فرنسوا ضاهر

الأحد ٥ كانون الثاني ٢٠٢٠ - 08:11

المصدر: صوت لبنان

برسم المسؤولين

نودّع سنة ونستقبل سنة جديدة
فنرصّد الماضي ونستشرف المستقبل
ونتوقّف بذهول عند الأوضاع التي آلت اليها بلادنا.

إذ كيف يُعقل ان يكون المسؤولون فيها
قد تركوها تنهار وتتساقط وتتهاوى في كل القطاعات،
وفي كل المفاصل الحيويّة، والمرافق الخدماتية ؟

كيف تركوا القطاع المصرفي ينهار كقصرٍ من كرتون ؟

كيف سمحوا لأنفسهم ان يكون البلد قائماً
على الأضاليل والكذب والمعطيات المغلوطة ؟
وقد تعاقبوا أجيالاً مدة ثلاثين (30) عاماً على ذات
النمطيّة والمنهجيّة والخيارات.
لا فرق فيما بين الذين توالوا على حكمه، على اختلاف
تياراتهم وأحزابهم وخياراتهم وطوائفهم وشعاراتهم
وخطبهم. وكأنهم فصيل واحد.

كيف يسمحون بأن تكون شعوبهم في هذه الوضعية
من العوز والفقر والضياع والتهجير وفقدان الأمل والرجاء
والسخط والكفر؟

كيف تغفو أعيُنُهم ويستريحوا في أسرّتهم، ويقطّعون الوقت
لترتيب ذات البين فيما بينهم، غير آبهين بتدهور أوضاع أمّتهم ؟

وها هم اليوم، حتى بعد ثورة شعوبهم عليهم،
ما زالوا يقاربون المعالجات بذات الأسلوب والطرق والسبل
التي كانوا قد اعتمدوها في السابق وأوصلت الأمور الى ما هي عليه.

كما وإنهم ما زالوا يناورون ويتذاكون على هؤلاء الشعوب، لإطفاء
ثورتهم، وإخمادها وتفتيتها وشرذمتها وقمعها والفتك برجالاتها.

حتى إنهم لا يبالون لنظرة قادة العالم اليهم،
ولفقدانهم صدقيتهم لديهم، وانكشاف سوء ائتمانهم عندهم،
بفعل حجم الأموال العامة الطائلة التي استحوذوا عليها عنوةً،
وهرّبوها الى بلدانهم، لنأيها عن المطالبة بها واستردادها.

كيف يعقل لهذه المنظومة الحاكمة التي اقترفت
كل هذه المآسي أن تراهن على الاستمرار في حكم هذه البلاد
وهذه الشعوب ؟ بالإلتفاف على انتفاضتهم، بل على ثورتهم،
مستخدمةً كل أدوات السلطة لهذه الغاية ؟

في الحقيقة، ان سياسيي لبنان مدعوّون الى وقفة فورية
مع الذات، والى إعادة نظر شاملة في أدائهم،
حتى يجانبوا البلد مزيداً من التأزّم والتفلّت،
ويتفادوا المواجهة مع الناس الذين يتربصون التوقيت
لانطلاقتها.

وإن إعادة النظر تلك، تتمثّل بالترخيص لتشكيل حكومة مستقلّة
يكون وزراؤها فريق عمل رئيسها، تُمنَح صلاحيات استثنائية
لمدة سنة كاملة، حتى يصار الى نقل البلد سريعاً من الوضعية
المتهاوية، الى حال من المعالجة الجذرية التي تعيد ربط الثقة
بين الدولة وشعبها.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها