عباس الحلبي

الأثنين ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 11:19

المصدر: صوت لبنان

ان فشلت الحكومة فعلى البلد السلام

تكليفُ الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة الإنقاذ ذات المهمة المحددة بالبرنامج والمدة ومواصفات أعضائها يعطي أملاً جديداً كم يحتاج إليه لبنان في هذه الظروف المأسوية التي تجتاح البلاد وأدَّت فيما أدَّت إليه إلى إفلاس البلد وإنهيار القطاعات واحداً تلو آخر.

يعوزُ البلد في هذه المرحلة الهدوء ووضع الأولويات في المعالجات وليس فتح الملفات جميعها لأنه يتعذر الإتفاق إلاّ ضمن الحدود الدنيا في بلدٍ مشلَّع.

ما كان تلميحاً أصبح تصريحاً التعرّض للنظام السياسي من العديد من الفرقاء رجال دين وسياسة وحتى مِن بعض المجتمع المدني. والسؤال هل أن الأولوية الآن هي لإنقاذِ ما يمكن إنقاذه في ضوء مخاطر الوباء وما يُحكى عن إنهيار القطاع الإستشفائي وتوقف بعض المستشفيات عن العمل وهجرة الأطباء والممرضين إلى الخارج ومعالجة موضوع تأمين الدواء والمحروقات والخبز أم أنَّ الأولوية هي للبحث في النظام السياسي وتعديل هذا النظام والتعرّض للدستور ولإتفاق الطائف في الوقت الذي تسود فيه الإنقسامات والتناقضات بين الطوائف والأحزاب وفي بيئةٍ إقليمية متنازعة ومتصارعة.

هل أنَّ ما قالَه رئيس الجمهورية هو لِتبرئة الذات أم أنه تمهيد لِمحاولةِ إسقاطِ كل المحاولات الإنقاذية المنتظرة أم بغية تحسين شروط الحكم في نهايةِ العهد.

المطلوب التعجيل بتشكيل الحكومة فإذا كانت المخاطر المحيطة بلبنان على النحو الذي وصفه الرئيس فإن تشكيل الحكومة هو المدخل لِمواجهة هذه المخاطر. فليس للقوى السياسية أن تتصارع على التشكيل بقدر ما يجب إعتبار هذا التشكيل فرصة لإلتقاط الأنفاس وإبعاد المخاطر عن البلد وإنقاذ الشعب اللبناني الذي يستغيث مما دفع بعض القوى الكبرى التي أدارت ظهرها للبنان مدة من الزمن تعديل سياستها تجاهنا بعدما إستشعرت الخطر الذي يقبع تحته لبنان نتيجة الأزمات المتراكمة. أفليس أحرى على قوى الداخل أن تستشعر هذا الخطر وتعمل على إنقاذ شعبها من الجوع والفقر وإعادة النازحين إلى بيوتهم المتضررة بعد تصليحها وإعادة بناء مرفأ بيروت والمناطق المدمَّرة منها.

هل أنَّ العالم أصبح أكثر إنسانية تجاه اللبنانيين من بعض الزعماء الذين حملوهم على أكتافهم طيلةَ عقود من الزمن وأعطوهم المجد الذي ينعمون به والعز الذي يتربعون عليه. أهكذا يُكافأ اللبنانيون مِن قِبَلِ المسؤولين عنهم.

فرصة الحكومة هي فرصة اللبنانيين بالنهوض فإن فشلت فعلى البلد السلام.

الله يستر

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها