عباس الحلبي

الأثنين ٨ حزيران ٢٠٢٠ - 11:32

المصدر: صوت لبنان

حان وقت التغيير

تستعيدُ الانتفاضةُ زخمها تعبيرا” عن رفض الناس للفشل في معالجةِ مشاكلهم التي تتفاقم يوما” بعد يوم. فلا حلَّ لأي من المشاكل لا بل بالعكس مع كل طلعة شمس مشكلة إضافية تتفجر وتُضاف فوق سابقاتها. لا يُلام الناس في إنتفاضتهم وفي إستعمال كل الأساليب لإرغام السلطة على الإستماع إليهم لأن أفرادها لا يسمعون. يضيقُ الخناق على رِقاب العالم بدءا” من أبسط مستلزمات معيشتهم فيُهَدَدون بالرغيف والمازوت والبنزين والدواء. نسمعُ كل يوم عن إجتماعات تُعقَد في السرايا وفي القصر الجمهوري لمعالجة هذه المشكلة أو تلك ولكن كل الحلول تسقط على عتبة هذه الإجتماعات العقيمة التي لَم نرَ أية نتائج عملية لها. هذا فضلا” عن تصاعد الإنتقاد والنقمة على الإجتماعات التي تُعقَد في القصر الجمهوري لبحث قضايا تدخل حصرا” في مهام الحكومة بِما يعيد التساؤل عن الإنتهاكات الدستورية في الممارسة. كيف يستطيع الحكام الإستمرار في مناصبهم وهم على هذا الفشل والعقم والخطورة. يفتحون ملف التهريب على المعابر الحدودية والنتيجة التهريب لم يتوقف ثم يفتحون ملف المازوت والمازوت لم يتوفر ووزارة الإقتصاد تجنّد لتحديد سعر الرغيف هل هو بألف ليرة أو بألف ومئتي وخمسين ل.ل. كأن هذا الفارق هو المشكلة. أما عن سائر المواد الغذائية التي جنت أسعارها فهي غير معنية. 

ظنَّ العهد أنه سينقذ سمعته بمِثلِ هذه الحكومة فإذا هو يدفعها إلى السقوط بإرغامها على إعادة معمل سلعاتا إلى خطة الكهرباء الضائعة في متاهات الفساد والإهمال والفشل. يتذاكى المسؤولون بألاعيبهم على المجتمع الدولي فإذا بهم يفاجأون أن العالم كله بات قرفانا” من تصرفاتهم. جلسة تلو جلسة للحكومة والمعيب النتائج التي تُعلن بعد كل جلسة لساعاتٍ طويلة دون إنتاجية أو حل لأي مشكلة مطروحة. هم أضاعوا الأرقام على الناس وعلى صندوق النقد لتضييع مسؤولية السرقات التي ارتكبوها. 

حان وقت التغيير بإسقاط هذه المنظومة الفاشلة والفاسدة التي أعاقت التشكيلات القضائية واستمرت في إعتماد أساليب الهدر والسرقة وفشلت في إتخاذ أي إجراء يوقف تدهور الأحوال وعجزت عن إجراء أي تعيين في أي مركز خصوصا” في المراكز المالية والمصرفية والبلد في أوج أكبر أزمة مالية ومصرفية في تاريخه المعاصر.

أطاحوا بالدستور وانتهكوا القوانين وخانوا الأمانة الوطنية وحولوا لبنان إلى دولة فاشلة هذه هي إنجازات العهد والحكومة، لذلك حان وقت الإنقلاب عليهم ليسلم لبنان وشعبه وما تبقى من سيادته وإستقلاله وكيانه عشية مئويته الأولى.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها