الثلاثاء ١٨ شباط ٢٠٢٠ - 22:30

المصدر: صوت لبنان

ثورة الواتس آب… ومصير شجرة الطيب

كنا نعتقد أن الواتس آب هو ثورة تكنولوجية فقط، إلى أن قرر الشعب اللبنانى تحويله إلي ثورة شعبية، ترسل غضبًا مكبوتًا ومتراكمًا يغلي داخل اللبنانين، كانت هذه “الحالة status” التي ظهر عليها الشعب اللبناني، ولم تستطع الحكومة السيطرة علي إعدادات ضبط المشهد، فظهرت “الحالة status” للجميع دون استثناء.
أظهرت “الحالة status” الشعب اللبناني مستظلًا بشجرة الطيب في نفس الساحات والشوارع، لا تفصل بينهم تقسيمات طائفية، أو تباعد بينهم نرجسية الطبيقة، الجمال اللبناني المعهود ملأ الحالة بكل جوانبها، فخرج الفتيان والفتيات في أبهى زينة تفوح منهم روائح العطور، يحرصون كل الحرص علي نظافة بلدهم، ويحسنون انتقاء شعاراتهم، خرجت الانتفاضة وكأنها حفل زفاف طال انتظاره من الجميع.
لم يظهر في المشهد حالة تحرش واحدة رغم اختلاط الفتيان بالفتيات، وهذا ما يؤكد المقولة “الثورة كالنبوة عندما تضيع الأخلاق تضل الثورات”، جمال المشهد ورقيه لفت نظر الجميع، فقرروا الحضور إلي العرس دون أن توجه إليهم الدعوة، فبارك المفتي سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان هذه المطالب، وساندها الجيش، والعديد من القوي والائتلافات الموجودة دون تصارع أو تصادم في وجهات النظر.
لكن سيظل هذا الجمال يطارده الوجه القبيح للطائفية والمذهبية، التي رسبتها القوى الاستعمارية في هذا البلد الجميل، والتي سيطرت علي المشهد اللبناني لعقود، ولا سبيل للقضاء علي هذا الوجه إلا إذا التف اللبنانيين حول قيادة واعية، تدرك خطورة سيطرة الطائفية والمذهبية على سماء لبنان، فتصبح كرياح الخريف التي تتساقط معها أوراق شجرة الطيب، فلا يجد هولاء الفتيان والفتيات مايستظلون به.ts

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها