جورج يزبك

الثلاثاء ١ أيلول ٢٠٢٠ - 08:46

المصدر: صوت لبنان

بين فيروز ومصطفى أديب

أمس كان يوم اثنين، فيروز ومصطفى أديب. فيروز الآتية من عالم الشهرة لن تدخل عالم النسيان. فيروز المشهورة، لن تصبح مغمورة ولو أنكرتها سلطة بلادها سهواً أو قصداً. وكرمتها فرنسا قصداً وقصداً. ويوم مصطفى أديب الآتي من عالم النسيان ليدخل التاريخ، لكن مهلاً ليس بهذه السهولة. كم غنّت فيروز وأغنت، كم غنٌت للبنان الذي، لو فهم عليها السياسيون وارتضوا أغنياتها قسماً دستورياً وبرنامج حكم وبياناً وزارياً لبقي لبنان لؤلؤة الشرق والغرب. حتى الرئيس الفرنسي حفظ لفيروز وتوّج زيارته الأولى بعبارة “بحبك يا لبنان”. أما جماعتنا فأحبوه بقدر ما حلبوه. أحبوه بقدر ما سلخوه. أحبوه بقدر ما أجرّوه. أحبوه بقدر ما باعوه. بالرضى أجروه للفلسطيني. بالخطيفة ارتضوه للسوري. بالمتعة كاد أن يختلي به الايراني. جاء الرئيس الفرنسي ليمارس حق الشفعة. جاء ليبرز صكوكاً قديمة تثبت حقه بالوصاية على قاصر شردّه أهله، وحقه بالحماية على معنّف بالسوط تناوب عليه رعاته، وحق الرعاية لشحّاد سرقه ذووه ورموه على رصيف العالم مادّا يده لكل عابر صندوق أو بنك أو مؤتمر.
فيروز لا تموت كي لا يعلق وسام على نعشها وهي حائزة على ثلاثة أوسمة من ثلاثة رؤساء فرنسيين من ثلاثة أحزاب وكأنهم يتسابقون على تكريم لبنان من خلالها، فرنسوا ميتران، جاك شيراك وايمانويل ماكرون. فيروز لن يقدروا على إنزالها عن كرسيها ولو شاءوا، ومصطفى أديب لن يجلسوه على كرسيّه الا متى يصبح حاملو الأختام قادرين على النزول الى الشارع ومواجهة ناسهم كما فعل الأديب في اختبار أولي جيد. والله ولي التوفيق.

 

 

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها