السبت ١٨ نيسان ٢٠٢٠ - 09:11

المصدر: صوت لبنان

ثقة معدومة وغضب عارم

يوماً بعد يوم، 

تزداد حدّة الأزمات الإجتماعية والمعيشية، 

وتغرق البلاد في تداعٍ مؤسساتي خطير … 

وطرح الحلول ينتظر، ولا نعرف ماذا ينتظر؟ 

ينتظر بالفعل قرارات جريئة،

لا يتخذها إلاّ قادة يتحلون بالجرأة وبالشفافية،

وبعدم الوقوف على خاطر هذا وذاك.


بديهي القول،

أنَّه لا يمكن مداواة وضعنا المنهار،

عبر”تشليح” المودعين أموالهم المحصلة من عرق الجباه.

بعدما عاث الحاكمون فساداً عندنا،

وتحكموا بماضينا ورهنوا مستقبل أولادنا.

والخطابات التافهة والشعارات الواهية مستمرة بكل وقاحة، 

ولكن لم يعد من آذان قادرة أن تصغي،

ولا من عقول يمكنها أن تتحمل وباء الفساد والكذب المتمادي…

والأسئلة كثيرة وكبيرة:

أيُ صاحب ضمير هو هذا الذي فكَّر ولو تفكيراً لهنيهة ، 

بإقتطاع أموال الناس،

بعدما تبيّنّ أنَّ الأموال المُودعة في المصارف وعلى سبيل الأمانة، 

قد مولت مصرف لبنان، الذي بدوره موّل أهل السياسة والإدارة.

وفي الواقع، فقد دفع المُودعون فواتير الفساد والهدر والسرقات،

وضياع الفرص واغتناء البعض بشكل غير مشروع.

أمَّا الأدهى، 

فهو إِنقسام طاقم البزنس السياسي،

بين جناحيه المصرفي والسياسي. 

والحقيقة تُقال، أنَّ الأموال لم تذهب إلاّ بتغطية من هذا وذاك،

فكل مسؤول عليه أن يتحمّل المسؤولية ….امام الناس وامام الوطن وامام المستقبل.

ولا بدّ من التأكيد أنَّ كل تجديد وتمديد،

حصل في المسؤوليات العامّة الادارية وما سواها ،

يعني في ما يعني أننا نعيش في جمهورية،

لا تعرف المداورة في تحمل المسؤوليات،

وكأن لا أكفاء فيها، بل أن الكفاية قد حصرت بهذا وذاك، 

ممن يتغازلون على حساب الناس في الماضي وفي المستقبل. 

ولنقل أكثر، 

نعم، ان العلاقة بين أهل السياسة ومصرف لبنان طوال ثلاثة عقود،

لم تكن علاقة طبيعية منطقية علمية، 

وهذه العلاقة ونتائجها، ندفع اليوم ثمنها …..والثمن غالٍ.

سقط الHaircut  كما سقط Capital control في القانون،

لكنّها حصلت في الواقع،

وأصبح للدولار أسعار عدّة، 

وتحت أنظار الهيئات الرقابيّة المصرفيّة، ولا من يقوم بخطوة.

والأنكى في كل ما يحصل، 

أنَّ ملفات الفساد أصبحت أعلى من بناء الأمم المتحدة،

ولا مَن يحَاسب ولا من يحاسَب!

بلد تُرك أمام الإفلاس. تاجروا بكل شيء،

حتى أننا والحقيقة تُقال، لم نعد نصدق منهم شيئاً! 

أتراهم لا يستحُون،

ملياراتهم الموبوءة في الداخل والخارج، 

لن تنقذهم من محكمة المواطنين والتاريخ.

عاثوا إفساداً،

وثقافهم جهلٌ وقلة تخطيط ،

وضحك على الناس، وتمويل “للزقيفة” في زمن الأنتخابات.

كفاكم وكفانا، 

فقد ضربتم الثقة بكل القطاعات، 

وضربتم ثقة المواطن بنفسه وبوطنه.

اذهبوا الى من نَهَبَ وسرق، 

واسترجعوا الأموال المُحوّلة والمنهوبة،

وغير ذلك، كل الحلول باطلة، 

وطبخات نفاق لن تؤدي إلا الى عودة المواطنين الى الساحات،

في زمن الكورونا وما بعدها ،

والغضب سيكون كبيرا.

  

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها