جورج يزبك

الأثنين ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 08:51

المصدر: صوت لبنان

المطهر قبل جهنم

تبين ان مافيا الاحزاب في لبنان اقوى من الجميع، اقوى من الحراك بالمفرق او بالجملة، واقوى من فرنسا واميركا مجتمعتين، واقوى من سيدر وصندوق النقد. اتفقت الاحزاب المعتادة على المشاركة في السلطة على استدراج الحريري الى كمين السراي بشروطها، وبالتالي تحميله مسؤولية تعديل الورقة الفرنسية. وترشيح الرئيس الحريري نفسه حكمياً يندرج في المشهدية التالية:
اولاً تثبيت مرجعية الرباعية السنية الممثلة برؤساء الحكومات السابقين برئاسة ورعاية وضيافة بيت الوسط.
ثانياً تشليح رئيس الجمهورية براءة اختراعه الأسمها التأليف قبل التكليف، وما سيجريه الحريري من مشاررات اعتباراً من اليوم مع الرئيسين عون وبري ورؤساء الكتل النيابية يندرج في اطار التأليف قبل التكليف.
ثالثاً اتكال الرئيس الحريري بعد احتراق حكومة حسان دياب وحرق مشروع مصطفى اديب، على تفلت الدولار والتهديد برفع الدعم، ما يجعل الحراك والاحزاب يقبلان به اضطرارياً كمطهر قبل جهنم.
رابعاً تطوير الرئيس الحريري ورقة قصر الصنوبر لجهة السير بتشكيل حكومة اختصاصيين وليس حكومة اختصاصيين مستقلين، وهكذا وبعدما سلم الحريري وزارة المال غصباً عن رؤساء الحكومات الثلاثة الباقين للثنائي، يكون قد ربط النزاع ايجاباً مع الثنائي الشيعي القابل به رئيساً للحكومة، وهكذا يكون قد قطع نصف المسافة، اما المسافة الباقية فتصبح سهلة من خلال اعطائه حق اختيار وزرائه من بين مروحة اسماء تقدمها الاحزاب من اصحاب اختصاص معروفين علمياً واكاديمياً ومغمورين حزبياً، الا اذا ارتأى رئيس الجمهورية ان يلعبها راس براس، الحريري مقابل جبران.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها