الجمعة ١٠ نيسان ٢٠٢٠ - 13:10

المصدر: صوت لبنان

جمعتنا عظيمة

في أعظم أيام التاريخ، 

تحط الجمعة العظيمة مثقلة بالآلآم والأوهان،

ولكن منبأة بقيامة آتية بعد حين.

وقد اختصرالرب الفعل الإيجابي بالرحمة حين قال: 

رأيتموني عطشاناً وجائعاً ومسجوناً…… 

والرحمة هنا هي عدل، 

أين نحن منه ومن الرحمة في وطننا؟

والحال كما هي!

والحكام كما هم!

أمّا حالُنا فآلام وأوهام وآمال ينطبق عليها ما ورد في سفرآشعيا النبي :

ويلٌ للأمّة الخاطئة،

للشعب المثقل بالإثم،

لنسل الأشرار والبنين المُفسدين.

أين تضربون بعد، أنتم تمعنون في التمرد عليَّ ،

أعلى الرأس وهو مريضٌ؟

أم محل القلب وهو بأكمله سقيمٌ؟

لا صحّة فيكم بل جروح ورضوضٌ لا تُضَمَّدُ،

أرضكم خرابٌ،

حقولكم يأكل غلالها الغرباءُ والمُفسدون أمام عيونكم.

إسمعوا كلام الرب يا حُكَّام سدوم،

أُصغوا الى شريعة إلهنا يا شعب عمورة.

أزيلوا شرأعمالكم من أمام عيني وكفوا عن الإساءة.

تعلموا الإحسان وأطلبوا العدل،

أعينوا المظلوم وأنصفوا اليتيم.

فضتكم صارت زغلاً، 

وخمركم مغشوشة بماء،

حُكامكم قومٌ متمردون،

وشركاءُ لقطاع الطرق،

كلهم يحب الرشوة ويسعى وراء الربح،

ولا ينصفون……….

ستخجلون من عبادة الأشجار، 

ويصير الجبّارُ فيكم كالقشور وعمله كالشرارة،

فيحترقان كلاهما معاً ولا من يُطفئ.

إمتلأت الأرض بالمشعوذين،

عقدوا الصفقات مع الغرباء،  

فأمتلأت أرضهم فضّة وذهباً،

فسجدوا لمصنوعات أيديهم.

أمّا الفوضى التي نقبع فيها ومنذ عقود، فينطبق عليها قول آشعيا النبي:

والآن يُزيل الرب القدير، 

كل سندٍ من الخبزوالماء وكُل عمادٍ: 

الجبارَ والمحاربَ، القاضيَ والنبيَ، والعرّافَ والشيخَ، 

القائد والوجيَه، والمشيرَ والحكيمَ.

ويجعل الصبيان حكاماً لهم،

والسفهاء أسياداً عليهم،

ويقوم الشعب بعضهم على بعض، 

ويستخف الصبي بالشيخ ،

واللئيم بالكريم.

وقاحةُ وجوههم تشهد عليهم. 

آه، يا شعبي قادتك هم يضللونك، 

ويمحون معالم طرقك.

ويلٌ للذين يبررون الشرير، لأجل رشوة ويحرمون البريء حقه.

أمّا فرح القيامة فينا وعندنا فينطبق عليه نشيد الحمد من آشعيا:

فيقول الشعب في ذلك اليوم :

أحمَدك يا رب لأنك غضبت عليَّ،

وغضبك إرتّد عني فعزيتني.

وورد تحت إطار “الإنقلاب الكبير” من آشعيا النبي:

أبلحظة يتحول لبنان جنائن،

وفي ذلك اليوم يسمع الصُمّ أقوال الكتاب،

وتبصر عيون العمي،

بعد إنغلاق على السواد والظلام.

ويبتهج البؤساء بالقدّوس،

لأنَّ الطغاة يهلكون، 

والساخرين يُرذلون.

نعم انها أمثولتنا في جمعتنا العظيمة وفي أحد القيامة المجيدة،

علنا من طرق الآلام نبني فنستحق قيامة لبنان وشعب لبنان.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها