أنطوان صفير

الجمعة ٦ آذار ٢٠٢٠ - 13:53

المصدر: صوت لبنان

المباراة المستمرة على أنقاض الناس

صدر قرار النائب العام المالي اللافت والمزلزل،

والذي كان لو قيض له أن يستكمل سبله الى أرض الواقع، 

لولا قرار مدعي عام التمييز في وقته وتوقيته، 

ليشكّل هزّة إقتصادية كبيرة ، 

ما كان ليتحملها أهل السلطة، ولا أهل المصارف، 

ولا الشعب المُعاني المُعاند من أنواع التعديات والمسرحيات والخطابات الفارغة.

والمصيبة الكبرى الداهمة بعد الكورونا وما حولها ، 

تبدو معالم الإنهيار المالي، 

اذ لم يستطع جهابذة السياسة والإقتصاد عندنا،

أن يصلوا الى رسم خطّة ناجعة، 

تُقنع من أراد مساعدتنا من دول العالم،

على تخطي الأزمات التي سببها الفساد المستشري دون الحدود،

والنفوس اللاهثة النهمة الى المال العام والخاص،

وحتى مال الفقراء والمهمشين والتعويضات وما سواها.

أنّه القدر المؤسف أن نرى استهتاراً ما بعده إستهتار،

وتراشقاً مملاً مقيتاً بين هذا وذاك، 

وتناتشاً لم يتوقف ولو لبرهة ،

حتى مع إنتفاضة أهل لبنان في جزئها الأول بعد ١٧ من تشرين.

فلا منهم من يقول “عيب”!

ولا من يسأل نفسه ويقنعها بال”كفى”!

ولا من يجرؤ على كشف ملابسات أموال بالمليارات!

خنقت إنسانية من إستحصل عليها بشكل غير مشروع، 

كما خنقت عناد الإنسان – المواطن العامل والمتعلم والموظف والجامعي والصناعي.

ولم يتغيّر الا شيئاً يسيراً لا يذكر،

بينما المطلوب كثير وكبير وعميق.

و”اللاءلات” كما “النعم” كثيرة وحاسمة،

لا لإستنساخ أزمات الدول الأخرى في المحيط والعالم، 

وترجمتها على أرضنا وعلى أنقاض طموحاتنا.

فكفانا أن نكون نقطة بريد،

وصندوقا مفتوحا للآخرين،

لحروبهم وانتصاراتهم ومفاوضاتهم.

لا لإستمرارنا تحت نير جوق الزجالة غير الموفق لهذا وذاك،

ممن خبرنا وعرفنا وتبع البعض منا، 

والنتائج ببساطة ودون سوداوية، 

دولار يلامس ٣٠٠٠ حتى تاريخه،

وسلع تخطّت أسعارها المعقول،

وخطوات حكومية لم نر منها حتى الآن، حتى الأدنى المقبول،
وطروحات فضفاضة وكلام فارغ.


نعم، نرجو أن ننجو من التأجيل والتسويف والتمييع،

وهي فلسفة عهدناها لعهود،


اللهم أعطنا قادة يصنعون مجداً لوطنهم،
ورخاءً لشعبهم ،
وتضحيةً ولو بسيطة من أجل الخير العام.
وللعبرة، فقد قامت القوانين المصرفية،

من قانون النقد والتسليف الى قانون سريّة المصارف،

وقوانين ومراسيم ملازمة في عهود غابرة،
فطبعت مجد لبنان الإقتصادي، 

وجنته المالية، 

وموئله الضريبي. 

ماذا صنعنا حتى فتك تجار السياسة بنا،

وبآبائنا من قبلنا وبأبنائنا من بعدنا ؟
فأضحينا نشحذ أموالنا المُستحصلة من عرق الجباه.


نعم، إنَّها أسئلة موجهّة توجّه أولاً الى الذات ، 

والثورة عليها أن تبدأ من الذات والعقليات والأفكارالعفنة، 

لنخلع أثواب الإنتماءات الصغيرة، 

والولاءات التي لم تجلب الا الويلات،

ولم تستجلب الا قلة الخير والوفاء للبنان ،  

عندئذٍ وعندئذٍ فقط، 

يعود لبنان وهوعائد ليكون منارة في المشرق ،

كما هو منذ الأزل وحتى الأبد.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها