداخل اللبناني إيجاباً أملاً بأن يتمكن لبنان مِن الإستفادةِ من الثروات النفطية والغاز مستقبلاً بِما يشكّل عنصراً مساعداً على تجاوز حال الإفلاس التي ضربت اللبنانيين. 

هل لنا أن نأمل ونحن عشية الإعلان عن بدء الإستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس للحكومة مدعو لتشكيل فريق عمل حكومي مستقل يمتاز أفراده بالنزاهة والكفاءة والخبرة بما يعطي الأمل مجدداً بإمكانية الإنقاذ.

ان شاء الله خير.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها