أنطوان صفير

الجمعة ١٣ كانون الأول ٢٠١٩ - 12:02

المصدر: صوت لبنان

تمنيات باريس وخريف لبنان

سمعنا دون أن نستمتع بالبيان الصادر عن مجموعة دعم لبنان في باريس، والذي رأيناه بياناً توجيهياً للسلطات عندنا، علَّها تستفيق وتنتشل نفسها وتنتشل المواطنين من الكارثة الإقتصاديّة والإجتماعية المتعددة الأوجه والأنواع، مع ما يستتبعها من نتائج غير مشكورة على كل القطاعات.

وقد بحَّ صوتُ المجتمع الدولي كما عانى اللبنانيون الشرفاء، وأهل السلطات لا يأبهون لما آلت اليه الأوضاع من سوء حال ، وتراجع في الإستثمار ،وجمود إقتصادي ، وشح في الخدمات العامة ، وسوء إدارة للمال العام ، وهدر لا يعرف الكلل ،ونهمٍ للمال والسلطة لم تشهده إلا بعض المجتمعات المعانية من الظلم والهوان.

نعم، تمنيات لقاء باريس نتمناها كشعب حي علق على صلبان المعاناة بسبب بعض متولي السلطة عندنا منذ عقود وعقود، 

وكأننا خرجنا من حرب الآخرين بين 1975 و19٩٠، 

لندخل في جمهورية الدكاكين المفتوحة، التي أفرعت الجيوب وأهانت القلوب والكرامات ،وحتى تاريخه ورغم صراخ الأصوات المخنوقة والذي ملئ الساحات وافترش الطرقات، لم تزل بعض الآذان صمّاء، وبعض الضمائر جامدة، والنطق بالسوء بين البعض والبعض يسود الخُطب والمواقف ـــــ والنتيجة واحدة:

خريف لبناني مستفحل نحو شتاء نقدي يشحذ معه أهل المال مالهم ولا ينالوه ، 

نحو شتاء إجتماعي وتربوي ربما لن نستطيع ملاقاة ربيع الطبيعة في نهاية آذار،

إلاّ إذا قامت حكومة تشبه أحلام الناس ، وطموحات الشباب الغضَ والأباء المتطلعين الى مستقبل أولادهم خارج أحضان بلاد الأرز، ولا يريدون ذلك.

خريفٌ مُطِلٌ على شتاء قارس في السياسة والإقتصاد،.

ولكن ربيعنا الآتي سيأتي مع دموع الأباء، 

وصلوات الأمهات المعانيات، 

والعمال الذين أجبروا على ترك إعمالهم ،

والطلاب الباحثين عن سمات هجرة من السفارات،

لكي يقفلوا على حقبة الوطن من بعض عمرهم الضائع،

لكن لكل ما ذكرت، 

سيزهر صيفنا مُشرقاً لا يعود فيه الفساد لغة وممارسة، الا شواذا عن قاعدة العدالة الإجتماعيّة،

ولا تعود فيه المصلحة الشخصيّة النهمة إلاّ جريمة يعاقب عليها القانون حقاً لا قولاً أو في الخطب.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها