الأربعاء ٤ أيلول ٢٠١٩ - 12:33

المصدر: النهار

“تيريزا الفقيرة، أغنى الأغنياء في الفردوس”

بمناسبة اعلان البابا فرنسيس قداسة الام تيريزا في الفاتيكان، كتب الرئيس أمين الجميّل مقالا في جريدة النهار في عددها الصادربتاريخ 6-9-2016 بعنوان: “تيريزا الفقيرة، أغنى الأغنياء في الفردوس”، ونعيد نشر المقال:”

في يوم تقديسك، استذكرك أختاً تجوبين العالم بحثاً عن كل فقير، ومعوز ومحتاج.

استذكرك زائرة مرة واثنتين، بل أربع مرات للبنان، تواجهين بغصن الزيتون آلة الحرب والقتل والدمار، وتحملين رسالة واحدة: لبنان يستحق السلام، واللبنانيون يستحقون الحياة.

استذكرك تباركين وأنت قديسة قبل أن تصبحي قديسة، بيت المستقبل الذي منه اخترت ان توجهي رسالة الى الانسان المعذب في لبنان، اللبناني والفلسطيني، ولا شك أنك تشملين بعطفك اليوم كل مواطن سوري شردته الحرب من بلاده.

استرجع صلاتك التي افتتحت بها اللقاء في بيت المستقبل في الرابع عشر من آب من العام ١٩٨٢، وهي صلاة باتت عابرة لكل حدود، وجامعة لكل القلوب، وصابرة على المآسي، ومبلسمة للجراح، ومداوية للجروح.

استرجع كلماتك اللاهثة بحثاً عن المحبة: يجب ان نصلي، وليس مهماً كم نعطي، بل بأي محبة نعطي. ومن يزرع الحب يحصد السلام.

احفظ رسالتك بخط يدك، ذخراً فيه كل المجد، مجد الحق لا الباطل، المجد الازلي لا الفاني.

اردد ما قاله من سبقك الى عالم القداسة البابا يوحنا بولس الثاني في مراسم تطويبك في روما في العام 2003: لنكرّم هـذه المرأة القصيرة القامة فاعلة الخير والرمز العالمي للالتزام بأفقر فقراء الارض، التي لا تكل ولا تمل حيال البشرية جمعاء.

ايمانك لا تخصيص فيه ولا امتياز، لا للون بشرة، ولا لعرق، ولا لجنسية، ولا للغة، فالاصغرون في فلسفتك أكبرون، والأخيرون أولون، وكبيرهم خادمهم.

جسدت قدرة غير عادية في تجاوز الانا، في تطويع الذات خدمة للآخر، فما غادرت الايمان يوماً.

الام تيريزا،

قديسة كالكوتا، وقديسة من لبنان،

أنت أغنى الأغنياء في فردوسك، يا من خدمت أفقر الفقراء.

اذكري لبنان واحمي شعب لبنان ليبقى لبنان رسالة محبة وسلام.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها